أعلن العراق وروسيا اليوم توقيع اتفاقيات استراتيجية بمجالات مختلفة تشمل التعاون بمجال التسليح والطاقة، فيما عدت موسكو هذه الاتفاقيات بانها خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده ببغداد مع نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين الذي وصل بغداد أمس، ان "حوارنا المشترك خرج باتفاق البلدين بزيادة حجم التبادل التجاري باضعاف ما كان عليه سابقا وشمل قطاعات مختلفة اقتصادية واستثمارية".
وأضاف الجعفري "كان من هذا الاتفاق دعم مفردات البطاقة التموينية والتعاون بين الشركة العامة لتجارة المواد الانشائية والشركة العامة للاسواق المركزية وتعريف المنتجات المصنعة من خلال تنظيم الاسواق والمعارض المتخصصة في كلا البلدين والتعاون بين غرفة الصناعة الروسية واتحاد الغرفة التجارية العراقية ومجالس الاعمال وغيرها مع نظيرتها في روسيا".
وتابع كما شمل الاتفاق "بناء وتطوير مختبرات تحليل الحبوب وبناء السايلوات وصومعات الحبوب وتأهيل المطاحن وتبادل الخبرات في هذا المجال، وبنفس المحور تم الاتفاق على التعاون التجاري بين القطاع الخاص العراقي والروسي وعلى الصعيد الاستثماري كان هناك اتفاق ايضا بتبادل المعلومات في الفرص الاستثمارية في العراق بالاضافة الى التعاون المالي والمصرفي اقامة الاتصالات المباشرة بين البنوك التجارية في كلا البلدين".
واستطرد "أما في التعاون في المجال الاحصائي وفي مجال الطاقة وفي قطاع النفط والغاز فقد تم التفاهم بشكل جيد مع شركة لوك أويل الروسية، وقد أبلغ الجانب العراقي نظيره الروسي باكمال الدورة المركبة للوحدات الغازية وتأهيل محطات وفق مبدأ الاستثمار"
واوضح الجعفري انه "وفي مجال الطاقة الكهربائية فقد أبدت الشركة الروسية [سيلوفيا ماشني] والأخرى [تكنو يوروم] مع شركات اخرى للمشاركة في تنفيذ الاعمال الخاصة بتوسيع محطة كهرباء الهارثة بمحافظة البصرة وبناء محطات كهرباء أخرى".
وأشار الجعفري الى "التعاون بمجال الموارد المائية في التصميم والانشاءات المائية والاهتمام بتطوير واستغلال الموارد المائية وكذلك التعاون في مجال الجيلوجيا واستغلال المياه الجوفية، أما في مجال الصناعة فقد أبدى الجانبان استعداهما في استمرار المشاورات للوصول الى تعاون صناعي بين البلدين وبمستوى طموح الطرفين".
وعن التعاون العسكري والامني قال وزير الخارجية ان "الحوار دار مع الجانب الروسي حول تقديم المساعدات للعراق وبالدرجة الاساسية بالمعلومات الاستخباراتية التي تلعب دورا مهما في الحرب على داعش ونحن منذ وقت ننسق بذلك المجال كما ان دور روسيا بتشديد الملاحقة للارهابيين على الارض الروسية من شأنه ان يضعف حركة الارهاب ومحاصرته وهذه تنعكس ايجابيا على العراق".
وتابع ان "مدينة الموصل محتلة من داعش وهي تقع في سلم اولويات القوات العراقية في ارادة التحرير وتم تحرير صلاح الدين والانبار بيد القوات العراقية وبوسع دول العالم ان تقف الى جانبنا في تحرير باقي المدن ولكن لا يسعها ان تشارك بريا بذلك لانها مهمة عراقية وان الموصل ستتحرر بهذه الارادة العراقية".
ولفت الجعفري الى ان "دخول القوات التركية الى الارضي العراقية فموقفنا واضح ومحدد وقد رفضنا تواجدها منذ البداية بشكل قاطع وبالوقت الذي نتمسك بسياسة حسن الجوار وهذه استراتيجية ثابتة لنا لكن نرفض رفضا قاطعا وجود اية قوات اجنبية في الاراضي العراقية بما فيها تركيا".
ونوه "أما بالنسبة للتعاون الروسي في العراق فهو يخضع لاستراتيجية سياسية رغم انها تاخذ نمطا عسكريا لكن ارادة العراق لاترضى بوجود قوات مسلحة من اي دولة من دول العالم باستثناء حالة المستشارين ونحن تمسكنا بهذه السياسة وحتى اتفقنا مع التحالف الدولي بان لا وجود لغير قوات برية عراقية والعراق هو من يتولى المعارك على الارض ولكن نحن بحاجة الى دعم دولي من عدة مصادر سواء بداخل التحالف او خارجه من تدريب وتبادل معلومات بما لا يتنافى مع سيادة العراق والتدخل بشؤونه".
وأكد وزير الخارجية ان "من ثوابت الخطاب السياسي العراقي هو التركيز على اعادة البنى التحتية التي تقوم بتدميرها داعش واستثمرنا الفرص مع كل الدول بما فيها روسيا بمساعدة العراق في اعادة الاعمار".
وأشار الجعفري الى ان "العراق يواجه جبهة عريضة من الارهابيين ما يزيد عن 100 دولة وكان من الطبيعي جدا ان نستنفر كل جهودنا للمواجهة وكذلك طلبنا للدعم في التحالف الدولي او خارجه".
وأكد الجعفري انه "وقبل بضعة أشهر شددنا على روسيا بالتعاون أكثر مع العراق ولكن لا نريد قطعة عسكرية برية او جنودا ولكن طالما أمننا مهدد فالخيارات مفتوحة وعندما تنتهك حرمة العراق لا نجد ثمة ما يمنعنا في ان نسرع في عملية التحرير، وهنا نثمن موقف روسيا في دعمها للعراق بشكل صريح وواضح ضد الارهاب وهكذا سنمضي بالتعبئة الدولية لدعم المشروعية العراقية بما يحفظ سيادتها".
من جانبه عد نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين توقيع الاتفاقيات مع العراق بانها "خارطة طريق لتطوير علاقات البلدين".
وقال "في هذا الوقت الضيق لزيارتنا الى بغداد ناقشنا من خلال فرق العمل المختلفة التنمية الثنائية وتفعيل اللجنة المشتركة بين روسيا والعراقـ، وقد وضعنا من خلال الاجتماعات خارطة طريق للمضي قدما في مختلف أوجه التعاون الثنائي".
وأضاف "لدينا ادراك كامل للاوضاع الداخلية في العراق وكيفية تعزيز العلاقات معه" مبينا ان "تعاوننا الثنائي كان يتركز اساسا على مجال الطاقة والتسليح وتعود الى الاتحاد السوفيتي السابق".
وأشار روغوزين الى "تلبية روسيا للمطالب العاجلة للقيادة العراقية من تزويدها بمعدات عسكرية معينة ولقد تمكنا من رفع الجاهزية القتالية العراقية ونحن مستعدون لمواصلة هذه الجهود للتصدي للتحديات الارهابية القائمة امام العراقيين".
وتابع المسؤول الروسي "أننا شددنا خلال اللقاء هنا في بغداد على قطاعات الصناعات المدنية ونحن نحتاج الى توسيع تعاوننا بما في ذلك النقل والصحة والطيران المدني وغيرها من القطاعات التي يحتاج اليها العراق في هذه الأوقات الصعبة حيث نشهد انخفاضا حادا في اسعار النفط".
ولفت الى "استعداد روسيا لتزويد العراق طائرات مدنية روسية متطورة نفاثة تطير باسلوب التحليق العامودي" مشيرا الى ان "اجتماعنا اليوم هو ليس نهاية للتعاون بل هو البداية وبعد عودتنا الى روسيا سوف نصدر حزما من الاوامر للوزارات المختصة لتنفيذ كل هذه الاتفاقيات على أرض الواقع".
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي "اقترحنا على الجانب العراقي ان نعقد الاجتماع المقبل للجنة الحكومية المشتركة في الموصل بعد تحرير هذه المدينة وباسرع ما ينجح به العراقيون في تحرير هذه المدينة فاننا ننجح في الوصول الى العراق سريعا ونأمل ان يكون تعاوننا العسكري والفني ان يساعد العراقيين في تحقيق هذه الهدف المنشود".
وشدد روغوزين على ان "أي دولة راغبة في التعاون الناجح بمجال مكافحة الارهاب ان تساعد العراق مساعدة حقيقية، وفي هذا السياق ندعم موقف بغداد من رفض التواجد العسكري التركي دون الموافقة للحكومة العراقية فهو خرق لسيادة العراق وهذه القوات تعيق جهود العراق في مكافحة الارهاب".
وأكد على "امكانية روسيا تلبية الطلبات العراقية بالمجال العسكري من خلال ثلاثة طرق، الطريق الاول عن تبادل المعلومات ولدينا معلومات كافية من الجو وكذلك قواتنا في سوريا والطريق الثاني هو تدريب القوات العراقية والطريق الاخر تزويد الجانب العراقي بالمعدات العسكرية والتجهيزات الخاصة بطلب رسمي من بغداد إن وجد ونحن نعتمد على هذا السياق وبدونه لا نتصرف مثلما تتصرف تركيا تتدخل بدون اي موافقة ونحن نعتبر هذا التعامل التركي أمرا استفزازيا".
ولفت نائب رئيس الوزراء الروسي الى انه "التقى في بغداد بالممثل الروسي في مركز العمليات للتحالف الرباعي [العراق وايران وروسيا وسوريا] وأكد لنا بان العمل يسير بنشاط وبلغني بانه يتم تبادل المعلومات لكنها تتصف بسرية ومن الصعب الكشف عنها رسميا" مؤكدا "بان جميع الشركاء في هذا المركز لديهم نفس الصلاحيات".
وانتقد المسؤول الروسي الدعم الامريكي للعراق مقارنة بالدعم الروسي الى سوريا قائلا ان "الجهود الامريكية تبطئ من عملية القضاء على الارهاب بدرجة اكبر ، ونحن نستعمل السلاح النوعي والدقيق في القضاء على الارهابيين وفورا بعد تدخلنا في سوريا لاحظنا ارتفاعا في زيادة عدد المتطوعين في القوات السورية ما زاد من مساحة الاراضي المحررة هناك وهذا ما يؤكد نجاح تدخلنا وغاراتنا التي كانت بطلب من دمشق".
وأضاف أما "فيما يتعلق بالولايات المتحدة والتحالف الدولي فاننا نتمنى بان تظهر مثل هذه النجاحات لنا في المستقبل ولكن مع الاسف الشديد نلاحظ في هذه الاوقات بان الولايات المتحدة بانفرادها لا تستطيع ان تحقق نفس انجازاتنا في سوريا"
https://telegram.me/buratha