مع انطلاق معارك تحرير شمال محافظة صلاح الدين، حقّقت القوات الامنية انتصارات متلاحقة وسريعة، وتقف حالياً في التقاطع الرئيس الذي يربط بقضاء الشرقاط – آخر معاقل تنظيم داعش الارهابي في المحافظة.
هذه العملية لن تنتهي عند حدود صلاح الدين فحسب، أنما يستمر تقدم القوات إلى جنوب الموصل حيث ستلتحق بها قطعات من قيادة عمليات نينوى المتواجدة في قضاء مخمور على امل العبور إلى منطقة حمام العليل من خلال منطقة القيارة.
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى إلى "الصباح الجديد”، إن "عمليات تحرير قضاء الشرقاط وجنوب الموصل قد بدأ الاستعداد لها منذ 72 ساعة بالتزامن مع الانتصارات التي تحقّقت على محور الفلوجة في الانبار”.
وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر أسمه أن "العمليات القتالية الفعلية بدأت امس وحقّقت القوات تقدماً سريعاً امام تراجع وانكسار في صفوف تنظيم داعش الارهابي”، منبهاً إلى أن "العدو حاول عرقلة التقدم باربع مفخخات لكن تم معالجتها عن بعد”.
وأشار المصدر إلى أن "المعركة تأتي من محورين: الاول بتحرير مناطق قرى حمرين ومكحول”، لافتاً إلى أن "المحور الثاني يكون بتحرير مناطق شمال بيجي”.
وأوضح أن "خط سيّر القوات سيكون من منطقة الشرقاط باتجاه القيارة وهناك ستلتحق قطعات من قيادة عمليات نينوى المتمركزة في مخمور من أجل مواصلة التقدم إلى حمام العليل التي تبعد 20 كيلو متراً فقط عن مركز الموصل”.
وشدّد المصدر على أن "المشاركين في هذه العمليات هم قطعات من جهاز مكافحة الارهاب قيادة عمليات صلاح الدين ونينوى، إضافة إلى الحشدين الشعبي والعشائري من ابناء الموصل، بمساندة الطيرانين العراقي والدولي”.
وخلص بالقول أن "عناصر الحشد الشعبي سيتوقفون عند حمام العليل ويتركون مهمة استكمال عملية تحرير المحافظة إلى بقية القطعات العسكرية”.
إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة صلاح الدين منير الجبوري في تعليقه إلى "الصباح الجديد”، تقدماً كبيراً للقوات الامنية "من مناطق شمال بيجي ومكحول وتحرير عدد من القرى على هذه الجبهات”.
وذكر الجبوري أن "القطعات العسكرية تتمركز حالياً عند مفرق الطريق الرئيس الذي يصل بالشرقاط وتتأهب للدخول إلى المدينة”.
ويتوقّع أن "يكون تنظيم داعش قد هيأ عدداً غير قليل من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة لعرقلة التقدم”، مسترسلاً أن "الجهد الهندسي سيأخذ دوره هنا وينظف الطرق امام القوات المهاجمة بمساندة سلاح الجو”.
ويجدّ المسؤول المحلي أن "عملية تحرير الشرقاط لن تستمر طويلاً؛ لأن المدينة عبارة عن قرى متباعدة يمكن السيطرة عليها بنحو سهل وليس مكتضة بالمباني كما هو حال قضاء تكريت”.
من جانبه، افاد النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري بـ "وجود معارك على الجبهة الغربية من الموصل بين ابناء الحشد الشعبي المنتمين إلى عشائر شمر وكذلك القطعات الايزيدية بالضدّ من تنظيم داعش”.
وتابع الشمري في تصريح إلى "الصباح الجديد”، أن "العدو حاول خلال الساعات الماضية استهداف قطعاتنا على ذلك المحور لكنّه تكبد نحو 30 قتيلاً”.
ويرى أن "الوصول إلى محافظة نينوى بات وشيكاً وجميع الظروف مهيأة لاسيما مع ازدياد كره الناس للتنظيم الارهابي والحافز الذي حصلت عليه قواتنا بالتزامن مع نجاح معركة تحرير الفلوجة”.
في مقابل ذلك، يتحدّث عن "مخاوف لدى الشارع الموصلّي من سيطرة القوات الكردية ليس على المناطق المتنازع عليها فحسب بل امتداده إلى مساحات اخرى عربية وتعود إلى الاقليات قام بتحريرها خلال المدة الماضية”.
ودعا الشمري "الحكومة الاتحادية إلى وضع حلول سريعة ازاء تلك المخاوف والعمل على اعداد خطة تعيد العائلات الاصلية إلى مواقعها التي كانت قبل احتلال تنظيم داعش لها”.
يذكر أن تنظيم داعش سيطر على اجزاء واسعة من محافظة صلاح الدين في منتصف العام 2014، قبل ان يفقدها بنحو تدريجي ولم يتبق لديه سوى الشرقاط وبعض القرى المحاذية لها.
https://telegram.me/buratha