تتسابق شركة تعبئة الغاز مع الزمن لاعادة افتتاح جميع معاملها في المناطق المحررة ومنها معمل غاز الرطبة في محافظة الانبار.
وفي وقت باشرت فيه انشاء ورش لتحوير السيارات للسير على الغاز بدلا من البنزين في عدد منالمحافظات، تشهد الايام المقبلة تصدير أول شحنة من الغاز السائل بعد تأمين كميات كبيرة تكفي لسد احتياجات البلاد منه.معامل التعبئة بالبلاد
مدير شركة تعبئة الغاز التابعة للوزارة علي جبير العبودي قال في حديث مسهب لـ»الصباح»: ان عدد المعامل المختصة بعملية تعبئة الغاز، بلغ 310 معامل في عموم البلاد، منها 50 تابعة لشركته، والباقي للقطاع الخاص، مؤكدا سير عمل تلك المعامل على وفق خطة محكمة، مكنت الوزارة، من تحقيق التوازن الكامل في عملية العرض والطلب بالنسبة لاسطوانات الغاز في عموم المناطق البلاد، وبأسعار مناسبة.
واعلن وجود محاولات للشركة تهدف الى ترغيب المستثمرين واصحاب رؤوس الاموال بانشاء مشاريع تتعلق بأنشطة تعبئة الغاز، فضلا عن مساعيها الحثيثة الى تشجيع معامل القطاع الخاص للعمل على تهيئة طاقة خزنية كبيرة ضمنها بهدف سد حاجة المواطنين منها.
معمل غاز الرطبة
وبخصوص المعامل الواقعة في المناطق المحررة من دنس فلول ارهابيي «داعش»، اشار العبودي الى جهود الشركة الحثيثة لادخالها الى الخدمة من جديد، لما سيسهم به ذلك في اعادة الحياة الى تلك المناطق، معلنا نجاح الشركة وبزمن قياسي في اعادة تأهيل معمل غاز الرمادي الذي كانت عصابات «داعش» الظلامية قد الحقت اضرارا فادحة فيه، اذ كانت ملاكات الشركة من اول العائدين الى المدينة بعد تحريرها، مضيفا ان سعر اسطوانة الغاز في الرمادي كانت قبل افتتاح المعمل يتجاوز الـ 30 الفا والان لا يتعدى الخمسة الاف دينار.
واكد عزم الشركة افتتاح معمل غاز الرطبة في محافظة الانبار على غرار نجاحها بافتتاح معمل الرمادي في المحافظة نفسها، ما يسهم في توفير اسطوانات الغاز لأهالي المدينة والمناطق المجاورة لها، لما تمثله لهم من اهمية كونهم يعتمدون عليها بشكل كامل في الطبخ بالدرجة الاولى، اضافة الى استخداماتها الحياتية الاخرى.
تحوير السيارات
وبحسب مدير شركة التعبئة، يعد الغاز احد انواع الطاقة النظيفة، وغير المكلفة مقارنة بانواع الوقود الأخرى التي يستورد العراق جزءا كبيرا منها اسوة بالبنزين، وهو ما دعا الوزارة الى الاتجاه نحو تشجيع المواطنين على تحوير سياراتهم من البنزين الى الغاز او الى الاثنين معا، اذ باشرت فعلاً انشاء ورش لتمكين السيارات من السير على الغاز في عدد من المحافظات.
واكد ان المحرك العامل بالغاز سيكون اكثر كفاءة، اضافة الى ان الكلفة المالية ستقل بالنسبة للسائق، اذا ما قورنت بنوعيات الوقود الاخرى كالبنزين والكاز، موضحا ان سعر لتر الغاز السائل لن يتجاوز الـ 300 دينار، مؤكدا امتلاك الشركة الملاك المتخصص الذي يقوم بعملية التحوير في عموم المحافظات، بسعر لا يتعدى الـ 500 الف دينار، للسيارة الواحدة.
العبودي افصح عن الاتفاق مع شركة توزيع المنتجات النفطية على تخصيص منظومة خاصة بتجهيز الغاز في كل المحطات من اجل تسهيل المهمة على الراغبين بالتحوير، منوها بان الشركة سمحت للمعامل الاهلية بعملية التحوير من اجل استيعاب الاعداد الكبيرة للسيارات في البلاد من جهة، وتقديم الدعم للقطاع الخاص من جهة اخرى.
تصدير الغاز السائل
وعد انتاج الغاز في البلاد، يمر حاليا بـ»نهضة كبيرة» وبخطوات متسارعة، خاصة بعد تعيين وكيل للوزارة مختص بشؤون الغاز من قبل وزير النفط الدكتور عادل عبد المهدي العام الماضي، منوها بانها كانت اول المنجزات للحد من حرق الغاز المصاحب لعمليات انتاج النفط، اذ حصل العراق على كتاب شكر من البنك الدولي على تلك الخطوة التي تكللت بالافادة من الغاز عن طريق منظومة خاصة لجمعه، وعلى اثر ذلك توقفت عمليات الاستيراد بشكل كامل، وذلك للوفرة الكبيرة التي بات يحققها الانتاج.
ولفت مدير شركة تعبئة الغاز، الى نجاح الوزارة في تصدير شحنات من مكثفات الغاز الفائضة عن الحاجة، وهي الخطوة التي عدها كفيلة بضمان ايرادات إضافية الى ميزانية الدولة تأتي الى جانب عمليات تصدير الخام، كما تمثل انجازا لعملية الاستثمار الامثل للغاز المصاحب.
وبخصوص امكانية الاستمرار في عملية التصدير، كشف عن قرب تصدير وجبة من الغاز السائل وذلك لوجود فائض كبير في الانتاج، لافتا الى استمرار عمليات التصدير بهدف خلق موارد مالية جديدة في ظل الازمة المالية التي تمر بها البلاد.
الحادث الارهابي
وفي ما يتعلق بتأثير الحادث الارهابي في معمل التاجي في عمل الشركة، عد المعمل واحدا من اصل 50 تابعة للشركة في البلاد، وبالتالي فان استهدافه من قبل ارهابيي «داعش» لن يوقف عمل الشركة، مردفا بالقول: في اغلب دول العالم، عندما يحصل حادث كهذا، فمن الطبيعي ان يترك الموقع لحساسية مادة الغاز، بيد ان الملاكات الفنية والهندسية في الوزارة وبجهود استثنائية وبزمن قياسي تمكنت من استئناف العمل فيه بمدة لم تتجاوز الـ 48 ساعة وبطاقة انتاجية قصوى.
وذكر العبودي انه وعقب الحادث بساعات، تم توجيه المعامل الاخرى، بالعمل على مدى 24 ساعة، وبكامل الطاقة الانتاجية، ما اسهم في رفع الانتاج في يوم الحادث من 85 الى 145 ألف اسطوانة يوميا، مشيرا الى عدم اكتفاء الشركة بذلك، اذ وجهت بتسيير شاحنات للبيع المباشر في عموم مناطق العاصمة، كما ضخت اعدادا كبيرة من اسطوانات الغاز في منافذ تجهيز المواطنين وساحات البيع، بغية غلق الطريق امام المندسين الذين يحاولون خلق الشائعات التي تربك المواطنين.
ولفت الى ان الطلب ارتفع بعد الحادث، الا انه عاد الى وضعه الطبيعي بعد يومين، عادا عودة العمل بمعمل التاجي بكامل طاقته الانتاجية، والاستمرار في توفير مادة الغاز للمواطنين «دليلا دامغا» على عجز الإرهابيين في عملياتهم عن ايقاف الحياة والاضرار بالمصلحة العامة.
https://telegram.me/buratha
