أكثر من ثلاثة آلاف و700 شخص من أهالي الفلوجة، تمكنوا من الهرب من قبضة تنظيم داعش الإرهابي والتوجه صوب القوات المسلحة المشتركة والحشد الشعبي، في أثناء معارك التحرير. وفقاً لتصريح أدلى به المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وليام سبيندلر لـ»رويترز».
مصادر محلية قالت إن «المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة الأنبار المحلية ووزارة الهجرة والمهجرين أنشأت مخيمات جديدة لإيواء نازحي الفلوجة في منطقة عامرية الفلوجة (15كم غرب الفلوجة)».
ويقول مصدر في حكومة الأنبار المحلية، فضل عدم الكشف عن هويته، إن «مخيم العراق – في عامرية الفلوجة- الذي تم إنشاؤه مؤخراً، يضم نحو 600 شخص. وهذا العدد في تزايد بالتزامن مع تقدم القوات المسلحة في عمليات التحرير».
ويضيف إن «الطاقة الاستيعابية للمخيم تبلغ خمسة آلاف عائلة»، مشيراً إلى إن «المنظمات الإغاثية تعمل على فتح مخيمين إضافيين في الحبانية، إضافة إلى مخيم آخر في عامرية الفلوجة».
ووفقاً للمصدر فإن «القوات المسلحة المشتركة تخير أهالي المناطق المحررة في الفلوجة؛ الذين يتم إجلاؤهم؛ بين الذهاب إلى مخيمات النازحين أو المكوث عند أحد أقربائهم في محافظة الأنبار أو في العاصمة بغداد»، موضحاً «في حال قررت العائلة النازحة الذهاب إلى أقربائهم، يتم تدقيق بياناتهم ومنحهم كتاب تزكية».
ويقطن في «مخيم العراق» نازحون من مناطق السجر والصقلاوية والكرمة وحي الشهداء والنعيمية والجميلات وجسر التفاحة، ومناطق أخرى حُررت مؤخراً، بحسب المصدر.
ويتابع حديثه قائلاً إن «المخيم يضم نساءً وأطفالاً فقط. أما الرجال فيتم التحقيق معهم لتدقيق هوياتهم والاستفادة من معلوماتهم الاستخبارية ضمن لجنة أمنية شُكلت لهذا الغرض»، كاشفاً عن «امتلاك القوات المسلحة المشتركة قائمة بأسماء ومعلومات الإرهابيين والمتعاونين معهم في الفلوجة».
وتحرص القوات المسلحة المشتركة وقوات الحشد الشعبي على أرواح المدنيين في معاركها التي تخوضها لتحرير قضاء الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي يلقي بظلاله على سرعة عملية التحرير.
موجة النزوح التي يشهدها قضاء الفلوجة، حركت اللجان البرلمانية المعنية في بغداد لاتخاذ تدابير مناسبة تتلاءم وحاجة النازحين من خدمات.
وفي هذا الشأن، أعلن عضو لجنة المرحلين والمهجرين البرلمانية النائب ماجد شنكالي في حديث مع «الصباح الجديد»، إن «اللجنة أجرت اتصالات مكثفة مع وزارة الهجرة والمهجرين لتأمين إيصال معونات سريعة ومستعجلة إلى نازحي الفلوجة».
ويضيف شنكالي، وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إن «وزير المالية وعد بتقديم مبلغ 500 ألف دينار لكل عائلة نازحة من الفلوجة، كمنحة رمضان، وذلك خلال زيارة رئيس اللجنة للوزارة»، مشيراً إلى إنه «في حال تم تنفيذ ذلك فإنه سيعدّ بادرة خير من الحكومة العراقية تجاه كل العائلات النازحة».
من جهتها، خوّلت لجنة الصحة والبيئة البرلمانية أعضاءها من محافظة الأنبار بمتابعة مستوى تقديم الخدمات الصحية للنازحين في المخيمات.
ويقول رئيس اللجنة فارس البيرفكاني في حديث مع «الصباح الجديد»، إن إنه تم «تشكيل غرفة عمليات عالية المستوى بالتنسيق مع وزارة الصحة والقوات المسلحة المشتركة، للاستمرار في العمل الطبي والخدمة الطبية المقدمة للنازحين».
وكشف البيرفكاني عن «إعداد طواقم بشرية إضافة إلى تهيئة كميات كبيرة من شتى أنواع الأدوية؛ خصوصاً الأدوية المنقذة للحياة؛ وتوفير عدد كافٍ من سيارات الإسعاف والعيادات والمستشفيات المتنقلة»، مبيناً إن «لجنة الصحة والبيئة حصلت على هذه المستشفيات كمنحة من الدول المانحة مثل الجانب الألماني».
ويوضح رئيس اللجنة إن «العراق حصل على خمسة مستشفيات متنقلة مزودة بصالة عمليات – مستشفات ميدانية متكاملة- تم تخصيص أغلب هذه المستشفيات لدعم الزخم الطبي الموازي لعمليات التحرير».
https://telegram.me/buratha