الأخبار

هارب من “داعش” بنينوى: الموت أفضل مليون مرة من الحياة تحت سطوتهم

1733 17:58:51 2016-04-06

 كيف هي حياة المدنيين البسطاء في الاحياء الشعبية والفقيرة في الموصل في ظل سيطرة تنظيم داعش الارهابي؟ هذا ما يتحدث عنه المواطن ابو اسامة من احد احياء الموصل الشعبية، والذي تمكن من النجاة من مناطق سيطرة التنظيم تاركاً عائلته خلفه.
بناء على توصية من صديق لابي اسامة، والذي سبقني بسماع قصته، وافق ابو اسامة على ان اجري لقاءا سريعاً معه باحد المقاهي في بلدة صغيرة التي وصلها قبل بضعة ايام.
وبطبيعة الحال ان لقبه مستعار، في بداية حديثنا قال لي ما هي اسئلتك؟ قلت له تحدث انت واختار من اين تبدا.. فقال "لن احكي كيفية هربي من مناطق داعش الكفرة، لكن انا مواطن مسلم سني عربي عمري 46 سنة متزوج ولدي عدد من الاولاد والبنات تركتهم هناك في الموصل”.
واضاف "الحياة تحت سيطرة داعش اشبه بالكابوس الذي طال اكثر من اللازم، انهم ظالمون الى ابعد الحدود، يمكنهم تلفيق التهم لاي شخص يشكون به ويقومون باعدامه او قطع رأسه في الساحات العامة، لا يمكن ان نقول عنهم مسلمين، بل انهم مجاميع من قساة القلوب واللصوص والفجرة، وغالبية الشقاوات والمكبسلجية وارباب السوابق والمنحرفين اخلاقياً في مدينة الموصل التحق بهم واصبح يتحكم ويأمر الناس بما يشاء، والمؤلم انهم في وقت الصلاة يحثون الاهالي على التوجه لاقرب مسجد او جامع في حين هم ابعد الناس عن التدين”.
ولفت ابو اسامة الى ان "الفقر والجوع وصل الى اقصى مدياته خاصة العائلات التي كانت متوسطة الحال سابقا، والادوية غالية جدًا وبعضها مفقود من الاسواق وخاصة ادوية الامراض المزمنة كالضغط والسكري والقلب والقرحة وغيرها، والمحروقات غالية وايضاً الخضار والفواكه، وبرغم انها رخيصة قياساً لمناطق لا تقع تحت قبضة داعش، لكن ليس هنالك اموال لدى الاهالي”.
وتابع "صدقني ان فصل الربيع رحمة لاهالي المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، حيث الكثير من العائلات تتوجه الى الحقول والبراري لجمع بعض الخضار الطبيعية الصالحة للاكل، علما ان هنالك الكثيرين داخل المدينة ممن ينتظروا انتهاء اليوم ويتوجهون لسوق الخضار لجمع ما تم رميه من قبل الباعة على اعتبار انه تالف ولا احد يقبل شراءه”.
وتنهد ابو اسامة وقال "الموت افضل مليون مرة من الحياة في ظل التنظيم، هنالك اهانات تسمعها من عناصرهم لابسط الاشياء فهم يراقبون الرجال والنساء على حد سواء في الشوارع والاسواق ويوبخون اي شخص يرون ان ملابسه لا تلائم افكارهم المتطرفة او اذا كانت لحية احد المواطنين مشذبة، اما سماع الموسيقى فان عقوبتها الجلد في ساحة عامة، مع منع حمل الموبايلات في الاماكن العامة”.
ومضى بالقول "اما من جانب السرقات فحدث ولا حرج، فانهم سرقوا ويسرقون اغلب محتويات منازل المهجرين الذين غادروا المدينة بعد سيطرة داعش عليها، ولم يكتفوا بذلك بل انهم يسرقون الاهالي بقرارات غريبة، حيث انهم يجبون الاموال عن الكهرباء برغم انه يأتي بضع ساعات يومياً من سد الموصل والشيء نفسه بالنسبة لمياه الاسالة، كما انهم يستغلون ساعات القصف الجوي لنهب المحال التجارية، وغير ذلك من الافعال التي لا يقترفها الا اللصوص واولاد الحرام”.
وبخصوص وجود اعمال مقاومة تستهدف التنظيم داخل المدينة، افاد ابو اسامة بالقول "بصراحة يا اخي نحن نسمع عن وجود هكذا عمليات، لكننا نخشى ان نستفسر عنها ونتاكد منها، علماً انه في مرات كثيرة نسمع انفجارات ونعرف انه ليس قصفاً جوياً كما نسمع اصوات اطلاق نار من رشاشات خفيفة، وهذه الامور تحصل غالباً بعد مغيب الشمس”.
وحول جنسيات عناصر التنظيم بالموصل، اجاب بالقول "انهم من عشرات الجنسيات العربية والاجنبية، وقد ازدادت اعدادهم مؤخرًا بسبب هربهم من مناطق تم تحريرها في الانبار وصلاح الدين وغيرها، والارهابيين الاجانب قساة جداً، ودائماً نسعى الى تجنبهم او الاحتكاك بهم كي نأمن شرهم”.
وحول امنيات اهل الموصل في هذه الايام، قال "استطيع ان اقول انهم ينتظرون التحرير على احر من الجمر، ولا يهمهم من يحررهم، كما انهم يصلون دائماً ان تتجنب مدينتهم الدمار والخراب وان ينسحب التنظيم من مدينتهم، التي تعاني ما سيتم كشفه بالكامل من ظلم وجوع وفقر عقب تحريرها ان شاء لله”.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك