رحبت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب بقرار الكونغرس الأميركي الذي اعتبر الفظائع التي ارتكبتها عصابات «داعش» الإرهابية بحق المسيحيين في سوريا والعراق جريمة «إبادة جماعية»، في حين أكدت المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان أن هذه العصابات ارتكبت أكثر من خمسة ملايين انتهاك لحقوق الانسان في العراق.
وعدت عضو اللجنة شيرين رضا، قرار الكونغرس الأميركي خطوة مهمة لتدويل الانتهاكات والفظائع التي ارتكبتها هذه العصابات المتوحشة ضد أبناء الشعب العراقي بجميع مكوناته. ونبهت رضا، في حديث نقلته “الصباح” إلى أن هذه الجرائم لا يمكن توثيقها من دون انضمام العراق إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، داعية إلى اغتنام الفرصة والانضمام لها للقبض على من ارتكب جرائم بحق أبناء الشعب وتمكن من الفرار إلى الخارج ومحاكمته بصورة قانونية.
من جانبها، أشادت المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان بهذا القرار، مؤكدة أن داعش ارتكب أكثر من 5 ملايين انتهاك لحقوق الإنسان بحق أبناء الشعب. وقال عضو مجلس المفوضين فاضل الغراوي، في أن موقف الولايات المتحدة الأميركية كان واضحاً وصريحاً في هذا القرار وهو مهم جداً لكونها دولة عظمى وعضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن كل ما ارتكبته عصابات «داعش» في السابق تجاه المكونات والطوائف لم يقابل بأي استنكار وإدانة بهذا المستوى سابقاً.
الغراوي الذي عد قرار الكونغرس إيجابيًا وأنه أول تصريح رسمي يصدر من أعلى حقيبة سياسية في أميركا، نوه بأننا ننتظر خطوات لاحقة أكبر من ذلك كالدعوة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن أو عرض تلك الانتهاكات على الأمم المتحدة وامكانية تدويل هذه الجرائم والطلب بشكل رسمي لتحويلها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وألمح عضو مجلس المفوضين في مفوضية حقوق الإنسان إلى أن هذه استراتيجية جديدة لأميركا في العراق باعتبارها دولة عظمى قادرة على تقديم المساندة والمساعدة له في مجال حقوق الإنسان على وجه الخصوص، كما أن العراق من جانبه يرحب بأدوار ومواقف الدول التي تكون إنسانية وداعمة لأبناء شعبه في مثل هذه المجالات.
وأشار الغراوي إلى أن عصابات «داعش» ارتكبت أكثر من 5 ملايين انتهاك لحقوق الانسان في العراق، شملت حق الحياة وحقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الاعاقة وحق التعليم والتراث ومجمل الحقوق الإنسانية الأخرى.
وكان مجلس النواب الأميركي، قد اتخذ بالإجماع قرارًا، بوصف الفظائع التي ارتكبتها عصابات «داعش» الإرهابية بحق الجماعات المسيحية في سوريا والعراق بـ»الإبادة الجماعية» وهو مصطلح ترددت وزارة الخارجية الأميركية باستخدامه حول الهجمات وعمليات القتل الجماعي التي نفذتها تلك العصابات. فيما رحبت البعثة الخاصة للأمم المتحدة في العراق «يونامي» بالقرار الذي اعتمده الكونغرس الأميركي، والبيان الذي أدلى به وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بشأن اعتبار ممارسات «داعش» في العراق ضد بعض الأديان والطوائف «جرائم دولية».
ودعت البعثة الأممية، بقية أعضاء المجتمع الدولي إلى الاعتراف بـ»جسامة» جرائم «داعش» والقيام بعمل ملموس للتحقيق فيها وتوثيقها. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش أن اعتراف الكونغرس الأميركي يعد خطوة مهمة لضمان محاسبة أعضاء تلك العصابة.
https://telegram.me/buratha