يواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي اجتماعاته بقادة الاحزاب ورؤساء الكتل البرلمانية، من تحالفه الوطني وبقية التحالفات، لتوضيح خارطة "الاصلاح" التي يعتزم تطبيقها في حكومته، لكن بعض المجتمعين يقولون ان العبادي "لم يطرح شيئا واضحا، وملموساً"، عن التغيير الوزاري المرتقب.
ويلاحظ مراقبون للشأن السياسي ان تلك الاجتماعات زادت من الفرقة واختلاف الرؤى، وليس توحيدها.
وفيما هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بتوجيه الاحتجاجات ضد الحكومة، في حال لم تنفذ الاصلاحات خلال المدة المحددة لها من قبله، دعا تحالف القوى الوطنية الى تقديم الكابينة الحكومية الجديدة، او "رفع الراية البيضاء".
وحذر رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري من "فراغ الساحة السياسية، اذا لم يتوفر البديل".
ويقابل ذلك، تحذيرات لقوى التحالف الكردستاني من تجاهل الاستحقاقات الانتخابية في التشكيلة الجديدة، مشيرة الى انها تمتلك 20 بالمئة من تلك التشكيلة.هذا وتهتم بعض اطراف التحالف الوطني العبادي وكتلتي المواطن والاحرار، بمحاولة تغييبها.
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الذي قضى 19 شهرا من ولايته المحددة بأربع سنوات، قال في شباط الماضي إنه يريد اختيار وزراء تكنوقراط، بدلا من الوزراء الحاليين، لتجاوز مبدأ المحاصصة والفساد الاداري.
وعقد العبادي، مساء امس الاول الاحد اجتماعا مع قادة التحالف الوطني والكتل الكردستانية البرلمانية، كلا على انفراد في كربلاء وبغداد.
وجرى خلال الاجتماعين بحث الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في البلد والسير قدما بتنفيذ الاصلاحات والتواصل بين المركز والاقليم، لايجاد الحلول للاشكالات ضمن الدستور والقانون، كما تمت مناقشة التغيير الوزاري المرتقب واهمية توحيد الجهود من اجل مواجهة التحديات التي يشهدها البلد.
ووصف ائتلاف القوى الكردستاني، الاثنين، اجتماع رؤساء كتل الائتلاف مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، بـ"الايجابي"، فيما كشف عن وجود مبادرة للعبادي لحل المشاكل مع الإقليم.
وأعلن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، امس الاثنين، ان اجتماع التحالف الوطني لا نتائج فيه، مبينا ان "البيان الختامي الذي نشرته القناة الرسمية لا يمثلنا على الاطلاق، ولم يكن بحضوري ولا حضور الاخ السيد عمار الحكيم"، فيما اشار الى انه سيوعز لكتلة الاحرار تعليق حضورها باجتماعات التحالف.
وأضاف الصدر، في رد على سؤال ورده بشأن ما تم التوصل اليه في اجتماع كتل التحالف الوطني الذي عقد بكربلاء، انه لوّح برفع سقف المطالب، كما هدد رئيس الحكومة بأن يستغل الدعم الشعبي، والا انقلب ضده.
وأكد الصدر بعض المجتمعين "لم يكن على اطلاع بمعاناة الشعب وقد وضحت لهم ذلك ولكن لا جواب".
وكان مقتدى الصدر، غادر الاجتماع "بعد ان لم اسمع شيئا من الأخ العبادي".
وكرر دعوته الى استمرار التظاهر على اعتاب المنطقة "الحمراء".
بدوره، قال عبد العزيز الظالمي، النائب عن كتلة الاحرار، ان زعيم التيار الصدري لم يقتنع بالطروحات التي قدمت في اجتماع كربلاء.
وتابع الظالمي، في حديث لـ"العالم" امس الاثنين، أن "مشروعنا الاصلاحي، يصب في مصلحة العراقيين، وينقذ البلد من كافة الازمات الاقتصادية والامنية وحتى الرقابية".
ويشير الظالمي، الى ان هناك مدة محددة لتطبيق الاصلاحات، واذا لم تطبق فانهم سيختارون المنطقة الخضراء للتظاهر فيها، مضيفا ان "الجماهير لها حرية التظاهر في اي مكان تختاره، وترى فيه انه يجدي، ويمكن ان يحل مشاكلهم والتحديات التي يواجهونها".
من جانبه، نفى ابراهيم الجعفري، رئيس التحالف الوطني، انسحاب زعيم التيار الصدري من اجتماع كربلاء، فيما اكد ان السياسة "لا تقبل الفراغ".
وقال الجعفري في بيان تلقت "العالم" نسخة منه، ان "عدداً من الموضوعات جرت مناقشتها خلال اجتماع الهيئة القياديّة للتحالف الوطنيّ في محافظة كربلاء المُقدَّسة"، مبينا ان "في مقدمة تلك المواضيع ملامح الوضع الأمنيّ، وجُهُود مكافحة الإرهاب، والتأكيد على أهمّـية تعزيز الانتصارات من خلال تعاون الجميع لحين إنجاز النصر الكامل على عصابات داعش الإرهابيّة، وتحقيق الأمن للمُواطِنين".
واضاف الجعفري ان "المُجتمِعين ناقشوا التظاهرات، وضرورة الحفاظ على الأمن، وعدم حمل السلاح، ومُراعاة النظام العامّ، والابتعاد عن بعض المناطق الحسّاسة"، مشيرا الى "اننا قرَّبنا التصوُّرات إلى حدٍّ كبير".
وعن التظاهرات المطالبة بالإصلاح، اكد الجعفريّ ان "الشارع تأخـَّر في هذا الحراك، وكان عليه التحرُّك قبل هذا الوقت، وان تعلو هذه الأصوات منذ زمن"، لافتا الى "مع كلُّ مَن يُعلي صوت الإصلاح لمكافحة الفساد، وعلينا أن ندعم المُصلِحين، ونفسح لهم المجال ليتحمَّلوا المسؤوليّة، ويُواصِلوا حمل الأمانة".
وعن معالجة الأزمة السياسيّة أكَّد الجعفري "ليس من الصحيح أن نـُسقِط شيئاً ما لم نهيِّئ له البديل الكفوء؛ لأنَّ السياسة لا تقبل الفراغ"، واصفا الاجتماع بـ"الجيد الذي قرَّبنا وجهات النظر إلى حدٍّ كبير، ولأوَّل مرّة يلتئم كلـُّه؛ لأنَّ السيِّد مقتدى الصدر كان سابقاً ينتدب مَن ينوب عنه".
واشار الى ان "اللقاء كان ناجحاً، ويُفترَض أن نـُكرِّره"، نافياً "الأخبار التي تحدَّثت عن انسحاب الصدر من الاجتماع، وأنها عارية عن الصِحّة".
من جهة اخرى، عقد رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبعد الانتهاء من اجتماع التحالف الوطني في كربلاء، اجتماعا مع قادة الكتل الكردستانية في بغداد.
وقال عرفات كرم، النائب عن التحالف الكردستاني، ان الاخير "لا يمكن ان يتخلى عن استحقاقه الانتخابي، وحصته في الكابينة الوزارية".
ويوضح كرم، في حديث لـ"العالم" امس الاثنين، ان استحقاق الاكراد ضمن الكابينة الحكومية تتجاوز الـ20 بالمئة، وبالتالي على العبادي عدم تجاهل تلك التوازنات في التغيير المرتقب.
ويشير كرم، الى وثيقة الاتفاق السياسي، التي شكلت بموجبها الحكومة الحالية، "لم يطبق منها شيء، لانقاذ البلد من الازمات".
ويرى كرم، ان "من المبكر الحديث عن اسماء الكابية الوزارية الجديدة، قبل وضع برنامج ومشروع للاصلاح بالاتفاق مع كافة الكتل"، لافتا الى ان "جميع مكونات التحالف الكردستاني يجب ان تأخذ استحقاقها، وحسب مقاعدها في مجلس النواب".
ويعزو كرم تمسك الكتل الكردستانية باستحقاقها وشخصياتها، الى "تمسك العبادي بانتمائه الحزبي".
من جهته، حذر النائب عباس البياتي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، من أن معنى انفراط عقد التحالف يعني "ضياع" رئاسة الوزراء من المكون الشيعي، وجعل العملية السياسية "في مهب الريح".
وقال البياتي إن "التحالف الوطني يعتبر قطب الرحى في العملية السياسية"، مشيرا الى أن "انفراط عقد التحالف معناه ضياع رئاسة الوزراء".
وتساءل البياتي، "هل يجرؤ أطراف التحالف الوطني على ان يفرطوا برئاسة الوزراء وماذا سيجيبون التاريخ والناس"، مؤكدا أن "هناك إصرارا على بقاء التحالف رغم وجود الخلافات فيه لانها لا تصل الى إنهاء التحالف لان إنهاءه يعني ان العملية السياسية في مهب الريح".
الى ذلك، اعتبر النائب عن تحالف القوى العراقية أحمد الجبوري، الاثنين، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي اصبح على "المحك"، مطالباً اياه بتقديم الكابينة الوزارية أو رفع "الراية البيضاء".
وقال الجبوري، إن على رئيس الوزراء حيدر العبادي "إنهاء هذا السيناريو"، مطالباً اياه بـ"بتقديم الكابينة الوزارية، او رفع الراية البيضاء وتسليم الأمور".
وأضاف الجبوري، أن "جميع الكتل السياسية لم تعد موحدة، بما فيها التحالف الوطني، وتحالف القوى العراقية"، مشيراً إلى أن "الكتل السياسية لا تريد استئصال بذرة المحاصصة الطائفية والسياسية ومستمرة في مساومة العبادي على حصصها في الحكومة"
https://telegram.me/buratha