وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربوهذا ما حذرنا منه قبل شهور عدة، حيث كتبنا هنا وعن طريق آخر، حول ضرورة الاستعداد للأسوأ، وأشرنا إلى احتمالات حرب إقليمية تمتد من اليمن وصولا إلى العراق وإيران.
واليوم تبدو ملامح التصعيد واضحة، بعد إعدام الشيخ النمر بقرار دموي متهور دمج مع من قيل إن بعضهم من مجرمي القاعدة..
التوازن العسكري بين إيران والتحالف السعودي لن يكون لصالح التفوق الجوي الخليجي، فإيران تمتلك عناصر قوة وردع كبيرة، فتتحول المنطقة الى كرة نار، والخليجيون أقل صبرا وأقل قدرة على تحمل حرب مفتوحة، ومن الآن سيبدأ هروب الثروات وغيرها.
وما يهم العراقيون أكثر، هو معرفة مصيرهم ودورهم وموقعهم من الحرب المباشرة (إن نشبت). والإجابة تبدو واضحة من الحلف السري بين التحالف السعودي وإردوغان ومسعود، الذي رسخته الزيارات واللقاءات والأحداث الأخيرة.
الحقيقة الواضحة، هي أن العراق لن يكون محايدا. ليس لأنه اختار ذلك، بل لأن التحالف يضعه ضمن أهدافه. وما التوغل العسكري التركي، وسلسلة الهجمات الانتحارية غير العادية في منطقتي عمليات الأنبار وصلاح الدين خلال اليومين الماضيين، إلا تأكيد على بدء مرحلة تصعيد خطير.
الحرب الإقليمية ليست إلا حربا عنصرية وطائفية، وبما أن الغالبية العظمى من العراقيين هم من الشيعة، فسيكون العراق ضمن دائرة الحرب، (أي أنه سيكون مستهدفا بشكل وآخر بما لا يتقاطع والتحالفات الدولية الأخرى).
الشيء المؤكد أن العراقيين سيتخذون موقفا وطنيا موحدا في الدفاع عن وطنهم وهويتهم ووجودهم، إلا من وضع نفسه ضمن الحلف السعودي...، فقصة الأمن القومي العربي أصبحت هراء وبان زيفها.
وقد يضطر العراق إلى إعلان حكومة طوارئ في حال تطور الموقف، للتخلص من الارتباطات المعلومة، ولا يمكن القبول بعضوية انتماءات في (مجلس الأمن الوزاري) تجعل قراراته السرية في متناول العدو.
إن على الدول العربية والمعتدلة من دول الخليج عدم الذهاب مع تطلعات فريق الحرب السعودي. فالحرب ملعونة ولن تكون نزهة بل ستكون كارثية.
جنب الله العالم شر الحرب.
وإذا ما تصاعدت نذرها فسنكتب عن تفصيلات توازنات القوى واحتمالات الحرب.
مع التأكيد على أن الموقف في العراق سيشهد تصعيدا من الآن، وسيشهد العراق أياما صعبة مع تدفق الإرهابيين، وعلى الحكومة التخلص من الأدران (فيها)، وتركيز الانتباه الى حدودها مع إقليم كردستان، والتذاكر مع إدارة السليمانية لتحجيم الاندفاع. ومن الخطأ الشنيع الإندفاع نحو الموصل حاليا.
(قد) لا تنشب حرب مباشرة، إلا أن غير المباشرة ستزداد سخونة.
مع ذلك، لا تبتئسوا، فسيهزم الأشرار.
https://telegram.me/buratha