دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية الذي عقد اليوم في طهران إلى مطالبة المنظمات الدولية بتجريم الخطاب الطائفي وايقاف قنوات الفتنة.
وقال الحكيم في كلمته خلال المؤتمر ان "المهمة الإصلاحية الرسالية ليست فيها طموحات شخصية، ما يجعل المصلح يركز على المشروع أكثر من تركيزه على دوره وموقعه في المشروع"، مشيرا إن "علينا التأسي برسولنا في مشروعنا الإصلاحي".
وبين إن "واحدة من أهم التحديات التي تقف بوجهنا محاولات التمزيق والتفتيت عبر إثارة النعرات الطائفية التي تمزق الأمة، وهو بالأساس يعبر عن حاجة مجتمعية تربط البعض بالأخر أكثر مما يؤدي إلى الفرقة".
وأضاف ان "الخطر الكبير حينما يستغل تعدد الطوائف للتعصب والتطرف وإثارة الخصومات بغطاء القداسة المذهبية، فتعدد الطوائف بإمكانه ان يشكل عازلا وضعفا وتجزئة المجتمع إلى اجزاء"، مبينا ان "الخطر ذاته في تعدد الأحزاب حينما يتحول إلى تعصب وانتهازية وتغليب للمصالح الخاصة على العامة والخطر ذاته في الطبقات الاجتماعية حينما تتحول إلى سبب في تجاوز الآخرين والاستهانة بهم".
وأشار الحكيم "علينا ان نعترف ان ما نواجهه اليوم هو الأخطر والأصعب مما مر علينا في تاريخنا الطويل، لان العالم اختلف وتطور كثيرا وتداخلت المجتمعات فيما بينها بشكل كبير والعولمة الثقافية أصبحت هي المسيطرة على التفكير والفضاء المفتوح والتفاعل بين الناس والأحداث المتسارعة خلق قواعد اشتباك ثقافي جديد، اذ أصبحت الحدود عاجزة عن منع تدفق الأخبار والأفكار والتفاعل مع الأحداث فهناك الاف القنوات التلفازية وملايين المواقع الخبرية والشخصية على الشبكة العنكبوتية، والشباب في زماننا يمثلون 65% من مجموع امتنا الإسلامية فاذا جمعنا هذه الحقائق واضفنا لها غطاء الفتنة والطائفية والتطرف بإمكانكم استشراف حجم المخاطر التي تقف تواجهنا".
وأوضح ان "آلاف المعاهد تدرس الفكر المتطرف، وانشغلنا بإسعاف المصابين او ملاحقة المتسببين دون العمل على إطفاء النار بمواجهة الفكر المتطرف ونحن ندرك ان الأمة الإسلامية دخلت حروبا دامية وبشعة بسبب الأفكار المعوجة والعقول التي لا تقبل الأخر في تاريخها ولكننا اليوم فان الحريق إذا نشب بأي بقعة بإمكانه ان يلتهم الأمة وستكون الفتنة اشد وقعا من ذي قبل".
ولفت الى ان "الوقت حان لنخرج بتوصيات جدية ترفع إلى منظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية ذات العلاقة، ندعوهم فيها لتجريم الخطاب الطائفي وخطابات التكفير والتحريض وملاحقتها قانونيا في كل الأرجاء وإيقاف قنوات التحريض والفتنة".
ونوه الحكيم إلى ان "منطقة الشرق الأوسط الإسلامي تمر بتحولات كثيرة، وهناك من يتحدث عن سايكسبيكو جديدة وكما اعتقد اننا ليس امام تغيير في الخارطة الجغرافية لهذه المنطقة وانما امام تحولات وتغيرات جديدة للنفوذ وتوزيع للأدوار، ولذلك على الدول الاسلامية في المنطقة ان تجلس على طاولة الحوار وان تضع بنفسها حدود ومساحات الادوار فيما بينها ولا تترك للقوى الدولية هذا الشأن والعبث بمقدرات الشعوب حسب اهوائها ومصالح".
واضاف ان "الشرق الأوسط الاسلامي تمثله دول اسلامية عليها الاتفاق فيما بينها على رؤية متصالحة مع بعضها ومدركة لمصالحها ومتفهمة لمصالحها واحتياجاتها ومتطلبات بلدانها المتعددة ورؤية قابلة للتطبيق خلال 50 سنة المقبلة"، داعيا الى "طاولة حوار شرق اوسطي يعيد للمسلمين زمام المبادرة ويلملم جراحاتهم، لاننا كأمة اسلامية، نواجه مصيرا واحدا ووجودا مترابطا واعدائنا لا يفرقون بين احد امنا ويخططون للنيل منا جميعا عبر الوقيعة فيما بيننا"، داعيا لـ "جعل عامنا المقبل عام التسويات الإقليمية الكبرى وتوزيع الأدوار وفرز المساحات والتعاون والتعايش بين ابناء الامة".
وحول ما يشهده العراق من أوضاع، قال الحكيم: "نحن في العراق نحقق الانتصارات الكبرى على الإرهاب الداعشي وقد استعدنا 23% من اراضينا المغتصبة من قبل داعش ومستمرون لتحرير 17% المتبقية من هذه الارض المنتهكة، ونسعى جاهدين ان نقوم بعملية التحرير بكامل الطاقة العراقية على تنوع مشاربها وأصبح الشيعي والسني والمسلم والمسيحي والصبائي والايزيدي و التركماني والكردي والشبكي يقاتل جنبا الى جنب وامتزجت الدماء فيما بينها للدفاع عن الارض والعرض وحولنا التحدي الإرهابي الى التمسك والوحدة الوطنية ونعمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة"، مبينا إن "الحل الأمني يجب أن يقترن بالحل السياسي ولا مجال لمعالجة المشاكل والتحديات إلا عبر طاولة حوار للقوى السياسية والمجتمعية".
وتابع إن "ما نراه حلا لنا في العراق نراه حلا لليمن والبحرين وسوريا ولبنان وجميع البلدان الملتهبة"، داعيا جميع الفصائل الفلسطينية إلى "توحيد الكلمة في مواجهة الكيان الصهيوني فالنصر قادم في فلسطين والعراق وجميع الدول إذا توحدت الكلمة"
https://telegram.me/buratha