نفت الحكومة العراقية، أمس الاحد، حصول أي انسحاب للقوات التركية من شمالي البلاد خلال الساعات الماضية، داعية أنقرة إلى إعادة قطعاتها العسكرية إلى الحدود الدولية بين البلدين بأقرب وقت، فيما قدّر نائب عن محافظة نينوى اعداد هذه القوات بـ 250 مقاتلاً ومدرباً مدعومين بالآليات والمدرعات.
ويقول المتحدّث باسم الحكومة سعد الحديثي في حديث مع "الصباح الجديد”، إن "العراق لم يتلقَ اشعاراً رسمياً من تركيا بسحب قواتها من شمالي البلاد”.
وتابع الحديثي أنه "برغم ما اعلن عنه في وسائل الاعلام بسحب القوات، لكن هذا الأمر لم يحصل حتى الآن”.
وأفاد بان "انسحاباً جزئياً حصل قبل نحو 10 ايام”، لكنه أشار إلى أن "القوات التركية التي دخلت في الثالث من الشهر الجاري لم تزل في معسكر الزيلكان في اطراف محافظة نينوى”.
ودعا الحديثي "حكومة أنقرة إلى إعادة قواتها إلى الحدود الدولية بين البلدين”، مبيناً أن "العراق يبحث عن الحلول الدبلوماسية لتجاوز هذه الازمة”.
ونوّه المتحدّث الحكومي إلى أن "وزارة الخارجية مستمرة باجراءات تقديم شكوى إلى مجلس الامن الدولي ضدّ تركيا لانتهاكها السيادة العراقية”.
وكانت انقرة قد اعلنت أنها "ستواصل” سحب قواتها من العراق، غداة دعوة الرئيس باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي إلى اتخاذ هذا الإجراء لتهدئة التوتر بين الجارتين.
من جانبه، ذكر النائب عن نينوى عبد الرحيم الشمري في تصريح إلى "الصباح الجديد”، أن ” تطورات انسحاب القوات التركية سمعنا بها من خلال وسائل الاعلام”.
وأضاف الشمري أن "شهود قريبون من المعسكر الذي توجد فيه تلك القوات ابلغونا بأن أي تحرك لم يحصل على مستوى المقاتلين إو الآليات”.
وأشار إلى "أننا نساند جهود الحكومة الرامية إلى معالجة انتهاك انقرة للسيادة العراقية بالطرق الدبلوماسية”.
وعن عدد القوات، أكد النائب عن نينوى أن "المعلومات المتوفرة لدينا من مصاردنا تفيد بأن مجموعهم لا يتجاوز الـ 250 بين مقاتل ومدرب ومعهم آلياتهم”.
وعلى صعيد متصل، ذكر استاذ القانون الدولي هادي المالكي في تعليقه إلى "الصباح الجديد”، أن "صدور قرار دولي بإدانة التدخل التركي سيكون على وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة”.
وأضاف المالكي أن "هذا القرار ستلحقه عقوبات اقتصادية وسياسية شبيهة لتلك التي اتخذت بحق نظام صدام عند اجتياحه الكويت في العام 1990″، وحذر من "لجوء الولايات المتحدة الاميركية إلى استعمال حق النقض (فيتو) لايقاف أي قرار يصدر بإدانة أنقرة”.
يشار إلى أن الحكومة العراقية قدّ اقرّت بداية الشهر الجاري بوجود قوات تركية دخلت شمالي البلاد واستقرت في معسكر الزيلكان حيث توجد قوات تابعة لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وعدّت ذلك انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية.
https://telegram.me/buratha