يبدي مرصد الحريات الصحفية (JFO) قلقه البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها صحفيون في اقليم كردستان من قبل الاجهزة الامنية، كما يبدي قلقه من مهاجمة بعض المحتجين لمكاتب وسائل اعلام محلية تسببت باضرار مادية واتلاف بعض اجهزة البث الخارجي.
في حين هاجمت قوة تابعة لقوات امن الاقليم (الاسايش) في اربيل، مساء السبت مكتب قناة NRT واختطفت بعض العاملين فيه واوقفت عمله بشكل كامل، وقامت بابعاد 6 من العاملين في القناة خارج المدينة ومنعتهم من العودة اليها.
وقالت ادارة مجموعة ناليا للاعلام لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان القوة الامنية التي اغلقت مكاتب قناة NRT في اربيل اختطفت مدير المكتب كاوه عبد القادر والمراسل اوميد حسين قاسم والمصورين بيشاد امين واحمد قادر، والفني ريكان قادر والموظف في المكتب حسن مولود، واطلقت سراحهم في منطقة تقع خارج حدود محافظة اربيل لابعادهم بشكل رسمي عن المدينة.
وقال آوات علي مدير قناة NRT، ان قوة من أمن الاقليم (الاسايش) قامت باغلاق مكتب القناة وعمدت بعد ذلك الى ترحيل كامل موظفي المكتب من مدينة اربيل الى مدينة السليمانية، حيث نقلتهم بسيارت تابعة لها الى الحدود الفاصلة بين المدينتين حيث تقع نقطة تفتيش ديلكه الحدودية. الى ذلك قامت قوة اخرى من (الاسايش) في مدينة دهوك، بالهجوم على مكتب القناة ذاتها في المدينة وطردت العاملين فيه وقامت باغلاقه بالقوة.
ولم يصدر عن حكومة اقليم كردستان توضيح حول حادث الهجوم على وسائل الاعلام، ولم تنفي الجهات المختصة او تؤكد اصدار اوامر لقوة الاسايش بمهاجمة القناة.
وفي هذه الاجواء، غادر العاملون في قناة KNN مكتبها في دهوك قبل ان تصلهم قوات الامن تفاديا لاعتقالهم وللحفاظ على ممتلكات مكتب القناة، الا ان القوات الامنية في دهوك سيطرت على المكتب بشكل كامل واتخذته مقرا لها. وقامت ادارة قناة NRT بتعميم تعليمات على كوادرها في مدينتي اربيل ودهوك بضرورة ترك مواقعهم والتوجه مباشرة الى مدينة السليمانية خوفا من استهدافهم من قبل قوات (الاسايش).
ووفقا للمعلومات الواردة الى مرصد الحريات الصحفية (JFO) فان 9 موظفين آخرين يعملون لصالح القناة مازالوا محاصرين في مكتب اربيل، بينما توارى عن الانظار في محافظة دهوك 20 شخصا يعملون لصالح القناة، وتفيد الانباء انهم يحاولون الوصول الى السليمانية في مسعى منهم للابتعاد عن دائرة الخطر والاستهداف من قبل قوات الامنية. وحجبت سلطات الاقليم موقع "فيسبوك" عن العمل في اربيل منتصف ليلة السبب لمنع الناشطين من تداول اخبار الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة في محافظة السليمانية.
وقام محتجون في مدينة السليمانية بمهاجمة مكتب قناة روداو الفضائية، المقربة من رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، وحطموا زجاج النوافذ محاولين اقتحام المقر، وحاولوا اضرام النار فيه الا ان تدخل الشرطة حال دون ذلك. وشهدت مدن متفرقة من اقليم كردستان تظاهرات ومواجهات مع رجال الامن احتجاجا على الازمة الاقتصادية التي تضرب الاقليم، بالاضافة الى الاعتراض على عجز القوى الكردية عن حل ازمة رئاسة الاقليم بعد انتهاء ولاية الرئيس مسعود البرزاني في آب الماضي.
مرصد الحريات الصحفية يحمل السلطات المحلية في اقليم كردستان مسؤولية سلامة جميع العاملين في وسائل الاعلام، كما ويدين عملية تكميم الافواه التي مارستها قوات الاسايش من خلال اغلاقها لمكاتب قناة NRT المستقلة ومكاتب قناة KNN التابعة لحركة التغيير.
ويعتبر مرصد الحريات الصحفية (JFO) بان التصعيد الحاصل في اقليم كردستان ضد وسائل الاعلام المحلية يشكل تهديدا مباشرا لحرية الصحافة والتعبير والديمقراطية الناشئة في الاقليم.
https://telegram.me/buratha