في مبادرةٍ ربّما تكون الأولى من نوعها، أقدم شابٌّ من أهالي كربلاء المقدّسة على التبرّع بتكاليف زواجه كاملةً إلى قوّات الحشد الشعبيّ المقدّس.
فها هم العراقيّون يجودون بكلّ ما يملكون استجابةً لنداء المرجعية الدينية العُليا ودفاعاً عن تراب بلدهم ومقدّساته ومن أجل نصرة قوّات الحشد المقدّس التي تُدافع عن حياض الإنسانية.
هذا الفعل يؤكّد على أنّ النصر قادمٌ لا محال لأنّ الأمّة لا يُمكن أن تنتصر في قضيّةٍ إن لم يكن أصحابها مستعدّين للتضحية من أجلها، وهناك فرقٌ بين من يبحث عن المجد الشخصيّ الذي سرعان ما يزول، وبين من يمتلك قضية ويسعى من أجل نصرها ونصرتها وإن أدّى ذلك إلى التضحية بنفسه، وما إصراره على عدم الكشف عن اسمه إلّا دليلٌ على أنّه يبحث عن انتصار القضية ورضوان الله عزّوجلّ.
ربّما يقول البعض: كيف تبرّع بأموال فرحة عمره الوحيدة؟ وكيف وافقت زوجته على ذلك؟ نقول: إنّ الطريق إلى تحقيق المُثُل العُليا مليء بالأشواك وذلك هو الطريق إلى الجنة، فقد جاء (حُفّت الجنة بالمكاره وحُفّت النار بالشهوات)، هذا ولنا برسول الله(صلى الله عليه وآله) وآل بيته(عليهم السلام) أسوةٌ وقدوةٌ حسنة، فهو (صلى الله عليه وآله) قد تحمّل في سبيل نصرة رسالته والدفاع عن قضيّته كلّ المكاره، وتجرّع في سبيل تبليغها كلّ غصّة ومحنة، وأوذي في ذلك أيّما إيذاء، حتى خلعت إليه العرب أعنّتها، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها وأنزلت بساحته عداوتها، من أبعد الدار وأسحق المزار، ومن بعده أهل بيته(سلام الله عليهم أجمعين)..