حذرت المرجعية الدينية من استغلال مناسبة النصف من شعبان لاغراض سياسية او ادعائية، فيما طالبت القوى السياسية والدينية والاجتماعية الى اتخاذ موقف واضح من طبيعة الصراع الدائر مع داعش ، داعية الحكومة الى مطالبة تركيا بزيادة مناسيب المياه.
وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم انه" في ليلة النصف من شعبان ذكرى ولادة الامام المنتظر{ع} سيعبر محبو اهل البيت عليهم السلام عن ابتهاجهم وسرورهم بهذه المناسبة السعيدة وسيؤدي الكثير منهم تزامنا مع ذلك مراسم الزيارة هنا في كربلاء وبهذه الخصوص".
واضاف ان" هذه السنة تختلف في طبيعة ظروفها ومصاعبها وتحدياتها عن السنين الماضية حيث يخوض شعبنا والمقاتلون والمتطوعون معركة مصيرية ضد داعش وقد سقط بسببها الكثير من الشهداء والجرحى وخلفت اعدادا اضافية من الايتام وتسببت بنزوح اعداد كبيرة من المواطنين خارج مدنهم وقراهم".
وتابع" ومن هنا ينبغي ان يكون طابع الفرح والسرور بالاحتفالات بالذكرى في حدود ما تنسجم مع هذه الاوضاع الحرجة والاستثنائية التي تمر بها بلدنا وان نصرف جل اهتمامنا في دعم المقاتلين ورعاية احوال النازحين والسعي للقيام بمزيد من الاعمال المقربة الى الله والابتعاد عن معاصيه ومراعاة ما تقتضيه قداسة المناسبة ومنع اي تصرفات منافية لها.
وحث الشيخ الكربلائي جميع الزائرين "التعاون مع الاجهزة الامنية والخدمية والمحافظة على الحشمة والوقار والحجاب ورعاية النظام والنطافة وعدم الاسراف بالطعام وعدم الاضرار بالمال العام وترشيد الاستهلاك للكهرباء او الماء او الاحتياجات الاخرى مراعاة للوضع الاقتصادي والمالي التي يمر بها العراق كما والتحلي بسعة الصدر وحسن الخلق مع الاخرين والابتعاد عن اي احتكاك وعدم استغلال المناسبة لاغراض سياسية او ادعائية او حزبية او شخصية".
واشار الى ان استجلاء طبيعة الاحداث التي تمر بها المنطقة وتمدد داعش في مناطق معينة من العراق وما يجاورها من بعض الدول الاخرى مع توفر دلائل واضحة على تقديم التسهيلات والاسناد ماليا ولوجيستيا لهذه العصابات من جهات واطراف اقليمية وربما دولية يعطي مؤشرات خطيرة الى ان دول المنطقة وشعوبها كافة مهددة بصراع دموي ذي طابع طائفي وعرقي يمتد لسنين طويلة مخلفا من القتل والخراب ومتسببا بايقاف عجلة التمية والتطور لهذه الدول لغرض اضعافها ازيد من قبل تمهيدا لتقسيمها الى دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها".
وتابع" ومن اجل درء المخاطر التي تهدد العراق والاستعداد الواعي لتفويت الفرصة على الاعداء لمخططاتهم الشريرة لابد من ان يكون هنالك موقف واضح وصريح من جيمع القوى السياسية والدينية والاجتماعية في البد من طبيعة الصراع الدائر مع داعش موقف ينبع من القناعة التامة بان هذا الصراع هو صراع وطني واخلاقي وانساني وليس صراعاً طائفيا".
وبين ان" داعش وباء قاتل لشعوب المنطقة ومدمر لدولها وهي وسيلة واداة تتخذها بعض الجهات والاطراف الاقليمية وغيرها لتحقيق اهدافها الخبيثة ولابد من تجسيم هذا الموقف من خلال الدعم الفعلي بكل الامكانات المتاحة لمكافحة هذا الوباء وعدم الاكتفاء بالتصريحات والمواقف الاعلامية البحتة".
وواصل الشيخ الكرلائي بالقول ان" من الضروي وحدة الصف الوطني خصوصا بين الجهات الفاعلة والمؤثرة في المحافظات التي احتلتها من داعش سواء أكانت هذه الجهات ذات عناوين سياسية او دينية او شعبية ولابد من تعاونها مع القوات المسلحة من الجيش والشرطة بمختلف والمتطوعين ممن اثبتوا ولائهم واخلاصهم لوطنهم وشعبهم ومكوناتهم المختلفة غير متحيزين لطائفة او قومية او دين فقد رووا تراب العراق بدمائهم الغالية حفاظا له من دنس الارهابيين ".
وقال" ولابد ان نستذكر باكبار واجلال ذلك الشهيد البطل مصطفى العذاري الذي عانى ما عاني من الاذى التعذيب قبل ان يستشهد على ايدي شرار خلق الله بتلك الصورة البشعة التي ظهرت بوسائل الاعلام ونترحم على هذا الشهيد العزيز وشهداء العراق واننا على يقين بان دمائهم الزكية لن تذهب سدى بل بها يحفظ العراق وشعبه ومقدساته من مخططات الاعداء وهنيئا لهم الدرجات العلى في الاخرى مع الانباياء والصديقين".
ولفت الشيخ الكربلائي الى ان تقارير الخبراء تشير الى تدني الايرادات المائية لنهري دجلة والفرات في هذه السنة بصورة واضحة خاصة في نهر الفرات اضافة الى وجود نقص شديد لخزين المياه في السدود والخزانات مما يتوقع ان يؤدي الى شحة واضحة في الموارد المائية لكافة القطاعات وصعوبة تلبية احتياجات المحافظات الواقعة في اسفل عموج نهر الفرات وقد يصبح تامين مياه الشرب تحديا بحد ذاته ناهيك عن تدني الواقع المائي في الاهوار".
واضاف" ومن هنا فان الحكومة العراقية مطالبة بالعمل لكي تقوم الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات وعلى الحكومة ايضا وضع خطة طوارئ للمحافظات الواقعة على عمود الفرات سواء للارواء او لمياه الشرب وضبط الزراعة الصيفية على عمود نهر دجلة وتحديدا في حوض الفرات الى غير ذلك من الاجراءات التي تساعد على تجاوز الازمة المتوقعة .
https://telegram.me/buratha