شددت المرجعية الدينية العليا، اليوم الجمعة، على ضرورة وضع خطة شاملة لبناء المؤسسة العسكرية العراقية، وفق ضوابط ومعايير مهنية، عبر اختيار القادة الكفوئين، داعية الى ابعاد الاحزاب السياسية عن المؤسسة العسكرية.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف ان "دراسة الأسباب التي أدت الى سقوط الموصل بيد عصابات داعش وما اعقبه من تقديم تضحيات عظيمة واستنزاف الكثير من الاموال في مواجهه هذه العصابات تستدعي وضع خطة شاملة لاعادة بناء المؤسسة العسكرية في ضوء المعايير كما في سائر الدول، كما ينبغي اختيار القادة الكفؤين والوطنيين بعيدا عن اي محسوبية او مجاملة وان يكونوا ضمن دائرة الولاء للشعب والوطن والعمل على ابعاد التاثيرات السياسية من المؤسسة العسكرية بشكل تام ومن المهم ان ياخذ جهاز الاستخبارات دوره في الاهتمام لكي يتمكن من أداء مهامه لنجاح المؤسسة العسكرية.
واعرب الكربلائي عن ادانة المرجعية "لما حصل في منطقة الاعظمية"، مشيراً إلى إن المأمول من القادة السياسيين ووسائل الإعلام التعامل مع الإحداث على مستوى عاليا من الوطنية وذلك لما تمر به البلاد من ظروف استثنائية وهي تواجه الإرهاب الداعشي ".
وأضاف أن" هناك العديد من الاعتداءات التي تقع في بغداد وغيرها والتي تستهدف المواطنين الأبرياء ويقصد بها الانتقام آو إثارة الفتنة الطائفية ويفترض أن يتعاملوا في الحكمة وعدم الانجرار وراء العواطف والتشنج في الخطاب الذي يحمل الاتهام والإثارة على مكون أخر ".
ولفت الكربلائي الى أن "حساسية الأوضاع التي يمر بها البلد، تحتم علينا أن نعمل بكل ما نستطيع للحفاظ على التعايش السلمي بين المكونات وينبغي الإشادة بالإجراءات السريعة التي اتخذتها القوات الأمنية لتطويق الإحداث الأخيرة وان هذا الأمر يبعث على التفاؤل بان القوات الأمنية ستقف بحزم ضد اي تصرف يحدث"، مشدداً على ضرورة ان "تنسق جميع القوى وتتعالى عن المصالح الشخصية وهذا من أهم الشروط في نجاحها".
واشار الى ان "معاناة الجرحى والعوائل النازحة عن مواطنها تستمر وفي ظل عدم قيام المؤسسات الحكومية بتامين حوائج هذه الشرائح بالشكل المطلوب ويجدر بالمواطنين تقديم العون لهم كما قاموا بذلك خلال الأشهر الماضية".
واوصى ممثل المرجعية "جميع المواطنن بالتعامل بالحسنى وحفظ كرامة النازحين الذين تركوا أموالهم وديارهم كرها"، ملبياً "الله الله في النازحين لأنهم إخوانكم وينبغي أن تحبوا لهم ماتحبوا لانفسكم وتكرهوا ماتكرهوا لانفسكم".
واستدرك الكربلائي بالقول ان"بعض النازحين يشتكون من المواطنين او بعض القوات الامنية في السيطرات وهولاء لهم حقوق علينا وعلينا ان نعاملهم بالحسنى لانهم يحنون الى العودة لمدنهم ويأتي يوم يعودون ويبقى العمل الصالح ومن علامات الايمان، ان يحب للنازحين ما يحب المواطن لنفسه ونسال الله ان يوفق الجميع".
https://telegram.me/buratha