أبدى رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي، الخميس، رفضه موضوع تسليح طرف معين خارج نطاق الحكومة، فيما أشار السفير الاميركي ستيوارت جونز الى أن من قدم فكرة التسليح لجهة معينة هو عضو واحد في الكونغرس الأمريكي ولا يرقى الى مستوى القرار في الإدارة الأميركية.
وقال الموسوي في بيان صدر عقب لقائه السفير الاميركي ستيوارت جونز إن "المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف هي الضمان الحقيقي لوحدة الشعب العراقي وسلامته من التمزق وهي تؤكد دائما على الوحدة والأخوة من خلال البيانات ومن خلال عملها في ارض الواقع ولذلك فان موضوع تسليح طرف معين خارج نطاق الحكومة مرفوض رفضا قاطعا"
وأشار الى أن "المرجعية هي المعبر الحقيقي عن هموم الناس وهي القناة الموثوقة لنقل الحقائق التي تحدث في العراق لأنكم تعلمون بان العراق يعيش تعقيدا شديدا خصوصا في علاقاته مع الخارج وبالتحديد مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يحتاج عناية فائقة لحل مشكلة الثقة بين الطرفين"، مبيناً أن "ما يسمعه الشعب العراقي من اخبار عن جدية التحالف الدولي في التعاطي مع داعش لا تخلو من الضبابية وما نسمعه من محاولات لبعض المكونات من القفز على صلاحيات الحكومة في التسليح المباشر دون المرور بها مما يدعو الى القلق في هذا الشأن".
وأضاف أن "ما حدث بسقوط الموصل نتج عنه نتائج كارثية ولكن في الوقت ذاته أدى الى الشعور بالمواطنة والوحدة بين مكونات الشعب العراقي فأصبح كل العراقيين يدافعون عن العراق بدون استثناء فنجد أبناء الجنوب يدافعون عن تكريت ونجد النازحين من المناطق الغربية يلجأون الى المحافظات الشيعية، وكان لموقف المرجعية الرشيدة وديوان الوقف الشيعي في استقبالهم في المساجد والحسينيات وتقديم المساعدات الاغاثة المستمرة في جميع المناطق أثر واضح على وحدة الصف العراقي".
وأكد الموسوي أن "أبناء المناطق الغربية أدركوا من هو العدو ومن هو الصديق حينما قامت داعش بالتنكيل بهم وانتهاك الأعراض وقتلهم، لذلك نرى بان العراق بعد داعش سيكون أكثر توحدا"، مستدركاً بالقول إن "المرجعية عندما تقوم بتقديم المساعدة تؤكد على عدم نشر اسمها كونها تعتبر ذلك واجبا دينيا وأخلاقيا وهذا ما يجعل المساعدات غير واضحة لدى الطرف الأخر وعلى المستوى الدولي ونحن نتوقع منكم إيصال الصورة الواضحة في مثل هذه الأمور والا يتم السماح للفضائيات المغرضة ان تنفرد بنقل الوقائع المشوهة".
وبشأن دور الوقف الشيعي، قال الموسوي إن "الوقف الشيعي هو الدائرة الوحيدة الحكومية المرتبطة بالمرجعية الدينية العليا وبهذا التمثيل الرسمي والمرجعي تكون علينا مسؤولية كبيرة جدا لذلك نحن نؤكد على بناء الإنسان الذي تعرض الى تدمير شخصيته في زمن النظام السابق وفقا لإمكانياتنا".
وأوضح الموسوي "نحن بصدد إعداد البرامج الثقافية التي تعيد الثقافة للمواطن العراقي ولترسيخ الروح الوطنية لأبناء الشعب الواحد ولدينا تعاون مع ديوان الوقف السني بالاضافة الى الطوائف الأخرى الموجودة في العراق في هذا المجال".
من جانبه، قال السفير الاميركي إن "هناك انطباعاً عاماً ولا يوجد غموض في تفكير الرئيس الأمريكي في دعم وحدة العراق وحربه ضد داعش واعتقد ان حكومتنا والشعب الامريكي يؤكدون على أهمية وحدة الشعب العراقي".
ولفت الى أن "من قدم فكرة التسليح لجهة معينة هو عضو واحد في الكونغرس الأمريكي ولا يرقى الى مستوى القرار في الإدارة الأمريكية"، مؤكداً بالقول "اننا قلقون من موضوع السيادة في العراق والتهديد من قبل داعش ونؤكد ان ما قدم من قبلكم ليس معلوما خارج العراق ويجب ان نقوم بعمل أفضل لنوضح ما يقوم به الشعب العراقي من تقديم المساعدات الى النازحين والدفاع عن الأراضي العراقية".
وأفاد أن "الأمر يحتاج الى وثائق وأدلة وإثباتات تقدم من قبل الوقف الشيعي في جميع الأمور ليتم عرضها في المناقشات والجلسات الرسمية في أمريكا"، مشدداً على أن "هناك عملاً جديداً من اجل جمع الحقائق والمعلومات وتقديمها الى العالم ليطلع الجميع على الأوضاع في العراق".
وكانت الحكومة العراقية أعلنت، امس الأربعاء (29 نيسان 2015)، عن رفضها لمشروع القانون المقترح في الكونغرس الأميركي بشأن التعامل مع الكرد والسنة في العراق كـ"دولتين"، وفيما اعتبرت أنه سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات في المنطقة، دعت إلى عدم المضي به.
فيما أكدت السفارة الأميركية في بغداد، أمس الاربعاء، أن سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق لم تتغير، وفيما أبدت دعمها وتأييدها لعراق موحد، أشارت إلى أن المشروع المقدم لمجلس النواب الأميركي لا يستند إلى أية قوانين، ولا يعكس سياسية ومواقف أميركا.
https://telegram.me/buratha