دعت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، اليوم الجمعة، الى دعم ابناء العشائر من حيث تقديم السلاح والعتاد لهم بغية تحرير مناطقهم من ارهابيي عصابات داعش، مؤكدة على ضرورة ان يكون لاهالي المناطق دور اوسع بتحريرها، لافتة الى ان اقدام ارهابيي داعش على اتلاف مقتنيات متحف الموصل يثبت مدى الحاجة لتكاتف الجميع لمحاربة هذا التنظيم المتوحش.
وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي القاها في الصحن الحسيني الشريف، ان "الاخبار تتوالى عن انتصارات القوات المسلحة الباسلة من الجيش والشرطة الاتحادية، والغيارى من المتطوعين من مختلف المناطق في تحرير المزيد من القرى والنواحي والاقضية في صلاح الدين من رجس الارهاب الداعشي، وفي الوقت الذي نكرر اشادتنا وتثميننا لبطولات وتضحيات هؤلاء وندعو لشهدائهم الابرار بالرحمة والدرجة الرفيعة، نشدد على ضرورة ان يكون لأهالي هذه المناطق دور اكبر واوسع في تحرير مناطقهم".
واضاف ان "متابعة الاحداث في جبهات القتال تقتضي التأكيد مرة اخرى على بعض ما ورد في توجيهات المرجعية الدينية العليا للمقاتلين، وهي الاهتمام بتنظيم الصفوف والتنسيق في الخطوات وعدم الاسترسال في مواقع الحذر من غير ترو، والاندفاع من غير مهنية، فان ذلك اكثر ما يراهن عليه العدو ويتسبب بالحاق الخسائر بكم، وكونوا اشداء فوق ما تجدونه من اعدائكم فإنكم اولى بالحق منهم ولا تتعجلوا بخطواتكم قبل انضاجها وتوفير ادواتها ومقتضياتها، وعليكم وضع الخطط المحكمة والتشاور فيما بينكم للوصول الى الوسائل الانجح في تقدمكم لتحرير الاراضي، وتجنبا لخسائر في ارواح عزيزة علينا جميعا".
واشار الكربلائي الى ضرورة "ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب او عزيز، خصوصا فيما يتعلق بالعوائل التي يتمترس بها العدو، ممن لم يقاتلونكم، ولاسيما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتى اذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم بل كونوا لهؤلاء المستضعفين حماة تعينونهم على الوصول الى مأمن من الارض، واطعموهم طعامكم فإنكم ان فعلتم ذلك كانت لكم المكانة والمنزلة الطيبة في نفوسهم وتكونوا بذلك قد فوتم الفرصة على البعض ممن يريد اثارة الظنون السيئة بكم".
ولفت ممثل المرجعية الدينية، الى ان "العديد من العشائر في الانبار من الذين عبروا عن موقف وطني مسؤول بتصديهم لعصابات داعش، تشكو من قلة السلاح والعتاد اللازم لإدامة صمودها، وقلة المواد الضرورية المطلوبة لعوائلهم المحاصرة التي تتعرض لإغراءات من هنا وهناك لتغيير موقفها، ونحن اذ نقدر ان الامكانات المتاحة للحكومة لا تفي بتوفير احتياجات هؤلاء بصورة تامة الا انه لابد من العمل على تقديم ما يمكن تقديمه لهم من السلاح والعتاد لاستمرار صمودهم وثباتهم امام هجمات عصابات داعش بالإضافة الى ضرورة تأمين المواد الغذائية لهم ولعوائلهم".
واوضح انه "في الايام الاخيرة قامت عناصر داعش بهدم واتلاف الكثير من مقتنيات المتحف الوطني في الموصل، وتدمير بعض المواقع الاثرية في نينوى ليدللوا مرة اخرى على مدى وحشيتهم وهمجيتهم وعدائهم للشعب العراقي العظيم، لا لحاضره فقط، بل حتى لتاريخه وحضارته الضاربة في القدم، انهم يوما بعد يوم يثبتون للعالم اجمع مدى الحاجة لتكاتف الجميع لمحاربة هذا التنظيم المتوحش، الذي لا يسلم منه البشر ولا الحجر، وتتبين ضرورة وحدة جميع العراقيين بجميع اطيافهم ومكوناتهم لطرد هذه العناصر الاجنبية عن ارض العراق الطاهرة".
وفيما يتعلق بأزمة النازحين، قال الشيخ الكربلائي، انه "مع استمرار معاناة النازحين وعدم قيام مؤسسات الدولة بتغطية احتياجاتهم الاساسية قصورا او تقصيرا فإننا نهيب بالمواطنين جميعا، خصوصا الميسورين منهم ان يستمروا ببذل ما يمكن بذله لسد حاجات هؤلاء المواطنين، الذين شاءت الاقدار ان ينزحوا ويهجروا مدننهم واراضيهم، فالمأمول من كل مواطن لديه فائض من مال او طعام او مأوى او غير ذلك ان يبذله للنازحين والمهجرين مراعيا في ذلك حفظ كرامتهم وعدم المن به عليهم"، مبينا ان "ذلك بالإضافة الى ما فيه من الاجر والثواب العظيم، فيه فوائد عظيمة للبلد اذ يشد من الاواصر الاجتماعية بين ابنائه ويعزز الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف المكونات خصوصا في هذه الظروف الحرجة".
https://telegram.me/buratha