طالبت المرجعية الدينية العليا، الاجهزة الامينة بالاسراع في كشف الجناة ومرتكبي جريمة اغتيال رجال دين في محافظة البصرة في الاسبوع الماضي، فيما شددت على ضرورة استثمار الغاز الطبيعي كمورد آخر للموازنة المالية، مع أهمية تقليص العطل الرسمية في البلاد.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف"في الوقت الذي ندين ونستنكر بشدة جريمة اغتيال عدد من خطباء المساجد من اخواننا السنة بمدينة الزبير، الذين عرفوا بالاعتدال والوسطية وطالما دعوا الى التعايش السلمي والمحبة بين مختلف مكونات الشعب العراقي خصوصا بين ابناء الطائفتين السنية والشيعية وعيا منهم ان هذا النهج هو جوهر الدعوة المحمدية وفي مقدمة ضرورات الحفاظ على وحدة الشعب، ندعو الاجهزة الامنية الى الاسراع بكشف الجناة والتحقق من دوافعهم لارتكاب هذه الجرائم، لاجل احقاق الحق وتعزيز الثقة بقدرات الاجهزة الامنية لدى الشعب وتفويت الفرصة على لجهات التي تقف خلف هذه الجريمة للتحقق من اغراضهم الخبيثة بزرع الفتنة والاحتقان بين الطائفتين".
واشار ممثل المرجعية الى ان "موازنة 2015 تناقش في هذه الايام في مجلس النواب وتواجه عجزا ماليا بنسبة اكثر من 20% وجرى تقليصها بصورة كبيرة مما سيؤثر كثيرا على الخدمات والمشاريع المهمة في البلد وتراجع فرص العمل باعداد كبيرة مع الانخفاض المستمر لاسعر النفط وبقاء الاعتماد عليه بنسبة تتجاوز الـ 80% مع عدم توقع نمو القطاع الزراعي والصناعي والسياحي بوقت قريب، اضافة الى عدم وجود خطوات واضحة تتضمن معالجات سريعة وعملية لمعالجة الفساد المالي الذي يؤدي الى هدر الكثير من الموارد المالية".
وأضاف "لذا لابد من التأكيد على المسؤولين بان يعملوا على وضع خطط سريعة لاستثمار الغاز الطبيعي الذي يعد ثروة وطنية كبيرة معززة الثروة النفطية والاسراع بالاستفادة من تجارب الدول الاخرى والاستعانة بخبراتها التي جعلت من هذه الثروة مصدرا اساسيا لدخلها الوطني او ان تجعلها مصدرا ثانويا يخفف من الاثار المفاجئة لتقلب اسعار النفط".
وفي جانب اخر لفت ممثل المرجعية الدينية الى ان "الالاف من موظفي وعمال الشركات الصناعية التابعة لوزارة الصناعة يشكون من حجب رواتبهم لعدة اشهر مما جعلهم وعوائلهم في مشقة العيش والحاجة، خاصة وانهم يعيشون الحد الادنى لمتطلبات العيش الكريم وان هذه الشريحة مضت على عملها سنوات طويلة وكانت ركيزة اساسية للاقتصاد الوطني وتمثل مفخرة للصناعة العراقية وكان لهم دور اساسي حيث أفنوا اعمارهم واجهدوا انفسهم في الظروف القاسية، ولكن سوء الادارة وتفشي الفساد كان له الاثر على الصناعة فعجزت تلك الشركات عن تمويل نفسها لاسباب خارجة عن ادارة هؤلاء العاملين".
واشار الكربلائي الى انه "ليس من الانصاف انه لا يتيسر لهؤلاء دفع ايجار بيوتهم او الحصول على دواء لهم، فالمسؤولية تقع على الحكومة لوضع حل لمشاكلهم واعادة صرف رواتبهم لحين وضع خطة سليمة لانفاقهم".
وشدد ممثل المرجعية الدينية على "ضرورة وضع الية لتقليص العطل الرسمية في البلاد لما لها من آثار سلبية".
وقال الكربلائي ان "الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد تحكم بالاهتمام في استمرارية العمل بمختلف القطاعات المهمة في المجتمع، الاقتصادية والخدمية والعلمية، ولكن للاسف الشديد برزت عندنا ظاهرة اخذت تتسع عاما بعد عام الا وهي كثرة العطل والتي لها تداعيات خطيرة على المستوى التعليمي والتربوي للطلبة، حيث المدارس والمؤسسات التعليمية الاخرى تتاخر في اكمال المناهج ما يؤدي الى تدني المستوى العلمي كما انها تؤدي الى حالة من اللامبالاة والاسترخاء".
وتابع "ان هذه الظاهرة يمتد تاثيرها حتى على البناء النفسي والثقافي لدى الطلبة ما يولد لهم حب التعطيل بدل الهمة كما ان الكثير من العوائل لجأت للدورس الخصوصية تلافيا لتدني المستوى الدراسي لابنائهم الطبلة ولهذا سلبياته كما انه غير متاح الا للمتمكنين ماليا".
وأضاف "ان هذه الظاهرة تؤدي الى تأخر المشاريع الانتاجية واستنزاف الاقتصاد العراقي بصرف الاموال بدون عوائد وغيرها من التأخير في انجاز المشاريع الخدمية وغير ذلك وتؤثر هذه الظاهرة ايضا في تأخر انجاز معاملات المواطنين في دوائر الدولة مما له اثار سلبية كبيرة وتولد احباطا تجاه الحكومة ولابد من معالجتها".
ودعا ممثل المرجعية الدينية العليا "الحكومة والادارات المحلية في المحافظات لوضع ضوابط صارمة لتقليل العطل الرسمية الى الحد الادنى، وعلى من لهم صوت مسموع في المجتمع من العلماء والخطباء والاستاذة نشر ثقافة حب العمل وهي الثقافة التي يفتقدها الكثير منا للاسف عن باقي المجتمعات وعلينا تعزيز روح المواطنة التي تبعث على التضحية في عدة مجالات ويكفينا ان نتعلم درسا من تضحيات ابناء القوات المسلحة والمتطوعين الذين يبذلون ارواحهم رخيصة في سبيل الوطن، وان الاوان آن لنستنهض هممنا والرقي بانفسنا لتلتحم مسيرة جهاد البناء مع جهاد القتال من اجل خدمة الشعب العراقي"
https://telegram.me/buratha