دعا وكيل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إلى عدم التشبث بالمناصب وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، مؤكدا على ضرورة تشكيل حكومة مقبولة من جميع القوى الوطنية حتى تتمكن من تجاوز تحديات المرحلة المقبلة، مشدداً على ترك ونبذ دعوات الانفصال وتجزئة العراق، والاسراع بتحرير المناطق المحاصرة من الإرهبيين.
وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة، في خطبة صلاة الجمعة، حضرها مراسل وكالة كل العراق[أين]، أن "هناك أمورا نذكرها في ما يأتي: الأمر الأول أن نجاح مجلس النواب في محطتين مهمتين، في اختيار رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية، وفي مدة زومنية مقبولة، تؤكد فقرة مهمة في اطار الحراق السياسي المطلوب، لتجاوز الأزمة الرهانة، ولا بد من أتمام ذلك بالخطوة الاهم، وهي تشكيل الحكومة الجديدة، في مدة زمنية لا تتجاوز المدد الدستورية، وهذه الحكومة كما قلنا في أكثر من مرة، يجب أن تحظى بقبول وطني واسعة حتى تتمتع بالقدرة على تجاوز، تحديات المرحلة المقبلة، ومعالجة الاخطاء المتراكمة للمدة السابقة، وتكون متمكنة من لم الصف الوطني، بأقصى ما يمكن من الفرص في مكافحة الإرهاب ودرء خطر التقسيم والانفصال وهذه المرحلة تحتم على الاطراف المعنية، التحلي بروح المسؤولية الوطنية، التي تتطلب استشعار مبدأ التضحية، ونكران الذات، وعدم التشبث بالمواقع والمناصب، والتعامل بواقعية ومرونة مع معطيات الوضع السياسي الداخلي والخارجي، وتقديم مصالح البلد، وتقديم مصالح الشعب العراقي على بعض المكاسب الشخصية والسياسية" .
وتابع" ثانياً تتعاظم جرائم الإهرابيين في الماطق التي استولوا عليها، في محافظة نينوى وغيرها، وكان أخرها استهداف المواطنين المسيحيين باجبارهم على ترك مساكنهم ومصادرة جميع ممتلكاتهم حتى اخذوا من النساء مصوغاتهن الذهبية، وهن في طريق الهروب من مدينة الموصل، وهذا يذكرنا بما ورد في التأريخ بأن الإمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، بلغ بأن هناك من يتبعون الاسلام اعتدوا على امرأة غير مسلمة، وارادوا انتزاع حليها، فانزعج الإمام علي اشد الانزعاج، وقال كلمته المشهورة [لو أنّ امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً]، هذا هو حقيقة الاسلام لا ما يدعيه، ويمارسه المتطرفون التكفيريون، أننا في الوقت الذي ندين الأعمال اللا انسانية واللا اسلامية، من خلال العصابات التي تدعي بأنها تمثل الاسلام وتشوه صورة الدين الحنيف، نطالب المجتمع الدولي، بمساعدة الحكومة العراقية، في مكافحة ظاهرة الإرهاب، مساعدة حقيقية مجزية" .
وزادالكربلائي" ثالثاً أن الظروف الحرجة التي يمر بها البلد، تتطلب من الجميع أقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار مع أي موقف يؤدي إلى مزيد من التحشيد الطائفي والقومي، وبهذه المناسبة، نؤكد مرة أخرى على ضرورة اتخاذ وزارة الداخلية وسائر الجهات المعنية اجراءاة شديد، لانهاء بعض الظواهر المستنكرة، والمدانة من الاعتداء على بعض المواطنين الابرياء، بدوافع طائفية، من بعض المجموعات المسلحة، على نحو غير قانوني، أن مكافحة هذه الظواهر، جزء اساس من مهام الحكومة، ولا يجوز التهاون بالقيام بها" .
وأضاف "رابعاً أن للعشائر العراقية دوراً وطنيياً كيبراً في السنوات السابقة، في الدفاع عن العراق وشعبه، والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم المحبة التآلف الاجتماعي، بعيداً عن روح العداء والكراهية والتناحر، وبما أن العراق مهدد بالوقت الحاضر، ليس فقط في التقسيم والتجزئة بل في تفكيك نسيجه الاجتماعي، على اساس طائفي وديني وقومي، فإن هذه المسؤولية تتأكد أكثر من ذي قبل، وذلك يتطلب دوراً أكبر للعشائر في لم الصف الوطني للشعب العراق ونهيب بزعماء العشائر كافة، لاسيما من الطائفتين السنية والشيعية تفويت الفرصة على الاعداء في احداث شرخ في المجتمع العراقي، والعمل في اتجاه الحفاظ على التناسق الاجتماعي، ونبذ العنف والتخاصم، وذلك بتحقيق مزيد من اللقاءات بين العشائر، والتواصل فيما بينها، لاسيما بين زعمائها للوصل إلى تعزيز الاواصر الاجتماعية في التعايش السلمي، والوقوف في صف واحد، ضد الإرهابيين الغرباء" .
وأوضح "خامساً أننا نؤكد على الجهات المعنية من دوائر الدولة والمنظات الدولية والمحلية، بالاعتناء أكثر بمسألة العناية الطبية للنازحين، حيث تمت رحلة نزوحهم في ظروف صعبة من شدة الحر، وعدم توفر العناية الطبية تسببت في إصابة العديد من الاطفال وكبار الانسان، بحالة مرضية قوية أدت إلى وفاة الكثير منهم، ونطالب أن تأخذ الامم المتحدة دورها الانساني، والاهداف التي انشئت من اجلها، ونعني بذلك الاسراع باغاثة النازحين، لاسيما توفير العناية الصحية الاطفال والحوامل وكبار السن، وندعو المنظمات الحكومية والدولية والمجتمع الدولي، المعنية بالجرائم ضد الانسانية، إلى توثيق الاعتداءات والانتهاكات والجرائم، االعملييات، التي ترتكبها عناصر الإرهابيين الغرباء، ضد المواطنين في بعض المحافظات، وتفجير دور العبادة، والمراقد الدينية، وهذا ما يوضح انتهاكهم للدين والاعراف الانسانية".
وشدد في "سادساً أن من الضروري تثبيت الجهود وتعزيز القوات المسلحة، بالاسراع باتخاذ الاجراءات الكفيلية بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، مثل ناحية أمرلي، التي يستغيث اهلها المحاصرون منذ عدة اسابيع، من هجمات الإرهابيين، إذ من الممكن أن تتعرض نساؤها واطفالها إلى مجازر واعتداءات على الاعراض وموجة نزوح كبيرة، وندعو القوات المسلحة، لدعم العشائر التي تقاتل الإرهابيين، في المناطق تشهد هجمات مستمرة عليها، كما نطالب بتنظيم الجهد العسكري، لاستثمار اندفاع المتطوعين بالاتجاه الصحيح، الذي يحفظ الشحن المعنوي لهؤلاء المتطوعين، في مساندة القوات المسلحة، والتعامل معهم مع ما يليق بموقفهم البطولي هذا، وتوفير التدريب المطلوب لهم، والحذر من زجهم في المعارك من دون تهيئتهم على النحو اللازم، لكي لا يقدموا التضحيات من دون وجود ثمرة من ذلك".
وبين في "سابعاً أن استمرار جرائم الكيان الاسرائلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وعدم تحرك المجتمع الدولي والاسلامي والعربي بما يناسب وضع حد لهذه الجرائم، يعدُّ تقصيراً واضحاً تجاه الشعب الفلسطيني، ولكن المؤسف أن هذا الشعب الشقيق، يواجه الاحتلال والاعتداء والظلم بكافة اشكاله منذ عصور من الزمن ولا رادع أمام المحتل، ونسأل الله تعالى أن ينصر المظلومين في كل مكان وأن يمن على المسلمين بالسلام والخير والبركة"
https://telegram.me/buratha