اعتبرت وزارة الخارجية، الأحد، سماح الاردن بعقد مؤتمر في العاصمة عمان شاركت فيه شخصيات "تلطخت" بدماء العراقيين تدخلاً في الشأن العراقي الداخلي، داعية الى توضيح هذا الأمر من قبل السلطات الاردنية.
وقالت الوزارة في بيان ، إن "الحكومة العراقية تلقت باستغراب بالغ استضافة المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة لمؤتمر شاركت فيه شخصيات ومجموعات تلطخت ايديها بدماء العراقيين وبسعيها لتقويض العملية السياسية والمنجزات الديمقراطية التي حققها الشعب العراقي بكافة مكوناته".
وأضاف البيان أن "السماح لعقد مثل هذه المؤتمرات في عمان يعد تدخلاً في الشأن العراقي الداخلي وانتهاكاً للاعراف الدبلوماسية ومناقضاً للمواقف الدولية الصادرة عن الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوربي والدول دائمة العضوية في مجلس الامن والرأي العام العالمي الداعمة للعملية السياسية والتحولات الديمقراطية في العراق".
وأشارت الوزارة في بيانها الى أن "الحكومة العراقية وبعد استدعاء سفيرها في العاصمة الاردنية وقبل اتخاذ قرارات أخرى تتوقع توضيحاً من السلطات الاردنية لتبرير هذا الموقف الذي يأتي بعيداً عن تأكيد المملكة الاردنية الشقيقة وعلى أعلى مستوى عن حرصها إدامة العلاقة مع العراق وعدم التدخل في شؤونة الداخلية".
يذكر ان الاردن دافع عن مؤتمر عمان الذي كان راعيا لشخصات عراقية متورطة بالارهاب قائلا ان البيان الصادر عن المؤتمر في عمان لم يتطرق بأي شكل من الأشكال للدستور أو المسار السياسي.
وذكر وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة خلال رده على سؤال في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ، أن استدعاء بغداد، لسفيرها في الأردن للتشاور، هو "إجراء عراقي"، مؤكدا أنه لم يسمع بشكل مباشر أن هذا الإجراء "جاء على خلفية اجتماع للمعارضة العراقية عقد في عمان قبل أيام".
واضاف، إن "الأردن يوفر المكان في "أي زمان" لأي جهة تطلب عقد مؤتمر، مشيرا الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعقد فيه "أخوة عراقيون مؤتمرات أو لقاءات على الأراضي الأردنية". وأوضح أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، طالما أن الحدث "لا يهدد أمن واستقرار الأردن، ولا يشكل تدخلا في الشأن الداخلي لأي دولة عربية".
و أكد جودة تلقيه اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية العراقي بالوكالة حسين شهرستاني، في ذات اليوم، الذي عقد فيه المؤتمر المذكور الأربعاء الماضي، وأن الشهرستاني كان يستفسر عن ماهية المؤتمر، وما إن كان صحيحا ما صرح به بعض المشاركين به، من "أن المؤتمر برعاية ودعوة أردنية"، وهو الأمر الذي نفاه جودة بقوله "أكدت له أن هذا غير صحيح".
وقال جودة إنه أوضح للوزير العراقي، في الاتصال الذي استغرق 20 دقيقة، "أن المؤتمر ليس أردنيا ولم يتم برعاية أردنية، وأنه مؤتمر عراقي والمدعوون إليه عراقيون، وأنه تم بطلب من الأخوة العراقيين بتوفير مكان".
وأضاف أن لا علاقة للأردن بمضمون المؤتمر أو بمخرجاته، وأوضح "كدولة مضيفة لا علاقة لنا سوى أن لا تسيء مخرجات المؤتمر بأي شكل من الأشكال للمسار السياسي في العراق أو المساس بالدولة ودستورها".
وعبر جودة عن اعتقاده بأن "البيان الصادر عن المؤتمر في عمان لم يتطرق بأي شكل من الأشكال للدستور أو المسار السياسي".
وختم الوزير جودة بالتأكيد على أن الأردن "يستثمر بأمن واستقرار العراق، لأن هذا من مصلحة الأردن، الذي من مصلحته أيضا أن يكون العراق قويا ومستقرا لأنه دولة شقيقة وجارة".
وكانت العاصمة الاردنية عمان قد ضيفت الاربعاء الماضي عدة شخصيات وممثلين لجماعات مسلحة، زاعمين ان ما يشهده العراق اليوم من اعمال ارهابية هو "ثورة شعبية" وطالبوا بتأييد عربي لها.
وشاركت في المؤتمر الذي أطلق عليه اسم "المؤتمر التمهيدي لثوار العراق" شخصيات تمثل ما يسمى بهيئة علماء المسلمين في العراق وحزب البعث المنحل وفصائل من الجماعات المسلحة والارهابية الاخرى.
من جانبها وعلى خلفية المؤتمر قررت الحكومة استدعاء جواد هادي السفير العراقي في الاردن للتشاور، فيما اعلن السفير امس ان الحكومة الاردنية اعتذرت عن استضافة بلادها للمؤتمر وقدمت ذلك بشكل رسمي الى العراق عما حصل.
وعد مؤتمر عمان عصابات داعش الارهابية في نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار الذين ارتكبوا شتى الجرائم بحق جميع مكونات الشعب العراقي اخرها تهجير مسيحيي الموصل بشكل جماعي الذي ادانه المجتمع الدولي بانهم ثوار عشائر .
فيما طالب بعدم دعم الحكومة العراقية في حربها ضد مايسمى بـ[ثوار العشائر]".
https://telegram.me/buratha