ينتظر العراق الخطوة الدستورية الثانية التي تمهد لتشكيل الحكومة الجديدة وهي انتخاب رئيس الجمهورية بعد أن تم انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه عقب مخاض عسير.
وطيلة الفترة التي تلت الانتخابات النيابية في 30 نيسان 2014، لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن أسماء مرشحين لشغل منصب رئيس الجمهورية، إلا أن تحالف الكتل الكردستانية أعلن، أن القياديين في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح ونجم الدين كريم يتنافسان على تولي منصب رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن أمر ترشيح احدهما سيحسم يوم الجمعة المقبل.
وأدناه تعريف بالمرشحين المذكورين اللذين من المقرر التصويت على أحدهما في جلسة البرلمان المزمع عقدها الأربعاء المقبل (23 تموز 2014).
المرشح الأول
برهم احمد صالح، سياسي عراقي كردي ولد عام 1960 في مدينة السليمانية بكردستان العراق. اعتقل من قبل نظام حزب البعث مرتين بتهمة انتمائه للحركة التحررية الكردية وأمضى 43 يوماً في معتقلات الأمن حيث تعرض للتعذيب.
أدى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل وتخرج بتفوق حاصلا على المرتبة الأولى في كردستان والثالثة على مستوى العراق بمعدل 96.5%. وبعد ذلك غادر العراق متوجهاً إلى المملكة المتحدة لإتمام دراسته بعد الإفراج عنه، وأتم صالح آنذاك دراسته الجامعية حاصلاً على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة كارديف عام 1983 ومن ثم شهادة الدكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة ليفربول عام 1987. كما عمل بعد تخرجه مستشاراً هندسياً في إحدى الشركات الاستشارية في المملكة المتحدة.
انضم سراً إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني أواخر عام 1976، ومن ثم أصبح عضواً في تنظيمات أوروبا ومسؤولاً عن مكتب العلاقات الخارجية للاتحاد في العاصمة البريطانية لندن، وتم انتخابه عضواً في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر له عام 1992، حيث تم تكليفه بمهمة إدارة مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في الولايات المتحدة الأميركية، كما أصبح ممثلا لأول حكومة في إقليم كردستان لدى الولايات المتحدة الأميركية، وكان له دور بارز في التعريف بقضية الكرد ومعاناة الشعب العراقي في دوائر وأروقة صنع القرار.
شغل برهم صالح منصب رئيس حكومة إقليم كردستان للفترة من كانون الثاني 2001 وحتى منتصف 2004. وبعد سقوط نظام حزب البعث في العراق، تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، ومن ثم وزيراً للتخطيط في الحكومة العراقية الانتقالية عام 2005 ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة منتخبة عام 2006 حيث تولى مهمة الملف الاقتصادي رئيساً للجنة الاقتصادية.
رشح صالح من قبل القيادة الكردستانية رئيسا للقائمة الكردستانية التي حققت الفوز في الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان عام 2009 وكلف بتشكيل الحقيبة السادسة لحكومة إقليم كردستان حيث تولى منصب رئيس حكومة الإقليم من عام 2009 إلى 2011، وقد تبنى برنامجاً طموحاً ومبادرات عديدة منذ توليه منصب رئيس الحكومة يهدف إلى دفع عجلة التنمية والازدهار والنهوض بواقع الخدمات والتعليم والصحة والاعمار، ومن هذه المبادرات إطلاق برنامج لتوفير الزمالات لطلبة الإقليم للدراسة في الجامعات العالمية الرصينة، ودعم صندوق الإسكان، وإنشاء جامعات جديدة، ومنح القروض الصناعية، وزيادة رواتب ذوي الشهداء والمؤنفلين والتنظيم القانوني لعمل منظمات المجتمع المدني وغيرها.
المرشح الثاني
نجم الدين عمر كريم، أول محافظ منتخب لمحافظة كركوك، من مواليد كركوك 1949. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في المحافظة وتخرج من كلية الطب بجامعة الموصل عام 1972.
عمل كطبيب في مستشفى كركوك، ثم انتخب لقيادة اتحاد طلبة كردستان العراق، وسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية وأكمل الدراسات العليا بجامعة جورج واشنطن ونال البورد في جراحة الجملة العصبية وعمل أستاذا بنفس الجامعة.
أسس كريم المؤتمر القومي الكردي في شمال أميركا عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999. وشارك في عام 1991 في أول اجتماع رسمي بين الطرف الكردي ووزارة الخارجية الأميركية، وله دور في تأسيس القسم الكردي في أذاعه صوت أميركا عام 1992 و1996.
وتمكن أيضاً من تأسيس المعهد الكردي في واشنطن ويترأسه حتى الآن. شارك في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية في فيينا ولندن، وساهم ايضاً في إبراز وتوضيح القضية الكردية في المحافل الدولية، وهو أول كردي يتحدث في الكونغرس الأميركي عام 1991.
عاش كريم بين العاصمة واشنطن وولاية ميرالاند. متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت يقيمون في أميركا ولديه ثمانية أشقاء. يشغل حالياً منصب محافظ كركوك وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني.
https://telegram.me/buratha