انتقد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي التعويل على نظرية المؤامرة في تبرير ما يصيب العراق من احداث ومصائب مشيرا الى ان ما يسمح بالمؤامرات هو فشل الحكومات مبينا ان صدام تذرع بالمؤامرة والخيانة في كوارثه وهزائمه المتكررة معربا عن خشيته من سقوطنا بهذا المنطق.
وقال في مقالة وزعت اليوم ان " حكوماتنا تتذرع ان ضياع فلسطين، وحروبنا ومنازعاتنا كلها بسبب الخيانات.. وان تردي اوضاعنا وانتهاك حقوقنا ومجهولية مستقبل ابنائنا، هو لاننا نواجه التدخلات الاجنبية والمؤامرات الخارجية. لقد استنفذت الحكومات موازنات الدولة للقرن الماضي لمحاربة الاكراد بالنابالم والكيمياوي وحملات الانفال.. وفي حربها الشعواء ضد الشيعة والتركمان، فقتلت وهجرت الملايين بتهمة الصفوية والعمالة لايران.. واتهمت السنة بالعمالة للسعودية وتركيا والاردن وقطر والكويت.. ودخلت حروباً مدمرة داخلية وخارجية.. لكن ما ان تتغير المعادلات، الا ويصبح "الخائن" حاكماً.. والانفصالي "رئيساً" والعميل "مسؤولاً".. فلا شيء قيل، ولا احد اتهم.
واضاف "صحيح هناك مؤامرات، فالدول تتدخل، وتستغل الثغرات، وتجند العملاء، وتدعم طابوراً خامساً يدافع عن سياساتها.. لكن ما يسمح بالمؤامرات هو فشل الحكومات، وسوء ادائها.. فالقمع والاستبداد وتهجير المواطنين وحرمانهم حقوقهم الطبيعية وسوء الادارة الاقتصادية والخدمية وفي العلاقات هو المؤامرة الكبرى.. فهو الذي يمزق البلدان، ويدفع الناس والقوى السياسية لترك بلدانها، والبحث عن حمايات خارجية.. قام بذلك السنة والشيعة والكرد والتركمان والمسيحيين وغيرهم.. فهو الذي يفتح الابواب على مصراعيها للتدخل والمؤامرات، فنخسر مرتينىمرة لانتشار نظرية المؤامرة في اوساط الشعب.. فتخدره الدعايات السلطوية.. ويصبح اسيراً لسياساتها.. وداعماً لمنطقها وقهرها .. ومرة باضعاف القوى الشعبية والسياسية.. ودفعها لدوائر الخطأ، والخارج، ولسياسات احادية او متطرفة.. فتتولد حجج اضافية تؤكد الاتهامات ومنطق المؤامرة.. فيتخدر الوعي، والثقة بالنفس، وقدرة العطاء وتتولد "قابلية الاستحمار وقابلية الاستعمار"، حسب المفكر الجزائري الكبير المرحوم "مالك بن نبي".
وتساءل "لماذا استطاعت دول وحكومات ان تتحرر، وتوحد شعوبها، وتقاوم وتهزم مؤامرات، كان بعضها اقسى واشد مما علينا؟ كالصين والهند ودول امريكا اللاتينية.. وايران وتركيا.. والكثير من الدول الاوروبية والافريقية والاسيوية.. التي شقت طريقها وخدمت شعوبها.. واستطاعت الخروج من ظرفها التاريخي بمعادلة جوهرها "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".. فهل هناك عطل تكويني في شعوبنا وعقولنا؟ ام ان نفوسنا واداراتنا ووعينا وحكوماتنا فقدت قابلية تعلم الدروس.".
واشار الى ان صدام تذرع بالمؤامرة والخيانة في كوارثه وهزائمه المتكررة.. ونخشى سقوطنا بنفس المنطق.. فلقد استولت "داعش" على ثلث العراق واكثر.. ويطالب قسم ثان بالطلاق.. ويعيش الباقي التهجير والعراء والفقر والبطالة والخراب والانقسامات والخوف والتهم المتبادلة.. ونرفض محاسبة انفسنا وسياساتنا وما قادت وتقود اليه
https://telegram.me/buratha