بعث النائب حسن العلوي رسالة مفتوحة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن اعتزاله الحياة السياسية دعاه فيها الى العدول عن قراره بالاعتزال.
وقال العلوي في الرسالة "منذ احتجابكم عن الشأن السياسي المباشر ونحن نستقبل زعماء الاحزاب والكتل السياسية ونتلقى اتصالات من شخصيات وطنية ومثقفين مختلفي المشارب يرجون فيها تدخلنا لديكم وبأي وسيلة ممكنة لإنهاء الاحتجاب الذي تسبب في صدمة شعبية، ولابد من تصويب حالة الجمود التي ألمت بهم ومنعكسات الاحتجاب ذات التأثير البالغ لإخراج من التبس عليه الامر، فاعتقد أن التيار الصدري لم يعد معنيا بالحياة السياسية، وأنه أنكفأ على محرابه لا يغادره الى ميدان الصراع".
وبين ان "هذا التصور قد يؤدي الى غياب الالوف من العراقيين عن صناديق الاقتراع، لاسيما أن الاجتهادات الخاطئة في تحليل احتجابك قد اشتطت الى عامل القول باليأس والاحباط، فإذا حصل هذا مع أعلى المقامات القائدة فمن يضمن للبسطاء من أبناء شعبنا، وهم الغالبية العظمى ،عدم وصول اليأس الى صدورهم؟ وإذا حدث ذلك، وقد حدث بعضه، فمن الخاسر ومن المستفيد؟ وكيف يُترك مريدوك الاُمناء للفراغ الفسيح؟ وكيف يُترك الميدان لطبقة سياسية أفقرت الفقراء ووزعت العراق على بعضها قطعا مثل عظمة تكالبت عليها الهوام الجائعة؟ وأنت أدرى أن بلدنا ذاهب الى المعلوم، ومعلومه التفكيك وإلغاء الدولة التي ما زالت تعيش بلا رئيس جمهورية وبلا وزراء داخلية ودفاع، وبلا يوم وطني، وبلا عقيدة وطنية، وبلا ضامن أمني، بعد ان احتكر المهمة الامنية رجال قادمون من مستوصفات القرى".
واضاف إن "الله قد حباكم وضعا يؤهل العراقيين لأن يتحلقوا حول محورهم فتتوحد كلمتهم وتُضْمَد جراحهم وأنت تَرث ما نتعارف عليه بـ[كاريزما السلالة]، حيث تمتحن الاحداث أمّما و شعوبا مبتلاة بالكفر والاستعباد والظلم فيتصدى رجل يتحمل المسؤولية الاولى، ويقود أمته الى الهدى والحرية، مثلما قاد بني هاشم نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومثلما حصل في العصور المتأخرة لعوائل واجهت الاستعمار الاجنبي، وقاتلته مثل عائلة غاندي ونهرو في الهند، فيرث الحفيد جاذبية عائلته، فكيف وأنت سليل الصدور من محمد الصدر الزعيم الذي وضع التاج على رأس الملك فيصل الثاني، الى شهيد الفكر والفقه والحرية محمد باقر الصدر، حتى شهيد القوة والحق والدكم الزعيم محمد محمد صادق الصدر طيب الله ثراهم ومثلما حباكم الله مريدين وأنصارا يستجيب لهم الشارع في مزدحم الصراع ومزدحم المحن، وكأن قائلنا خص شخصك بقوله:
أُعطِيتَ ما لم يُعطَ قبلك مثلُه
شعباً على عرفانكم مجبولا
وحَنتْ عليك من الجدود ذؤابة
رعتِ الحسينَ وجعفراً وعقيلا
قـُدت السفينة حيث شقّ مقادها
فتقلدت ربانها المسؤولا
وقال "انه ويحزنني ويحزن العراقيين أنّ "ربانها المسؤولا" ما زال محتجبا، فإلى أين ستذهب الرياح بهذه السفينة؟".
واضاف العلوي مخاطبا الصدر "كانت الحركة الوطنية تعمل على جناحين يتحالف فيها الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي مع حزب الاستقلال بزعامة محمد مهدي كبة ليشكلا النواة الاولى مدعومة بالاحزاب الوطنية الاخرى، وقد أتيحت للعراق فرصة العودة الى هذا النموذج فيتحالف المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامتكم، وانتما من سلالات العلم والجهاد لتقطعا الطريق على أشباه الاميين الوافدين من أرصفة لم تطأها قدم وطنية ولأنك حامل إرث كاريزما السلالة فلم تعد ملكا لنفسك، مثلما كان والدك وعمك، ومثلما كان والد عمار الحكيم وعمه، لا أتردد في مصارحتكم أن وقع احتجابكم عن الشأن السياسي اليومي كان لا يقل عن احتجاب الماء عن دجلة، لكن الامل في العودة الى مشهد مماثل حدث في عصورنا العربية، وقد احتجب أمير عباسيّ عن أتباعه واصدقائه، فأرسل أبو تمام إليه رسالة مثل رسالتي هذه إليك وعلى صدرها بيت ما زالت البشرية العربية تردده بعد أكثر من ألف عام:
ليس الحجاب بمُقصٍ عنكَ لي أملا
إنّ السماء تُرجّى حين تـحتجبُ".
وختم العلوي رسالته الى الصدر قائلا "أجل أيها الصدر إنّ سماءنا التي احتجبت بالغمام ما زالت منذ أيام وهي تدرُ على الثرى المكروب نعمة السماء على الارض ، والسلام عليك محتجبا بلا حاجب، والسلام عليك منكشفا على زرقائها بعد صبيب الغمام
https://telegram.me/buratha