لم تتغيّر الأمور في الفلوجة. القصف مستمر، وحالة النزوح أيضاً. والمسلحون يتحرّكون إلى الشارع بحريّة أكثر، وهم ايضاً يتقرّبون من الأهالي أكثر عبر حيل مختلفة، فيما تنفي الجهات الحكومية أي نيّة لدخول القوات الأمنية إلى المدينة التي باتت الكثير من منازلها محطّمة.
ويقول مراسلون إن "الأوضاع تسوء هذه الأيام.. المؤونة التي وصلت أثناء الهدنة بدأت تنفد"، ويشير إلى أن "القصف بات شديداً في أوقات الظهيرة".
وتنقل شبكة "حراك" على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقاطع فيديو تظهر سقوط قاذئف هاون على المنازل، كما تنقل استغاثات لأطفال ونساء للجيش من أجل ايقاف القصف العشوائي.
وظلّت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) تنقل صوراً عبر موقعها على "تويتر" عن قيام مقاتليها بتوزيع المؤونة على المنازل في حملة لاكتساب ود الأهالي، بعد إصدار تعليمات عدّة تحد من الحريات منها الزام الشباب عدم حلاقة ذقونهم، وعدم لبس الساعات اليدوية.
ويشير الفلوجي المتواجد في مدينة الفلوجة إلى "وجود صراع بين (داعش) والمجلس العسكري لكسب ود الأهالي واقناع الشبان الانضمام إلى صفوفهم".
وبخلاف ما ينقله الفلوجي من على الأرض، يقول فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن "القوات الحكومية تسيطر على الوضع الأمني في مدينة الفلوجة".
ويشير في تصريح صحفي اطلعت عليه "العالم الجديد" إلى أن "إدارة المحافظة بانتظار موافقة وزارة الدفاع لفتح منفذين إلى داخل مدينة الفلوجة لتسهيل حركة دخول وخروج الأهالي منها وإليها".
وتشهد الأنبار، منذ أواخر العام الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق تمتد إلى الحدود السورية وتشارك فيها قطعات ومروحيات قتالية الى جانب مسلحين من العشائر، لملاحقة (داعش).
ويقول مصدر أمني رفيع المستوى في حديث لـ"العالم الجديد" إن "الجيش يواجه صعوبة في اقتحام الفلوجة بسبب تركّز المقاتلين فيها"، ويشير إلى أن "خوض قتال الشوارع مع المسلحين سيكبّد الجيش خسائر كبيرة".
وأعلنت القوات الأمنية عزمها اقتحام المدينة أكثر من 3 مرّات، إلا أنها سرعان ما تراجعت في قرارها.
ويلفت الفلوجي إلى أن "أي معلومات بشأن تسوية مع الحكومة لم تعد تتردد.. يبدو أنها أصبحت لاغية".
https://telegram.me/buratha