اعترف مصدر في الجيش العراقي بـ"نوعية" الهجمات التي نفذتها المجوعات الارهابية في الانبار، فيما قال النائب مظهر الجنابي انه بعث بمذكرة الى زميله رئيس لجنة الامن والدفاع، حسن السنيد، يطلب فيها تشكيل لجنة تطلع على الاوضاع ميدانيا وتقيم "عدد الهاربين" و"الاليات العسكرية المفقودة"، الا ان السنيد لم يجب، ووصف الجنابي وضع الجيش بـ"الغامض".
مصدر في الجيش العراقي اعترف طالبا عدم ذكر اسمه، بارتكاب القوات الامنية في بداية العمليات في كانون الثاني الماضي "اخطاء تكتيكية"، مشيرا الى "مقاومة من عصابات محترفة مدربة ومدعومة على ما يبدو من اجهزة مخابراتية لها خبرة كبيرة في المنطقة، ويعرفون كيف يتعاملون مع الخطط العسكرية لجيشنا."
وتابع ان المجموعات المسلحة "تعرف متى تنسحب، ومتى تعود، وكيف تنفذ هجماتها النوعية، واين، وفي اي وقت".
وأقرّ المصدر بـ"خسارة الكثير من الاليات والجنود، واضطررنا الى الاستعانة بقطعات اضافية قدمت من محافظات اخرى".
وقال "خسرنا نحو 25% من آليات القطعات المتواجدة في الانبار حتى الان، ومعظم الخسائر كانت عند عمليات تحرير مناطق الرمادي وعملية تطويق الفلوجة".
وقال "رافقت العمليتين خسائر كبيرة لم نكن نتوقعها". لكن المصدر لفت الى ان "القادة الميدانيين والجنود تكونت لديهم رؤية واضحة عن خطط تنظيمات داعش".
واضاف ان "المعركة الان انحسرت في الفلوجة ومحيطها تحديدا، وانتهت معظم العمليات القتالية الاخرى، التي كانت تشتت تركيزنا في السابق".
وشدد المصدر على ان "الجيش كان بامكانه استخدام الطيران والدخول من خمسة محاور الى الفلوجة"، لكن هذا الاجراء كان سيوقع اعدادا كبيرة من الضحايا بين صفوف المدنيين، حسب قوله.
وتابع ان "حسب الاتفاق المبرم مع شيوخ وصحوات الانبار، كان من المفترض ان تتم العملية بالتدريج لتجنب ايقاع عدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين على حد سواء".
مصدر امني مطلع، تحدث" شريطة عدم ذكر اسمه، قال ان "الجيش يشهد حالات هروب"، مفسرا السبب بانه "لغياب التعزيز النفسي المتبع في العديد من جيوش العالم، وجيوش دول الجوار".
وقال ان الجنود يتعرضون ايضا الى "ضغط من الاهل والاقارب والاصدقاء الذين يدعونهم الى التخلي عن مواقع مسؤولياتهم، وهو ما يحصل حاليا".
وكشف ان "ما لا يقل عن 30% من افراد الجيش، وجهاز مكافحة الارهاب لم يلتحقوا بوحداتهم بعد اول اجازة تمتعوا بها خلال العمليات العسكرية".
وقال ان هذا الامر "استدعى تعزيزات اضافية". ولفت الى وجود "استياء بين صفوف جهاز مكافحة الارهاب،" بسبب عودة سقوط المناطق بيد التنظيمات الارهابية، "بعد تطهيرها وتسليمها الى الجيش او العشائر". وقال ان هذا هو السبب الرئيس "من وراء تأخر تطهير كل مناطق الرمادي".
النائب مظهر الجنابي قال " ان "الغموض يخيم على حقيقة الخسائر التي تعرض لها الجيش في الانبار".ويوضح النائب عن قائمة "متحدون" ان "الغموض في عدم الكشف عن خسائر الجيش من ناحية الشهداء والهاربين والاليات، التي تدمرت، اثار جدلا واسعا في لجنة الامن والدفاع".
ويضيف الجنابي ان اعضاء من الامن والدفاع البرلمانية "قدموا مقترحا" لرئيس اللجنة، حسن السنيد، لجمع عدد من الشخصيات المعتدلة و"الذهاب الى الانبار لمتابعة سير الموقف ومعرفة الخسائر بين صفوف الجيش العراقي".
واكد الجنابي "لم نحصل على الموافقة" حتى الان.
ولم يتسن" الاتصال بالنائب في لجنة الامن والدفاع البرلمانية، حسن السنيد، للتعليق الا انه لم يرد على الاتصالات المتكررة. واشار الجنابي الى انهم قدموا طلبا للبرلمان "لاستضافة السيد رئيس الوزراء تحت قبة البرلمان، ليبين الحقائق، لكن فوجئنا بعدم حضوره".
كما لم يتسن الاتصال ببمصدر مقرب من رئيس الوزراء المالكي، للاستيضاح عن سبب عدم حضور القائد العام للقوات المسلحة، فقال ان "لا معلومات دقيقة لديّ" بهذا الخصوص.
وفي اخر حصيلة للمشهد الامني في محافظة الانبار، انفجرت عجلة عسكرية مفخخة يقودها انتحاري، ظهر امس السبت، على ثكنة عسكرية تابعة للجيش العراقي في مدينة الرمادي.
وقال مصدر امني إن "العجلة التي تم تلغيمها هي من نوع (همر)، كان قد استولى عليها مسلحون خلال الفترة الماضية، حيث انفجرت على عمارة في حي العادل التي اتخذها الجيش كثكنة عسكرية، دون معرفة الخسائر البشرية".
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث واتخذت إجراءات مشددة تحسبا لوقوع هجمات مماثلة."
https://telegram.me/buratha