طالبت أمانة بغداد، السبت، أعضاء لجنة النزاهة البرلمانية الذين اتهموها وأمينها بالفساد، بالاعتذار وإلا قاضتهم، مؤكدة أن ما أوردوه من معلومات "بعيدة عن الحقيقة"، وتشكل مخالفة للدستور والنظام الداخلي للبرلمان، مثلما تعد حنثاً لليمين الذي أقسم به أولئك النواب.
وقال أمين بغداد، صابر العيساوي، في بيان مطول من خمس صفحات، أرسل نسخة منه إلى رئيسي الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونوابه ووزرائه وأعضاء البرلمان إن "الاتهامات التي وجهت له من قبل عدد من النواب غير دقيقة وبعيدة عن الحقيقة، وتشكل إساءة بالغة للأمانة وله شخصياً، وتشكل مخالفة دستورية وللنظام الداخلي للبرلمان، وتعد حنثاً لليمين الذي أقسم به أولئك النواب".
وأضاف في البيان الذي أرسل أيضا إلى مجلس القضاء الأعلى والهيئات غير المرتبطة بوزارة والمحافظين ومجالس المحافظات كافة، أنه "يتوجه بكتابه إلى هيئة رئاسة مجلس النواب لأنها الجهة المسؤولة عن تطبيق النظام الداخلي للمجلس وتقييم الأداء"، مشيراً إلى أنه "يحتفظ بحقه كاملاً باللجوء إلى القضاء إذا لم يتراجع أعضاء اللجنة عن موقفهم ويعتذروا للأمانة وله شخصياً عبر وسائل الإعلام".
وأوضح أن "ما صرح به عضو لجنة النزاهة، النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، جواد الشهيلي، بشأن استجواب الأمين، يشكل إرباكاً وترهيباً للأمانة والأمين برغم أنه غير مخول رسمياً التحدث باسم اللجنة، فضلا عن أن الاستجواب ينبغي أن يتم من خلال القنوات الأصولية"، لافتاً إلى أن "الشهيلي ذكر بوجود ثلاث حملات للتواقيع لاستجوابه، برغم عدم الحاجة لذلك إذ تكفي واحدة فقط ومن خلال تواقيع 25 نائباً أو أكثر".
وأكد العيساوي، وفقا للكتاب، أنه "سيلجأ إلى مقاضاة النائب الشهيلي بتهمة التشهير وتشويه السمعة".
وعد العيساوي، أن "ما ذكره عضو اللجنة، النائب عن القائمة العراقية عثمان الجحيشي، عن تحويله قطع أراضي تابعة للأمانة ولها واردات، إلى سكنية ومنحها لأقاربه، يشكل اتهاماً صريحاً في حال ثبتت صحته"، داعياً الجحيشي إلى "تقديم اعتذار للأمانة وأمينها عبر وسائل الإعلام، وبعكسه سيتم اللجوء للقضاء".
وبشأن ما أورده نائب رئيس لجنة النزاهة، ومسؤول الحزب الإسلامي العراقي في محافظة الأنبار النائب خالد العلواني، عن مشاريع ماء الصدر، 10*10 واعمار مدينتي الصدر والشعلة، أوضح العيساوي، بحسب الكتاب، أن ذلك "غير دقيق بنسبة 100 بالمئة"، لافتاً إلى أن "الأمانة تحتفظ بحق اللجوء إلى القضاء دفاعاً عن حقها".
وتمنى أمين بغداد من النواب، في ختام كتابه، ضرورة "توخي الدقة وعدم مجانبة الحقيقة وأن يعملوا وفقاً للآليات الدستورية والقانونية بعيداً عن التشهير الإعلامي".
وكان النائب جواد الشهيلي أعلن، يوم 19 تموز الماضي، عن جمع 75 توقيعاً لإقالة أمين بغداد صابر العيساوي، على خلفية ملفات فساد، منها القمة العربية، المجسرات، ملاعب كرة القدم والمتنزهات التي أنشئت في العاصمة.
يذكر أن مجلس النواب العراقي استضاف خلال جلسته الثالثة للسنة التشريعية الثانية التي عقدت يوم 16 حزيران الماضي، أمين بغداد للاستماع إلى أبرز إنجازات الأمانة والمعوقات التي تواجهها أمام مشاريعها الخدمية.
وكانت أمانة بغداد أعلنت، في الثالث من آذار الماضي، أن أمينها صابر العيساوي، قدم استقالته رسميا لرئيس الوزراء نوري المالكي، على خلفية التظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها العاصمة بغداد يوم 25 من شباط الماضي.
وأعلنت الأمانة، في 11 نيسان الماضي، أن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض الاستقالة التي قدمها العيساوي، في حين أكدت أن الاستقالة هي الثالثة التي يقدمها الأمين منذ توليه منصبه ويرفضها المالكي، أشارت إلى أن الاستقالة "لن تؤثر" على استمرار العمل بتقديم الخدمات للمواطنين.
https://telegram.me/buratha

