في حديث خاص لـ بي بي سي قال السفير الأمريكي في العراق، كريستوفر هيل، إن الولايات المتحدة تؤمن أن العراقيين سيأتون إلى نقطة يصلون فيه إلى اتفاق لتشكيل حكومة آجلا أم عاجلا. هيل: نؤمن أن العراقيين يفهمون حاجتهم لتشكيل حكومة تكون جامعة وتضم الأكراد والسنة والشيعة.وأضاف هيل في حديثه قائلا إن الأوضاع في العراق، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي، وعلى الرغم من صعوبتها، لن تمنع الولايات المتحدة من تنفيذ بنود اتفاقيتها الأمنية مع العراق.
وفيما يلي نص المقابلة:قلتم إن العراقيين سيصلون إلى نقطة يتوصلون فيها إلى اتفاق لتشكيل حكومة. حتى يحدث ذلك، هل تعتقدون أن الأوضاع في العراق الآن، سواء على الصعيد الأمني أو بالنسبة للمشهد السياسي، بالنظر لحالة الفراغ السياسي القائمة، تسمح للولايات المتحدة بتنفيذ بنود اتفاقيتها الأمنية مع العراق؟
نحن نؤمن أن العراقيين يفهمون، سواء كانوا من الساسة أو أيا كانوا، أنهم بحاجة إلى أن يشكلوا حكومة تكون جامعة، تضم الأكراد والسنة والشيعة. لذلك، فرسالتنا لهم هي أن ينجزوا ذلك.نحن نود أن نفعل المزيد بالتعاون مع العراقيين. على سبيل المثال، نريد أن نساعدهم كما يتعين علينا، وفقا للمادة الخامسة والعشرين من نص الاتفاقية الأمنية. نود أن نساعدهم أن يخرجوا من تحت وطأة الفصل السابع. أعتقد أن ذلك مهم لهم، ومهم للجميع.لكننا بحاجة إلى حكومة عراقية جديدة لتقوم بالعمل على هذه الأمور. وأحد أهم الأمور التي تقلقنا هو ما إذا كانت الحكومة الموجودة تقوم بعملها في الوقت الذي تجرى فيه المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.وينبغي أن أقول إن قوات الشرطة تؤدي عملها بنشاط، وسط أوضاع أمنية صعبة. الحكومة العراقية استضافت عددا من الوفود الاقتصادية من الولايات المتحدة وغيرها من الدول. لذا، أرى أن الأمور تسير إلى الأفضل. لكن العراقيين يحتاجون إلى حكومة جديدة في القريب العاجل، لكنهم يحتاجون إلى العمل على تشكيل هذه الحكومة من أجل مصلحتهم هم، وليس من أجل الوفاء بأي من الأطر الزمنية في بنود اتفاقيتنا.
ذكرتم أن العنف الدائر في العراق الآن أصبح خارج المشهد السياسي.
قبل عدة سنوات لم نكن لنستطيع الحديث عن العراق سياسيا دون الحدث عن العنف والأوضاع الأمنية،
وأنتم تتحدثون عن الحكومة والدستور العراقي، هل تعتقدون أن تقدما حدث في المشهد الأمني؟
ليس هناك من شك. هناك تقدم. مستوى العنف ضئيل جدا مقارنة بما كان عليه قبل عامين. هذا بالطبع لن يعني الكثير لشخص قُتل قبل يومين مثلا. وبالطبع فإن مقدارا كبيرا من العنف لا يزال موجودا، لكن ما من شك أن العنف لم يعد يحرك العملية السياسية، فما يحرك العملية السياسية الآن هي القوى السياسية!هذه القوى المشغولة حاليا بتشكيل الحكومة. ليس غريبا، أو غير اعتيادي أن يأخذ بلد أشهرا لتشكيل حكومة. (مازحا) أعتقد أن البريطانيين قاموا بعمل عظيم أن شكلوا حكومتهم في غضون ساعات، كنت أتمنى أن يكون العراقيون على نفس القدر من السرعة! العراقيون يعرفون الآن ما يتعين عليهم فعله، وأنا واثق من أنهم سيقومون بما عليهم. وسنستمر في دفعهم بقوة للقيام بذلك.
من اللافت أنكم تتحدثون عن الديمقراطية البريطانية مقارنة بالوضع السياسي في العراق.
بريطانيا ليست في حالة حرب، بينما العراق عاش الحرب قبل سنوات، الخارطة السياسية في العراق مختلفة تماما. المشهد العراقي الآن لا يبدو موائما جدا، وبعض التكهنات تذهب إلى الاعتقاد بأن العنف سيعود، هذه المرة بسبب التباينات السياسية بين الأحزاب والكتل العراقية.
هل توافقون على هذا الطرح؟
بداية دعيني أؤكد على أن المشهد السياسي العراقي لا يمت بصلة لذلك البريطاني. دعيني أكون واضحا بشأن ذلك. ثانيا فيما يتعلق بالعملية السياسية في العراق، القضية هي أن الحكومة ينبغي أن تقدم مجموعة من الخدمات. في بعض الأحيان تتطلب هذه الخدمات تمرير قوانين أو وضع تشريعات. على الرغم من ذلك، ظللنا لشهور بعد الانتخابات بدون برلمان في العراق. الآن أصبح لدينا برلمان عراقي. لكننا لانزال نحتاج إلى مجلس وزراء جديد، يقومون على تقديم مقتريحات بتشريعات جديدة إلى البرلمان.هناك أسباب كثيرة تحدو بالعراقيين إلى الإسراع بتشكيل حكومتهم، من بين هذه الأسباب، أن العراق لا يزال في فترة انتقالية حرجة، ولايزال يعمل على بناء اقتصاده من الصفر، كون اقتصاد العراق ضعيف جدا. وأنه يتعين على العراق أن يبني علاقات مع جيرانه التي هي أيضا ضعيفة للغاية.تركة صدام حسين هي تركة سيئة للغاية، أستطيع أن أقول إن المرء لا يرى شيئا يُذكر بالنظر للخلف إلى التاريخ الذي خلّفه صدام.
إذن لدى العراقيين الكثير ليفعلونه. لذلك فهناك درجة من الحاجة إلى العمل بسرعة لتشكيل تلك الحكومة.في هذا التوقيت الذي تبدو فيه الحكومة العراقية عسيرة على التشكيل، وتسود حالة من انعدام الثقة بين اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية،
ما الذي تستطيع الولايات المتحدة والسفارة الأمريكية في العراق تقديمه لمساعدة العراقيين في وقت تستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب نهائيا العام القادم؟
أستطيع أن أساعد. أستطيع أن أكون موجودا لجميع الأحزاب. أستطيع أن أكون ذلك الشخص الذي يريد الأفضل للعراق، والذي فوق كل شيء يحترم سيادة العراق والعراقيين. أسوأ شيء يمكن أن أقوم به هو أن أجوب شوارع بغداد صارخا في الناس وملوِّحا بأصبعي في وجوههم، لأن هذا النوع من السلوك غير بنَّاء بالمرة.أعتقد أنه من المهم أن أحترمهم وأحترم عمليتهم السياسية، وأن أخبرهم بطريقة مهذبة أن الوقت قد حان كي يستعيدوا قوام هذه العملية. أنا متأكد، بل وواثق، من أن كل الساسة العراقيين يعرفون أنه حان الوقت لكي يشكلوا حكومة تكون شاملة وجامعة، وهم من يعرف من سيكون صالحا لأي موقع سياسي. لذلك، أعتقد هم من يتيعن عليه فعل ذلك.
مسألة سحب القوات الأمريكية من العراق كانت على قائمة أولويات الأحزاب والمرشحين للرئاسة الأمريكية قبل عام ونصف العام. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدم خطة قبل توليه مهامه الرئاسية تقضي بسحب القوات الأمريكية من العراق في غضون ستة عشر شهرا. واليوم بعد عام ونصف من تولي أوباما، التواريخ حددت للانسحاب، الخطة الزمنية صارمة، لكن الظروف في العراق لاتبدو مواتيه.
في الواقع، حينما ننظر للأوضاع الأمنية التي يواجهها العراقيون، فإنها تحسنت جدا. وأعتقد أن خطة الانسحاب لما نسميه التراجع المسؤول لقواتنا هي خطة تقابل، إلى حد بعيد، الظروف المحيطة. نحن أخذنا خطوة مهمة في نهاية شهر يونيو/حزيران من عام 2009 عنديما سحبنا قواتنا من المدن والبلدات العراقية، وهي كانت مسؤوليتنا وفقا للاتفاقية الأمنية، وأعتقد أن مخاوف كثيرة تعالت آنذاك بشأن ما إذا كانت القوات العراقية قادرة على التعامل مع الوضع، وعلى الرغم من كونها غاية في الصعوبة فقد قاموا بعملهم بشكل جبد جدا.أنا أعتقد أن الجدول الزمني مناسب جدا للظروف المحيطة. لكن ما أريد أن أشدد عليه هو أنه حتى بخروج قواتنا، الشق المدني سيرتفع. وسترون سفارة نشطة جدا ، سترون نشاطا على الصعيد الاقتصادي والثقافي، نقوم بعمليات تبادل ثقافي عديدة، ونزور جماعات كثيرة.
https://telegram.me/buratha