قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، إن بلاده تتطلع لشراكة طويلة الأمد مع العراق، مثلما تتطلع لوجود قيادة مدنية قائمة على المصالح المتبادلة وحكومة شاملة ومندمجة تماما في المنطقة.جاء ذلك خلال لقاء أجرته معه صحيفة لوس أنجلس تايمز، مستثمرة زيارته بغداد للمرة الثانية خلال شهر واحد تقريبا ليطلع على مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، وفي الآتي نص اللقاء:
س: هل تشعرون بالقلق من إكمال القوات الأمريكية خفض حجمها (إلى 50 ألف عسكري بحلول الأول من أيلول سبتمبر) قبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة؟ج: لا أرى رابطا بين انسحاب القوات الأمريكية المقرر وممارسة تشكيل الحكومة، وسأوضح لماذا، إذ انسحبت القوات الأمريكية من جميع المدن والبلدات والقرى في حزيران يونيو من العام الماضي. عليه منذ حزيران يونيو من العام الماضي تولت القوات العراقية مسؤولية الأمن في كل المناطق المأهولة في العراق، لذلك، لا أرى أن التزامنا بتعهد الرئيس أوباما بخفض حجم القوات إلى 50 ألف بحلول الأول من أيلول سبتمبر، ينطوي على تغير جوهري على الأرض.س: هل تفضل الولايات المتحدة مرشح عراقي معين لرئاسة الوزراء؟ج: بديهي أن لدينا مصلحة في رؤية تشكيل حكومة عراقية، فنحن نريد أن تكون لنا شراكة طويلة الأمد مع العراق، وأن نعمل مع العراق لتحسين علاقاته مع جيرانه العرب السنة، لكننا لا نمارس أي لعبة تحت أي مسمى هنا في العراق.ببساطة، الولايات المتحدة غير داخلة في اللعبة بقول إننا نعتقد أن هذا المرشح مناسب لهذا العمل بصفة خاصة، وأن هذا المرشح يحقق هذا النوع من التوازن، هذا شيء على العراقيين أن يقرروه بأنفسهم، كما أن العام 2010 ليس العام 2005، ونحن سعداء بلعب دور استشاري، لكن في سياق يتولى فيه العراقيون صناعة القرارات.س: طيب فماذا تقولون في مناقشاتكم مع القادة العراقيين؟ج: نقول أشياء كثيرة للعراقيين تساند ما يقوله العراقيون علنا. مثلا سمعنا أن القادة العراقيين يقولون علنا إنهم يريدون حكومة شاملة، وما نفهمه أن ذلك يعني حكومة تشعر فيها المجتمعات كلها أنها ممثلة تمثيلا مناسبا وعادلا.جرت الانتخابات في السابع من آذار مارس، ونحن الآن في حزيران يونيو. ويبدو أن الشعب العراقي نفسه يريد حقا رؤية المزيد من النتائج، لذا نحاول استعمال الأشياء التي نسمعها من القادة العراقيين، ومن الشعب العراقي، لإعطاء دفعة معينة في هذه العملية.اعتقد أن هناك نوعا من النقاش يجري الآن بصورة مختلفة عما كان عليه قبل شهر، وأظن أن هذا بسبب تصديق النتائج وافتتاح مجلس النواب، الذي أعطى حثا جديدا في هذه العملية.س: وما التغيرات التي لاحظتموها؟لدي إحساس أن القادة كلهم ينظرون في كل الخيارات المتاحة لديهم لحماية ما يرونه مصالح ناخبيهم الجوهرية، ولم يكن لدي الإحساس نفسه قبل شهر عندما كانوا يركزون على فكرة وحيدة، الآن أنهم يشعرون أن لديهم عددا من الخيارات المتنوعة.س: هل تعتقدون باحتمال تكرار الوضع نفسه كما حدث في العام 2005، عندما شكلت الحكومة ومنعت من الكثير من السنة؟ج: العراقية (التحالف الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي) حصلت على 91 مقعدا في مجلس النواب، ويبدو لنا أن هذه المقاعد الـ91 يجب أن تؤخذ بالحسبان في العملية السياسية وفي نتائجها، وأنا مطلع بالطبع على مثال العام 2005، ويبدو لنا أن 2010 مختلفا عن 2005، وكل من العملية السياسية ونتائجها يجب أن تعكس واقع انتخابات 2010.س: وكيف يمكن لهذا أن يحدث؟ج: لديك مثلا أن دولة القانون (تحالف رئيس الوزراء نوري المالكي) والعراقية يجريان اجتماعات في مختلف المستويات، من بينها مستوى القيادات، ولا أريد أن أبالغ وأقول إن اتفاقا من نوع ما سيحدث فجأة بين هذين الكتلتين غدا، لكن الحوار بينهما جار الآن، وأجد أن هذا أمر مشجع ونريد إجراء المزيد منه.س: هناك اختلاف واحد بين 2005 و 2010 هو أن تأثير الولايات المتحدة قد قلّّ، هل تشعرون بالقلق من احتمال تشكيل حكومة قد لا تعكس مصالح الولايات المتحدة؟ج: عليك أن تسأل ما هي مصالحنا، لدينا مصالح ذات وجهين، أولهما أننا نريد شراكة طويلة الأمد مع العراق، وقيادة مدنية قائمة على مصالح متبادلة، والمصلحة الثانية للولايات المتحدة هي أننا نريد رؤية عراق مندمج تماما في المنطقة.س: هل تشعرون بوجود خطر من حرب طائفية أخرى، أم أن هذا الخطر ولى؟ج: لا اعتقد أن أحدا يجب أن يكون واثقا تماما، هناك تاريخ هنا في العراق، لكن في العموم تحول العراقيون إلى السياسة بدلا عن العنف، كما انعكس ذلك في الطيف السياسي، وكما انعكس في الانتخابات وهذه علامات مشجعة.س: ما هو أسوأ سيناريو بالنسبة لطريق المستقبل، وما هو الأفضل؟ج: أن أسوأ سيناريو هو أن تتوقف عملية تشكيل الحكومة عند نقطة تتوقف معها المؤسسات عن العمل، ولا أرى ذلك يحدث الآن، لكن على المرء أن يبقي في باله أن ذلك ممكن الحدوث.وهناك سيناريوهات عدة ايجابية فقط.. أعني وجود عراق يتمتع بالسيادة ومعتمد على نفسه، مندمج بالمنطقة، تشعر المجتمعات في العراق كلها أن مصالحها ممثلة فيه.
https://telegram.me/buratha