قالت وزارة الثقافة العراقية إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وافقت على إدراج مقبرة "وادي السلام" الواقعة في مدينة النجف الاشرف جنوبي العراق في لائحة التراث العالمي، لأن عمرها تجاوز الألف عام وتضم قبور العديد من الشخصيات التاريخية من أنبياء وملوك وشيوخ عشائر ومثقفين. وبحسب مدير إعلام وزارة الثقافة حاكم الشمري، فإن المسؤولين في الوزارة أجروا عددا من اللقاءات والمباحثات مع وفد من اليونسكو بهدف ضم مقبرة وادي السلام إلى لائحة التراث العالمي.
وأضاف الشمري أن اليونسكو وافقت على وضع المقبرة على اللائحة بعد أن زارها وفد من المنظمة قبل أسبوعين واطلع على معالم المقبرة بشكل تفصيلي وأخذ نبذة تاريخية عنها مع مجموعة صور لها. وبيّن أن مقبرة وادي السلام هي الأكبر في العالم والأعظم سعةً كما أنها ذات قيمة تاريخية، موضحا أن قوانين اليونسكو تنص على أن أي معلم يتجاوز عمره مائة عام يدخل ضمن لائحة التراث العالمي، وعمر هذه المقبرة أكثر من ألف عام.
وأشار إلى أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد المدفونين في المقبرة لكن التقديرات تشير إلى وجود الملايين, حيث إن المقبرة بدأت باستقبال الموتى منذ مئات السنين، كما أن وادي السلام ليست مقبرة للنجف وحدها ولا للعراق وحده, بل لكثير من البلدان كإيران والهند وباكستان وأفغانستان والكويت ولبنان وغيرها.
وكان وفد من اليونسكو قد زار مدينة النجف بعد مطالبة السلطات العراقية بإدراج مقبرة وادي السلام في لائحة التراث العالمي، والتقى الوفد بالمسؤولين المحليين وتجول في المقبرة والمواقع التاريخية والأثرية في مدينتي النجف والكوفة. وقال المسؤول المناوب لمنظمة اليونسكو جورج بابا جيانيس في تصريحات صحفية من النجف، إن إدراج مقبرة وادي السلام ضمن لائحة التراث العالمي مسألة تتطلب الكثير من النقاشات والوقت.
وتمتد مقبرة وادي السلام حاليا على مساحات شاسعة، وتوجد فيها قبور أنبياء مثل هود وصالح عليهما السلام، وقبر أثيب اليماني وعضد الدولة البويهي، وقبور لملوك حمدانيين وجلائريين وصفويين، إضافة إلى شخصيات كثيرة من شيوخ العشائر ورجال الدين والمثقفين.
ويقول عدد من الباحثين في تاريخ العراق إن مقبرة وادي السلام تعد من أقدم المقابر الإسلامية، وإن الإمام علي عليه السلام دفن فيها. ولا تتوفر إحصاءات عن عدد الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة، إلا أن أبوابها تستقبل الموتى من مختلف أنحاء العراق ومن دول عربية وإسلامية.
وتختلف الطرز المعمارية المستخدمة في تشييد القبور داخلها، لكن غالبيتها تعتمد الطراز الإسلامي، وهناك مساحات خاصة يتم حجزها من قبل الكثير من العوائل لدفن موتاها جيلا بعد جيل.الوادي الكبيرويقول الباحث والمؤرخ العراقي حميد المطبعي ، إن وادي السلام اسمٌ للوادي الكبير الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف، وهو مقبرة عظيمة جداً، وربما عُدَّت أكبر مقبرة في العالم أو من أكبر مقابر العالم نظرا لمساحتها الشاسعة.
وأضاف أن وضع المقبرة على لائحة التراث العالمي موضوع مهم لأنها تشكل وثيقة كبيرة من الوثائق الحجرية التي يستعين بها المؤرخ لتحديد الظروف والأحداث التي تحيط به.وأكد المطبعي أن المقبرة كنز تاريخي موثق ينبغي الاهتمام به، فهي ذات خصوصية معينة، فكل شيء يدرج فيها بالتفصيل بسجلات خاصة، وبعض هذه السجلات قديمة جدا يمتد عمرها إلى مئات السنين وتحفظ عند المتعهدين الرئيسيين لهذه المقبرة. وشدد المطبعي على أن المطلوب من السلطات العراقية هو الاهتمام بهذا الموضوع وتقديم تاريخ هذه البقعة من الأرض على أساس ما تحتويه من قيمة تاريخية حية في مكان مخصص للموتى.
https://telegram.me/buratha