اعرب السفير الاميركي في العراق كريستوفر هيل عن تفاؤله بمحادثات الكتل العراقية السياسية الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة، مبينا ان مسألة اختيار رئيس للوزراء هي شأن عراقي خاص، مؤكدا في الوقت نفسه تطلع الولايات المتحدة للعمل الى جانب اية حكومة يختارها ممثلو الشعب العراقي في مجلس النواب الجديد.
وقال هيل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس في مقر السفارة الاميركية في بغداد، : ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة والمحادثات التي ترافقها ما هي الا دليل على تسارع خطى حلحلة الاشكاليات والتعقيدات لولادة تلك الحكومة، مبينا ان اهداف كل الاطراف السياسية تؤكد ضرورة وجود حكومة تمثل الشعب العراقي وتحقق طموحاته من دون اي اقصاء لأي طرف.
واشار الى ان لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي مع رئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي امس الاول يأتي ضمن الجهود المبذولة لدفع العملية السياسية الى الامام، موضحا ان الولايات المتحدة كشريك اساسي مع العراق تدعم تلك الجهود بما يتناسب مع الالتزامات التي قطعتها امام المجتمع الدولي، لافتا الى ان وجود حكومة قوية في العراق من شأنه ان يثبت الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
وبشأن تنفيذ اتفاقية الانسحاب الاميركي من العراق، بين هيل التزام بلاده بتخفيض عديد القوات الاميركية في البلاد في الوقت الحاضر، وصولا الى انهاء وجودها بالكامل في نهاية العام 2011، مضيفا انه «خلال هذه المدة سنعمل جاهدين بشكل مكثف على اكمال جاهزية القوات الامنية العراقية لتحمل وتسلم مهامها في حفظ الامن والاستقرار في داخل البلاد، وسنطبق كل مايتعلق بالجانب الاميركي في هذه الاتفاقية من اجل تحقيق سيادة العراق واستقلاله ودعم شركائنا فيه، وتأمين حدوده من اية اعتداءات، ومن المهم ان يعرف الشعب العراقي اننا ضيوف هنا في العراق، ولن نبقى اكثر من ذلك، مشددا على اهمية «ان تعي الدول الاقليمية هذه الامور وان تحترم اسس حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية قولا وفعلا.
واشار السفير الاميركي الى ان بناء الدولة ومؤسساتها يقع على عاتق العراقيين وقادتهم السياسيين بشتى اتجاهاتهم، مؤكدا «ان دعم الولايات المتحدة في المدة المقبلة سيتجه الى تفعيل الجانب الاقتصادي والاستثماري وتطويرهما بما يؤمن تقدم البلاد صناعيا واقتصاديا. وتابع: اعتقد ان العراق لايحتاج الآن الى اشخاص يأتون من الخارج ليتحدثوا عن السياسة ومنعطفاتها، بل يريد شركات ومؤسسات استثمارية تساعد في بنائه واعادة اقتصاده من جديد بعد سنوات طويلة من العزلة في الجوانب الصناعية والاستثمارية والتكنولوجية، ونحن في المرحلة المقبلة سنكون شركاء في تطوير الاقتصاد العراقي، خاصة في المجالين الزراعي والعلمي، وفي هذا الشأن، زار قبل ايام قلائل وفد زراعي كبير من الولايات المتحدة مكوّن من 18 شركة اميركية، وعقد 270 اجتماعا مع الشركات العراقية المتخصصة في هذا المجال، انتهت بالتوقيع على عدد من العقود وفي اكثر من جانب.
https://telegram.me/buratha