بغداد(نينا) تقرير : بدأت العملة المزورة وخاصة من فئة 25 الف دينار بالانتشار هذه الايام في الاسواق العراقية مع معلومات بدخول كميات منها من خارج الحدود.
وتعد ظاهرة العملة المزيفة من اخطر الظواهر على الاقتصاد الوطني وهي من الجرائم الاقتصادية التي يعاقب عليها القانون.
ويرى محللون اقتصاديون ان عدم استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد وفر جوا مناسباً ونموذجيا لمزوري ومروجي العملات المزورة مع ضعف الاجراءات المتخذة للحد من هذه الظاهرة.
وقال الخبير المالي علي ماجد الربيعي :" ان ظاهرة العملة المزيفة او المزورة ليست مشكلة العراق فحسب ، فهناك كثير من البلدان تعاني من هذه الظاهرة ، الا انها قد تكون منتشرة في العراق بشكل اكبر وخاصة هذه الايام ويعود ذلك لانشغال الاجهزة الامنية بملاحقة المجاميع الارهابية وحماية المناطق ، ما يمنح فرصة للمزورين باستغلال هذه الاوضاع ".
واضاف :" أن عملية الحد من انتشار ظاهرة تزوير العملة العراقية بحاجة إلى أجهزة حديثة توزع على المصارف
ومكاتب الصيرفة المنتشرة في جميع مناطق العراق ، كما أن العملة النقدية العراقية بما تحمله من مواصفات جيدة أصبحت قديمة ومن هنا تظهر الحاجة الماسة الى مواكبة الدول المتطورة التي تعكف دائما على تطوير العملة الخاصة بها بين الحين والاخر لادخال التطورات الحديثة فيها من جهة ، والحد من اعمال التزوير المتكررة التي تتطور هي الاخرى مع تطورات طبع العملة الاصلية ".
واوضح :" ان التجديد ضروري في المرحلة الراهنة او بأقصى حد في الفترة المقلبة ، وخلاف ذلك يكون التمسك بعدم تطوير العملة وادخال المواصفات الحديثة من حيث الطباعة ونوع الورق والألوان وبقية المواصفات الاخرى ، سيؤثر بشكل مباشر في زيادة عمليات التزييف ".
فيما يؤكد المحلل المالي في البنك المركزي العراقي باسم عبد الهادي :" أن العملة النقدية العراقية تخضع للتجديد من خلال استبدال التالف منها كل فترة زمنية ".
وقال :" ان العملة النقدية العراقية لم تزور حتى الآن بدرجة كاملة وما موجود من فئات مزورة حاليا عبارة عن فئات تخلو من أية مواصفات أو مزايا العملة العراقية التي تشمل الخط الفسفوري وعلامة رأس الحصان ونوع الورق ".
وبيّن :" ان هناك جهات عدة تعمل في مجال تزوير العملة منها ضعاف النفوس والعصابات الاجرامية وجهات خارجية وموظفون فاسدون وغيرهم ".
وتابع :" ان ظاهرة تزوير العملة هي ظاهرة عالمية لا تنحصر في العراق الذي شهدها طوال الحقب الماضية برغم وجود اكبر نظام سياسي بوليسي في العراق على مستوى المنطقة والعالم ، الا ان عمليات التزوير لم تتوقف برغم اتخاذه لاقسى العقوبات بحق مرتكبيها . كما ان دولا كبرى في العالم لاتزال تعاني من هذه الظاهرة التي تعدها دائما بالمستعصية برغم اتخاذها لاجراءات كبيرة للحد منها ".
واشار الى " ان وزارة المالية والجهات الامنية المختصة تؤكد من خلال وسائل الاعلام بين اونة واخرى عن اعتقالها للعديد من عصابات تزوير العملة النقدية وملاحقة العديد من عمليات تزوير العملة العراقية الجديدة والقديمة التي يقف وراءها موظفون فاسدون واشخاص محتالون يستغلون ضعف الرقابة الإدارية في بعض المفاصل الادارية والحكومية من اجل تحقيق منافعهم الشخصية وجني الأرباح من وراء عمليات يقصد بها زعزعة الوضع المستقر للعمله العراقية أو القيام بتهريب العملات الصعبة الى الخارج ".
واوضح :" ان هذه ليست المرة الاولى التي يلقى القبض فيها على اشخاص غير عراقيين وبحوزتهم عملة مزورة ، فقد سبق ذلك القاء القبض على مجموعة ايرانية اخرى في محافظة السليمانية.
واشار مدير كمارك المنطقة الرابعة في البصرة العميد خلف البدران الى انه " تم مؤخرا ضبط عملة عراقية مزورة وقد دخلت من احدى دول الجوار بكميات هائلة الى البصرة ومن مختلف الفئات النقدية ".
وقال :" ان المتهمين أكدوا خلال التحقيقات الأولية معهم انهم دخلوا من احدى دول الجوار وبحوزتهم ملايين من العملة العراقية المزورة ".
واضاف :" ان العملة من فئة العشرة آلاف دينار تم تزويرها بإتقان كبير لا يمكن كشفه من قبل المواطن العادي الا عن طريق جهاز كشف التزوير بينما العملة من فئة الخمسة والعشرين ألف يمكن معرفة التزوير فيها من خلال وجود اللون الازرق فيها لانه واضح جدا وحتى نوعية الورق عادية ".
وتابع :" ان كمية من العملة تم ضخها الى البصرة " مطالبا المواطنين بالتأكد اثناء تعاملاتهم اليومية من مصادر العملة.
يذكر ان شرطة كمارك المنطقة الرابعة تمكنت يوم الثلاثاء الماضي من ضبط كمية كبيرة من العملة المزورة الداخلة للبصرة والقبض على عدد من المشتبه بهم واحالتهم الى التحقيق للبحث عن عصابات اخرى متورطة في ادخال العملة المزورة للبصرة.
وذكر فاضل عباس صاحب محل للصيرفة وسط بغداد :" ان كثيرا من العملة المزورة بدأت تأتي الينا ولولا جهاز كشف العملة المزورة لمرت علينا دون اكتشافها ".
واوضح انه :" لم يكن لدينا قبل سنة جهاز كشف العملة المزورة ، ولكن ولكثرة ما يظهر بين النقود التي لدينا من فئات مزورة ، اضطررنا لوضع الجهاز داخل المحل ".
فيما يقول علي عبد الزهرة الراجحي صاحب محل لبيع المواد الغذائية بالجملة في منطقة جميلة التجارية شرقي بغداد :" ان ظاهرة العملة المزورة منتشرة الى حد كبير وصرنا لا نثق باي نقود نستلمها الا بعد فحصها ".
واشار الى " ان اغلب المحال التجارية بدأت تستعين بجهاز كشف العملة لكون هناك لكثير من الحوادث التي وقعت في جميلة وفي الشورجة كذلك ، اذ ان هناك عصابات متخصصة بذلك ، تأتي وتتبضع بكميات كبيرة من العملة المزورة ".