دعا ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 27 جمادي الثانية 1431هـ الموافق 11-6-2010م أعضاء مجلس النواب الجدد ومع اقتراب موعد انعقاد البرلمان العراقي الموقر أن يكون باكورة ومفتاح أعمالهم منصبا لحل الكثير من المشاكل السياسية العالقة، وطالب الإخوة الأعزاء والفرقاء السياسيين والكيانات السياسية أن يبذلوا قصارى جهدهم من اجل الوصول إلى نتائج تخدم هذا البلد الكريم.
وعن مشكلة البطالة التي يعاني منها البلد بالرغم من وجود طاقات غير مستفاد منها استعرض سماحته وضع الشعب العراقي واحتياجه إلى مشروع أو فكرة أو رؤية أو فائدة شخصية تنعش أبناء البلد وتعطي دخلاً قومياً مادياً بشكل عملي.
وأوضح أن هناك مشاريع معطلة بالرغم من اقرارها وامضائها بيد أننا نفاجأ بعدم مصداقيته حيث الواقع الأرضي هو الذي يصدق حقيقة المشروع وليس الواقع الورقي، وفي هذا المضمار أكد أنه عندنا ملفات كثيرة في كل وزاراتنا وكلها مشاريع .. بعض المشاريع لعله انتهت لا أقول انتهت تنفيذاً وإنما انصرف الذهن عنها أصلا، وتبين أن المشروع لا يمكن تطبيقه إما لان تخطيطه غير جيد أو لان الشركات لم تأت أو لان الميزانية لم تُرصد!!! لكن النتيجة قد تحسب هذه المشاريع الورقية من انجازات هذه الوزارة أو تلك الوزارة!! والنتيجة أن أعدادا كبيرة من البطالة من شبابنا وكوادرنا فيها طاقات وفيها روح وثابة للخدمة لكنها تطرق أبواب كثيرة دون أن يسمعها أحد ولا توجد مصداقية في الأفق لحل هذه المشكلة.
وقال سماحة السيد الصافي: إن الدرجات الوظيفية لا تتناسب مع أعداد ونوعية الكوادر، وبعض الدرجات الوظيفية لا تشتمل على الكثير من إخواننا وزملائنا وأبنائنا بالرغم من ان الكثير منهم قد أكمل الجامعة أو الاختصاص الفلاني...
وأضاف إن إبقاء الطاقات معطلة غير صحيح، فالبلد يدار إذا توفرت فيه مشاريع تتناسب مع المشاكل التي تواجهه، وبعض المشاكل لا نجد لها حلاٌ ومثال على ذلك قضية الكهرباء، نعم أنا اقر أن هناك مشاكل ولكن اقر في الوقت نفسه أن هناك إمكانية حل .. فلا توجد مشكلة ليس لها حل، وبدأ المواطن إزاء هذه المشاكل يتندر ويصاب باليأس والقنوط وبدأ يشعر أن هناك بعض الضروريات لا يمكن أن يحصل عليها !! لماذا وصل المواطن إلى تلك الحالة؟!! وتساءل سماحته هل أن العراق بلد يختلف عن البلدان من هذه الجهة ؟!! كيف نرى أن العالم يحل مشاكله وقد يواجه ظروفا أسوأ من ظروف العراق؟!
وتحدث سماحته قائلا: أتكلم إليكم بكل شفافية وموضوعية ومع كل الجهات التي أخذت على نفسها عهداً أن تخدم الشعب العراقي .. أرجو إن هذه المسائل لا تكون مسيسة وان تصب في خدمة الناس بشكل مباشر وأن تتحول الأفكار الجيدة والأطروحات الممتازة إلى واقع حال تصب في خدمة المواطن لا أن توضع على الرف.
وعن الحلول الناجعة لحل هذه المشاكل قال السيد عنها أنها موجودة ولكنها بحاجة إلى همّة عامة من جميع من يعنيه أمر الخدمة، للنهوض بالواقع الخدمي في مجال الكهرباء والماء والسكن وفي كل ما يمس خدمة المواطن، وتمنى على الوضع الجديد الذي يمر به البلد أن تكون الخدمات فيه شعار مقرون بالعمل وليس شعاراً لوحده، بل دعا السياسيين إلى العمل الدؤوب بقوله: اعملوا بلا شعار إلى أن تنجز المشاريع ومن ثم اعلنوا عنها حتى تكون مفاجأة سارة للناس والناس تستشعر الخدمة بشكل صحيح بعيداً عن الإعلام وتوابعه.
وفي سياق آخر تطرق سماحة السيد أحمد الصافي على مسألة بالغة الأهمية ألا وهي تشجير مدينة كربلاء بما له من الأثر النفسي الجميل على المواطن والزائر لمدينة الإمام الحسين عليه السلام بقوله: حقيقة عندنا مشروع وهو يحتاج إلى تضافر جميع الإخوة الأعزاء وهذا المشروع هو عبارة عن تشجير المدينة القديمة، وإن الكثير من الأمور يمكن إيجادها بمشاركة جماعية أو همّة جماعية، فالأرض تحتاج إلى من يمدّ يده إليها، والمدن كلما كانت خضراء كلما أثرت على طبيعة المدينة وساكنيها.
وتابع سماحته في ختام خطبته الثانية: حقيقة مشروعنا هو زرع المدينة القديمة بمجموعة من الأشجار على الأرصفة وبين الشوارع الرئيسية شيئاً فشيئاً سوف ننتقل إلى مساحة جغرافية اكبر .. لكن هذا المشروع يحتاج إلى مساعدة صاحب المحل والى مساعدة صاحب البيت والكشك والجهات الرسمية وغير الرسمية .. حتى نجعل المدينة خضراء وفيها حالة من البهجة .. فالمسألة لا تحتاج إلى جهد بقدر ما تحتاج إلى تعاون، وفي النهاية وجه كلامه إلى الجميع بقوله: رجائي من الإخوة أن يساعدونا كثيراً في هذا الموضوع حيث أنه يعود بالنفع إلى المدينة والى جميع الزائرين الذين يفدون إليها وهم يشاهدون مدينة جميلة نظيفة خضراء تناسب ما لها من مكانة قدسية في نفوس المسلمين.
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha