كشف أمير الكناني، الامين العام لكتلة "الاحرار"، التي تمثل التيار الصدري تقديم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "إعتذاره عن اخطاء الماضي التي ارتكبها ضدنا، ومطالبته لتجاوز الاخطاء المشتركة في ما بيننا خلال المرحلة المقبلة، في محاولة منه لكسب ود الصدريين والحصول على دعمهم لتولي منصب رئاسة الحكومة لولاية ثانية".
وقال الكناني، وهو رجل قانون ساهم بدرجة كبيرة في تنظيم صفوف الصدريين في الانتخابات الاخيرة، في مقابلة مع "نقاش" في مقر الهيئة السياسية للكتلة الصدرية في بغداد، "طلبنا من المالكي صراحة التنحي وسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة على اعتبار ان المسلم لا يلدغ من جحر مرتين... المالكي ضحك على الشعب العراقي وعلى الصدريين مرة، ولا نسمح له بان يضحك علينا مرة اخرى، حتى لا يقولوا ضحك المالكي على الصدريين مرتين".
وبماذا ضحك عليهم المالكي؟ رد: "تعهد تقديم الخدمات وتعهد معالجة الملف الامني والازمات التي تواجه البلاد، ويكون عادلا مع الكل وموضوعيا لا يحابي جهة على حساب اخرى، لكن كل هذه لم يفعلها المالكي".
واوضح الكناني الذي فاز في الانتخابات وحصل على مقعد نيابي في البرلمان الجديد، ان "اللقاءات والزيارات التي جمعت بين اعضاء الهيئة السياسية لكتلة الاحرار من جهة، والمالكي وقيادات بارزة في ائتلافه، كان هدفها اذابة الجليد وفتح صفحة جديدة معنا، وكذلك من اجل ترطيب الاجواء بين كتلتنا وحزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه".
يذكر ان المالكي شن قبل عامين تقريبا حملة عسكرية كبيرة ضد من وصفهم في حينها بـ"الخارجين على القانون" الذين كانوا يبسطون نفوذهم في محافظات الجنوب والوسط، وبعض مناطق بغداد التي تعتبر معاقل رئيسية للقواعد الشعبية للصدريين، ما دفع بأعضاء الكتلة الصدرية في البرلمان السابق بتوجيه انتقادات لاذعة لتلك الحملة وسحب وزرائهم من الحكومة.
واضاف الكناني: "المالكي علل هجمته الظالمة ضدنا نتيجة البعد وانقطاع الاتصالات مع الصدريين بعد خروجنا من الحكومة، وقدم اعتذاره عن اخطاء الماضي التي ارتكبها ضدنا، كما دعا لتجاوز الاخطاء المشتركة فيما بيننا خلال المرحلة المقبلة"، مشيرا الى ان "توجهات المالكي ومساعيه لاسترضائنا لم تسفر عن اي نتيجة تذكر".
واكد ان"اعضاء كتلة الاحرار لا يزالون يرفضون المالكي كشخص لتولي رئاسة الوزراء المقبلة، ومسألة توليه ادارة الدولة العراقية مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا".
وعن سبب رفض الكتلة الصدرية لاعادة تسمية المالكي رئيسا للحكومة المقبلة، اوضح الكناني: "الاسباب كثيرة لرفضنا له، وليس ضربه للقواعد الشعبية للتيار الصدري فقط، بل فشله في معالجة الكثير من الامور والقضايا منها الملف الامني حيث كانت معالجته لهذا الملف خاطئة جدا، رغم الموازنة المصروفة على هذا الملف التي فاقت موازنات دول عددة". واضاف: "كذلك فشله في معالجة الملف الخدمي الذي يكون في بعض الاحيان متعمدا، فأزمة الكهرباء لاتزال قائمة وتتفاقم من وقت الى اخر، رغم الاموال الطائلة المصروفة لهذا القطاع سيما وان وزير الكهرباء ينتمي لحزب الدعوة الذي يتراسه المالكي".
وأكد ان كتلته "قدمت الى رئيس الحكومة المنتهية ولايته في شكل مباشر تقارير ووثائق تؤكد له ان الكثير من القرارات الصادرة من مدير مكتبه الذي يوقع بالنيابة عن رئيس الوزراء كانت توقع بمقابل مبالغ مالية وعلاقات شخصية وتم اخباره في شكل مباشر بهذا الامر"، مؤكدا ان "اعضاء الكتلة الصدرية اثبتوا للمالكي ارتكابه للاخطاء، وان حاشيته فاسدة بالنص".
ووصف الكناني، كما هو الحال مع بعض اعضاء كتلته وكتل سياسية اخر، المالكي بـ"الديكتاتور"، قائلا: "من وجهة نظري الشخصية فانه ديكتاتور، ولولا الوضع الداخلي والاقليمي الذي لا يؤهله لممارسة سلطات مخالفة للدستور التي عادة ما يمارسها الحكام الشموليين، لاصبح المالكي ديكتاتورا بامتياز، اذا ما توفرت الاجواء والارضية المناسبة لذلك".
واشار الى أن "ارادة الهية تدخلت لجعل التيارالصدري يكون لها ثقل في تشكيل الحكومة"، مؤكدا ان "عملية تشكيل الحكومة الجديدة بحاجة الى عدة مقومات يجب مراعاتها، في مقدمته أن تحظى بقبول داخلي، فضلاً عن رضى الدول المجاورة".
https://telegram.me/buratha