باتت الصين قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مرتبة اللاعب الدولي المهيمن على قطاع النفط في العراق، وأصبحت بالتالي واحدة من أكبر المستفيدين اقتصاديا من حرب العراق عام 2003. وقد تمكنت الشركات الصينية خلال الأعوام القليلة الماضية من الفوز بخمسة عقود ضخمة للتنقيب على النفط في العراق، وبدأت عملياتها فعليا غير آبهة بالمخاطر الأمنية وعدم الاستقرار السياسي في البلاد. ويتعاون المهندسون والعمال الصينيون في شركة الواحة للنفط مع نظرائهم العراقيين على حفر الآبار وتعبيد الطرق وبناء البنية التحتية، ويقول كبير المهندسين في موقع الأحدب أحمد الزنكي:
"لقد انتهينا من حفر خمسة آبار ونحن في طور حفر ثلاثة آخرين والشهر القادم ستكون لدينا ثلاث منصات للحفر وربما أكثر ومع حلول نهاية العام ستكون لدينا عشر منصات". وعلى الرغم من أن العلاقة بين شركة النفط الوطنية الصينية والحكومة العراقية تسير على ما يرام، فإن وجود شركة أجنبية ذات موارد كبيرة تحفر بحثا عن النفط في المناطق الريفية الفقيرة في محافظة واسط جنوب شرق بغداد أثار موجة من الاستياء هناك. ومنعا لوقوع الأسوأ تحركت السلطات العراقية بسرعة وأجرت اتصالات مع زعماء القبائل في المنطقة بهدف تهدئة التوترات. وتأتي هذه التوترات في فترة صعبة بالنسبة إلى صناعة النفط العراقية، والتي تصارع من أجل الوصول إلى مستويات الإنتاج في فترة ما قبل الحرب، وتستعد لعرض عشرة حقول نفط للمناقصات أمام شركات عالمية في الخريف المقبل بعد أن نتج عن أول جولة من المناقصات على حقول نفط وغاز أخرى في الصيف الحالي توقيع عقد واحد فقط.
https://telegram.me/buratha