أكد السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون، أن المجتمع الدولي بحاجة الى عراق قوي يحقق استقرار المنطقة ويعيد اليها التوازن الاقليمي، معلناً دعم بلاده للتجربة الديمقراطية في العراق ومساعدته في الخروج من العقوبات الدولية التي فرضت عليه في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكشف بوالون في لقاء خاص مع “الصباح”، عن وصول سفينة حربية فرنسية الى موانئ البصرة يوم غد الثلاثاء، في خطوة تهدف الى تعزيز الثقة المتبادلة بين بغداد وباريس، وتعبيرا عن الدعم الفرنسي للعراق في شتى المجالات ومساعدته في بناء البلد.
وبين أن إرسال هذه السفينة يعد من الممارسات والأعراف المتداولة بين الدول المتحالفة، معربا عن استعداد بلاده وعزمها على الوقوف الى جانب العراق لحين استعادة مكانته الاقليمية والدولية.
وقال ان “الشعب العراقي يواجه عقوبات مزدوجة أولها مخلفات النظام الدكتاتوري السابق، والأخرى هي العقوبات الدولية التي فرضت عليه في أعقاب حرب الخليج الثانية”، لكنه أكد انه “لا يمكن للعراق أن يدفع ثمن أخطاء نظام صدام الى ما لا نهاية”.وأكد السفير الفرنسي، متحدثا باللغة العربية، أن لدى باريس رؤية واضحة في التعامل مع العقوبات الدولية المفروضة على العراق، معتبراً أن “العراق لم يعد يشكل تهديدا لأمن المنطقة”، بيد أنه شدد على أن “على العراق لعب دور حاسم في استقرار المنطقة وتحقيق التوازن الاقليمي”.
وقال ان المحور الأساس في سياسة باريس بهذا الشأن يتركز على اعادة الثقة بين العراق ومحيطه، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي.
وبشأن اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء نوري المالكي قبل أيام، أوضح ان المقابلة تناولت مجمل الاوضاع والعلاقات الثنائية، اضافة الى بحث مشروع ستراتيجي ستنفذه شركات فرنسية لإنشاء محطة كهرباء عملاقة في البصرة لتغطية احتياجات المحافظات الجنوبية من الطاقة.
وأكد سعي فرنسا الى رفع حجم التبادل التجاري مع العراق، مشيرا الى أن المناخ بات مهيئا لتنفيذ خريطة طريق تم تحديدها خلال العام الماضي لبدء صفحة جديدة من العلاقات بين العراق وفرنسا.
وكشف عن أن شركة توتال الفرنسية التي فازت في دورة التراخيص النفطية، سوف تستثمر نحو ثلاثة مليارات دولار لتطوير حقل (حلفاية) خلال السنوات القليلة المقبلة.وقال: إن “فرنسا متفائلة بالمستقبل السياسي للعراق.. وتثق بالقادة العراقيين وقدرتهم على تشكيل حكومة وطنية قادرة على إدارة البلاد”، معتبرا الانتخابات التي جرت في السابع من اذار بأنها أدت الى “مرحلة جديدة على طريق ترسيخ الديمقراطية”، مضيفا “أشيد بشجاعة الناخب العراقي وارادته القوية في تجاوز الاعتبارات الطائفية والمذهبية”، عادا الاختناقات التي ترافق العملية السياسية بأنها “مسألة طبيعية” في وضع كالعراق انتقل حديثا الى النظام الديمقراطي. وقال: ان فرنسا مرت بذات التجربة، وكذلك أميركا قبل ان تصل الى مرحلة الاستقرار السياسي
https://telegram.me/buratha