أكد مستشار الأمن الوطني العراقي وكالة صفاء الشيخ أن الحكومة العراقية الجديدة ستنهي تواجد منظمة خلق الارهابية لأن دورها كان سلبيا في العراق سابقاً وحاليا، مبينا أن موقف الغرب من قضية المنظمة متناقض تماما، في حين دعت القوات الأمريكية الحكومة إلى التعامل بإنسانية مع أعضاء المنظمة، متهمة القوات العراقية بالتعامل مع عناصر المنظمة "بخشونة".
وقال الشيخ في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن هناك "عددا من الملفات الهامة التي تتطلب معالجة من قبل الحكومة الجديدة، وأبرزها ملف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة"، لافتا إلى أن "على الحكومة العراقية الجديدة إنهاء تواجدها نظرا لدورها السلبي في العراق سابقاً وحاليا".
وأوضح مستشار الأمن الوطني أن المنظمة "قامت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بتزويد نائب أوروبي بمعلومات مغلوطة عن وجود تزوير بالانتخابات العراقية، وبعد تتبعنا لمصدر تلك الأخبار علمنا بأنها جاءت منها".
وتابع الشيخ قائلا إن "منظمة خلق الإيرانية تعمل في العراق تحت ستار عدد من المنظمات الوهمية التي تتخذها كواجهة لتأدية دور سلبي في الوضع العراقي كالتحريض ضد الأحزاب والحكومة"، مبيناً أن "لدى بغداد أسماء تلك المنظمات الوهمية التي تتخذها المنظمة كواجهات"، حسب قوله.
وأعرب مستشار الأمن الوطني عن أسفه لعدم تعاون الدول الأوروبية والولايات المتحدة مع العراق في هذا المجال، مؤكدا أن "الدول التي تهتم بموضوع منظمة خلق رفضت استقبال أي من نزلاء المنظمة على أراضيها بصفة لاجئين لأنها مصنفة في خانة الإرهاب، في الوقت نفسه الذي تطالب العراق بالإبقاء على أعضائها لديه لدوافع إنسانية، وهو انفصام وازدواجية في التعامل مع الموضوع"، وفقا لتعبيره.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قام أواخر كانون الثاني من العام الماضي 2009 بشطب منظمة مجاهدي خلق من لائحة المنظمات الإرهابية ودانت الحكومة الإيرانية بشدة هذا القرار، وتحاول الحكومة العراقية منذ مدة طويلة إغلاق معسكر أشرف في قضاء الخالص بديالى (55 كلم شمال شرق بغداد) والذي تتخذه المنظمة مقرا لها، والتوصل إلى حل للمقيمين بداخله إما بترحيلهم إلى إيران أو عبر نقلهم إلى أماكن في عمق الصحراء أو إلى بلد ثالث لكن الأمور بقيت على حالها.
ولفت مستشار الأمن الوطني العراقي إلى أن "الدور السلبي الذي تلعبه منظمة خلق في الشأن العراقي، تم إيقافه بشكل كبير بعد قيام القوات الأمنية العراقية بالسيطرة على معسكر أشرف"، مشيراً إلى "مشاركة المنظمة في السابق بعمليات قمع الشعب العراقي في زمن النظام السابق".
وكان نظام صدام حسين يقدم للمنظمة الكثير من الدعم المالي والعسكري والسياسي، وبالذات خلال فترة الحرب العراقية- الإيرانية.
ولم يستبعد المستشار صفاء الشيخ ان تكون المنظمة "ضالعة في تقديم الدعم لبعض الجهات السياسية وغيرها للتحريض ضد الحكومة الحالية"، ولفت إلى أن المستشار السابق للأمن القومي موفق الربيعي كان قد كشف معلومات في 2008 ذكر فيها أن سياسيين عراقيين قبضوا أموالاً من المنظمة الإيرانية، وبهذا الخصوص عقب بالقول "لدينا ثقة كاملة بما أدلى به الربيعي وهي معلومات أكيدة".
وتوقع مستشار الأمن الوطني، وهو شغل منصب نائب المستشار السابق منذ 2004، أن يؤثر إنهاء تواجد منظمة خلق الإيرانية في العراق "إيجاباً على العلاقات العراقية الإيرانية"، مستدركاً بالقول أن العراق "غير مستعد للمساومة على تواجدهم في الأراضي العراقية، وسيظل ملتزماً بمواثيق حقوق الإنسان في اتخاذ أي إجراءات ضد المنظمة".
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات الأمريكية الجنرال ستيفن لانزا، في حديث لـ"السومرية نيوز" إن قوات بلاده "بدأت بإغلاق القاعدة العسكرية القريبة من معسكر اشرف الذي تتخذه منظمة مجاهدي خلق مقرا لها في منطقة العظيم بمحافظة ديالى".
وأضاف لانزا أن "الحكومة العراقية وإدارة الجيش الأمريكية ستعقدان اجتماعا خاصا خلال الفترة المقبلة مع منظمة مجاهدي خلق لتقديم عرض على عناصر منظمة خلق لإيوائهم في دول أوربية"، مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية مطالبة بأن تتعامل مع البقية بإنسانية".
وأكد لانزا أن "قوات الأمن العراقية تفرض سيطرتها بالكامل على معسكر اشرف الذي يضم 3400 من عناصر المنظمة بعد تسلمها المسؤولية الأمنية من القوات الأمريكية، إلا أنها تتعامل معهم بخشونة"، مشددا على "ضرورة حسم ملف معسكر اشرف بصورة سلمية بعيدا عن إثارة المشاكل مع الحكومة العراقية".
https://telegram.me/buratha