عرضت شرطة محافظة البصرة، مساء اليوم الجمعة، اعترافات لسبعة معتقلين قالوا إنهم نفذوا التفجيرات التي وقعت في مناطق متفرقة من البصرة في أيار الماضي، فيما أعلنت شرطة البصرة أن المعتقلين اعترفوا بانتمائهم إلى تنظيم مسلح مرتبط بتنظيم القاعدة يدعى "جيش التوحيد"، وكانوا يعتزمون تفجير سبع سيارات مفخخة، لكن ثلاث منها فقط انفجرت، كما أعلنت الشرطة أنها تمكنت مؤخرا من اعتقال زعيم القاعدة في البصرة، إضافة إلى عدد من معاونيه. وقال قائد شرطة البصرة اللواء عادل دحام، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر قيادة شرطة المحافظة، إن "المعتقلين السبعة ينتمون إلى جيش التوحيد المرتبط بتنظيم القاعدة ومركز نشاطهم في العاصمة بغداد، وجاءت اعترافاتهم متطابقة مع أدلة الشرطة وإجراءات كشف الدلالة".وأوضح اللواء دحام أن "خطة المعتقلين السبعة كانت تقضي بتفجير سبع سيارات مفخخة، لكنهم لم يتمكنوا سوى من تفجير ثلاث منها، فيما تم ضبط السيارات الأربع الأخرى داخل مزرعة تقع في قضاء الزبير". وأضاف قائد الشرطة أن "التحقيقات أكدت أن المعتقلين السبعة وصلوا إلى البصرة في اليوم نفسه الذي نفذوا فيه هجماتهم، وكانوا ينوون العودة إلى بغداد في اليوم نفسه بواسطة القطار"، لافتا إلى أن "السيارات التي استخدمها منفذو التفجيرات دخلت إلى البصرة قادمة من محافظة أخرى وتم تفخيخها بكميات كبيرة من مادة C4 بالقرب من أماكن تفجيرها".وتابع اللواء دحام ان المعتقلين السبعة "اعترفوا أيضاً بتفجير جامع في شارع حيفا ببغداد، في العام 2007، فضلاً عن قتل عدد من المواطنين بدوافع طائفية"، مشددا على أن "قوات الشرطة في طور ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في البصرة من أجل تطهيرها من التنظيم الإرهابي". وأكد أن الأجهزة الأمنية في المحافظة "تمكنت قبل شهرين من إلقاء القبض على المدعو محمد سلمان علي عيدان وهو زعيم تنظيم القاعدة في البصرة، إضافة إلى عدد من معاونيه ومنهم ضياء غازي شاكر". من جهته اعترف المعتقل المدعو عدي علي معيوف، احد اعضاء المجموعة، في المؤتمر الصحافي، بأنه قام "بتفجير إحدى السيارات الثلاث في منطقة خمسة ميل"، مؤكدا أن "الخطة كانت تقضي بان نعود إلى بغداد في نفس اليوم الذي نفذنا فيه التفجيرات ولكن إجراءات حظر التجوال حالت دون عودتنا".وأضاف أن "الشخص الذي تولى استضافتنا في منزله وشارك معنا في تنفيذ الهجمات يعمل معلماً في مدرسة ابتدائية تقع في قضاء شط العرب"، لافتا إلى أن "التنظيم كان يخطط لتنفيذ تفجيرات في البصرة منذ ستة أشهر". وأوضح معيوف أن "الهدف من تفجير السيارات المفخخة هو زعزعة الوضع الأمني وإرباك الوضع السياسي"، مستدركا أن المعتقلين السبعة "لم يتخذوا قرار شن الهجمات وإنما نفذوا أوامر صدرت من قيادة التنظيم". ولفت المعتقل معيوف إلى انه كان من سكنة البصرة التي ولد فيها عام 1978، لكنه انتقل قبل تسع سنوات للسكن في جانب الكرخ من بغداد. وشهدت البصرة في العاشر من شهر أيار الماضي، تصعيداً أمنياً غير مسبوق منذ سنوات وتمثل بوقوع ثلاث هجمات بسيارات مفخخة، إذ انفجرت الأولى في سوق شعبية في منطقة البصرة القديمة فيما انفجرت الثانية بالقرب من سوق شعبي آخر في منطقة خمسة ميل، أما الانفجار الأخير فقد وقع في منطقة المعقل القريبة من منطقة خمسة ميل وأسفرت تلك الهجمات في حصيلة نهائية عن استشهاد 26 مدنياً وإصابة 225 بجروح.
ودفعت تلك الهجمات الحكومة المحلية إلى إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام، فيما أعلنت القوات الأمنية عن شروعها بتنفيذ خطة أمنية جديدة تقوم على تكثيف وتطوير الجهد الإستخباري وإحكام السيطرة الأمنية على المنافذ البرية للمحافظة وتفتيش المركبات القادمة والمغادرة بدقة.
https://telegram.me/buratha