بعد جهود استثنائية وكبيرة قامت بها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من خلال تنظيم وادارة اهم واكبر استحقاق انتخابي وهو انتخاب مجلس النواب العراقي لعام (2010) حيث صادقت المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات لجميع محافظات العراق وبهذه المناسبة العظيمة يتقدم مجلس المفوضين بالتهنئة الحارة للشعب العراقي عموما والناخبين خصوصا والذين اظهروا شجاعة عالية في تحدي الارهاب وقوى الظلام وخرجوا في يوم بنفسجي سيُسجله تاريخ العراق الحديث باحرف من نور كونه يمثل تحديا جديدا يضاف الى التحديات الكبرى التي واجهها هذا الشعب فضلا عن كونه البذرة الحقيقية التي ستنموا لتحقق ارادته في الحرية وبناء الدولة الحديثة المستندة على ركائز النهج الديمقراطي التعددي .
كما يتقدم المجلس بالتهنئة والشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاح هذا الحدث الكبير من القوى السياسية التي شاركت في الانتخابات بعد ان آمنت بالقضية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وكانت عاملا مهما في اقرار قانون الانتخابات ووضعه حيز التنفيذ ، والى القوى الامنية التي كان وقوفها الى جانب المفوضية في حماية أمن الانتخابات وأمن الناخب عاملا مهما في النجاح المتحقق وتحديدا اللجنة الامنية العليا للانتخابات والجهات الساندة لها
ويتقدم المجلس بالتهنئة والتقدير الى الامم المتحدة والفريق الدولي الذي واكب عمل المفوضية من خلال مجموعة الخبراء الذين قدموا الدعم والمشورة لملاكها الاداري والفني ، وكذلك الى فرق المراقبة الدولية من الاتحاد الاوروبي وفريق الجامعة العربية الذين تواجدوا طيلة فترة الانتخابات واعادة عملية العد والفرز ‘ والكثير من دول العالم الذين شاركوا في عملية المراقبة من خلال ارسال ممثلين عنهم ، ولابد ان نشيد بالدور الكبير الذي قامت به منظمات المراقبة المحلية التي اثبت موظفيها خبرتهم في هذا الجانب ، واصبحت محط انظار العالم حيث قدمت تقارير غاية في الروعة والمهنية والحرفية . اما الاعلام فقد كان له الدور الكبير والحيوي باعتباره شريكا مهما وحيويا في بناء البلد ولابد ان نشيد بهذا الدور الكبير ونبارك ونهنيء كل من بذل جهدا اعلاميا متميزا ، ونذكر باعتزاز كبير موظفي المفوضية الذين عملوا ليل نهار وجُل اهتمامهم انصًب على انجاح العملية الانتخابية ليُضاف هذا النجاح لرصيدهم المهني وكذلك موظفي مراكز التسجيل ومحطات الاقتراع الذين كانوا سندا قويا وأدوا واجبهم على اكمل وجه .
المفوضية تُدرك جيدا ان المهمة التي أوكلت لها ليست سهلة وهي بحق تحدٍ كبير وطريق وعر ولكن ايمانها المطلق بان العراق يستحق ان تُبذل من اجله المزيد من الجهود ومواجهة الصعاب وقد قال الامام علي عليه السلام (( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )) وقد سارت المفوضية بهذا الطريق مستندةً على هذا القول العظيم واتخذت طريق الحق وعملت بنزاهة وشفافية ومصداقية واثبتت ذلك على الرغم من تعرضها لبعض المواقف المحرجة الا انها وضعت مصلحة البلد فوق كل اعتبار وتمسكت بمبدأ الحيادية والشفافية دون ان تضع في اعتبارها ان عملها المهني هو تحدي لاي طرف او جهة وانما هو الالتزام بالقانون وتطبيقه ، وتعزز هذا الاداء والصمود بتقييم كبير من قبل الامم المتحدة والمجتمع الدولي باعتبار الانتخابات الاولى وهي انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات النيابية التي جرت في السابع من آذار الماضي من اروع ماشهدته المنطقة والعالم الثالث ، وقبل هذا التقييم الكبير هو الاشادة العالية من قبل الشعب العراقي لاداء وعمل وجهود المفوضية وهي الشهادة الكبرى التي سيبقى مجلس المفوضين وموظفي المفوضية يحملونها امانة في اعناقهم كونهم أدوا رسالة عظيمة وهي فخر واعتزاز للاجيال القادمة ، ومع كل هذا كان أمل المفوضية بالقوى السياسية ومجلس النواب والحكومة العراقية ان يفتخروا بهذا الانجاز والجهد الكبيرين ولكن مع الاسف فقد جاءت الامور بغير المتوقع وشُنت عليها حملة شعواء في وسائل الاعلام واسهمت تلك الحملة في ازدياد التوتر في الشارع العراقي مع انها لم تكن جزءا من الصراع السياسي بل هي الجهة التنفيذية التي تملك سلاح الاستقلالية والوقوف مع الجميع على مسافة واحدة ، وعملها كان تحت الشمس ، وهي تسعى دائما لان تضع العجلة على السكة الصحيحة لانها جزء اساسي ومهم في هذه المسيرة ، ومع كل هذا فانها وضعت في الاعتبار ان العملية الديمقراطية في العراق هي عملية ناشئة وان التجربة تُعد حديثة مقارنة بالدول الديمقراطية و المرحلة الحالية هي مرحلة تحول ديمقراطي ومازال الكثير لم يدرك اللعبة الديمقراطية بمفهومها السلس واليسير وتحديدا في قضية الانتخابات التي علينا جميعا ان نُدرك بانه ليس هناك خاسرفيها بل هي نجاح للجميع وللعملية الديمقراطية والعراق الجديد ولابد ان يتحمل من يدخل هذا المعترك المسؤولية الكبرى وهي ايصال العراق الى بر الامان وهذا ماانصبً عليه جهد المفوضية .
واليوم تفتخر المفوضية وملاكها بهذا النجاح المتحقق والاشادة الدولية والعربية والمحلية به وخير دليل على ذلك الدعوات الكثيرة التي جاءت الى مجلس المفوضين لحضور ومراقبة الانتخابات في الكثير من دول اوروبا وآسيا وافريقيا وتحديدا الدعوات التي جاءت من المانيا وروسيا والسويد والجامعة العربية التي اشارت في تقاريرها على ان الانتخابات العراقية ستكون مراجع مهمة ستدرس في الجامعات العربية وغيرها من الدول وهذا دليل على ان مفوضية الانتخابات تُعد من المفوضيات التي امتلكت الخبرة في هذا المجال وهذا محط فخر واعتزاز للجميع ،
مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات
بغداد في 4/6/2010 ميلادي
https://telegram.me/buratha