توالت ردود الافعال الغاضبة والمنددة بجرائم الجمعة التي استهدفت المصلين ودور العبادة في أحياء بغداد، كما أبدت دول عدة تضامنها مع الشعب العراقي في التصدي للارهاب واعمال العنف التي تطول المدنيين الابرياء.وطالب المؤتمر الوطني العراقي «باستبدال الأجهزة المستعملة في كشف المتفجرات باجهزة متطورة».وقال بيان للمؤتمر الوطني: «ان زمر الإرهاب شنت يوم الجمعة سلسلة من التفجيرات الإجرامية في مدينة بغداد استهدفت جموع المؤمنين المصلين ودور العبادة التي يذكر فيها اسم الله, وسقط اثر هذه العمليات الإجرامية العشرات بين شهيد وجريح بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بالدور ومحال المواطنين».واضاف البيان: «لقد تزامنت هذه الانفجارات الإرهابية مع انفجارات أخرى حدثت في مدينة الانبار وما تزامن هذه الانفجارات وفي عدة مناطق من البلاد الا دليل على استهداف الإرهابيين لجميع العراقيين ودون تمييز لطرف على آخر».وقال: «إننا في الوقت الذي نستنكر فيه جميع هذه الأعمال الإرهابية, نشيد بالانجازات الأخيرة التي تحققت والتي تمثلت بقتل رؤوس الفتنة والإرهاب في منطقة الثرثار».ودعا المؤتمر الوطني في بيانه السلطات الامنية إلى ان تكون بمستوى المسؤولية والعمل على حماية أرواح وأموال المواطنين, واليقظة الدائمة وعدم التراخي.وكانت سلسلة تفجيرات استهدفت ظهر الجمعة عددا من المساجد والحسينيات في مدن الصدر والحرية والرحمانية والامين خلفت عشرات الشهداء والجرحى. من جانبه، طالب القيادي في الائتلاف الوطني قاسم داود بفتح تحقيق بشان ما نشر عن وقوع اعتداءات من قبل القوات الامنية على المواطنين الغاضبين على التفجيرات التي وقعت في مناطقهم امس الاول.وقال في تصريح نقلته وكالة /نينا/: «ان هناك تقارير تحدثت عن وجود اعتداءات من قبل الاجهزة الامنية على المواطنين عقب التفجيرات وهذه حالة خطيرة تستدعي تشكيل لجنة للتحقيق بالموضوع».واشار داود الى: «ان الظرف الحالي يمثل حالة خطيرة بسبب انتهاء ولاية البرلمان فلو كان البرلمان موجودا لاتخذ موقفا بشان هكذا اعتداءات».ودعا داود الكتل السياسية الى ضرورة الاتفاق و الاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة.كما اكد صدر الدين القبانجي مسؤول المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بالنجف ان التفجيرات التي طالت بغداد والانبار قد تطول اية محافظة اخرى اذا لم تتخذ الاجهزة الامنية احتياطاتها الكاملة، واذا لم تفكر الاجهزة السياسية بطريقة اخرى كذلك التعايش السلمي مع دول الجوار.وقال القبانجي في تصريح اعلامي امس: «نعتقد انه من المهم تقديم قراءة صحيحة للدول المجاورة بشأن الواقع العراقي»، مبينا «ان اطروحة الشراكة الوطنية بدأت تشهد على الواقع لمعانا ومقبولية اكثر، وان الائتلاف الوطني العراقي يؤكد اهمية التسريع في تشكيل الحكومة، وتنضيج الرؤى السياسية والتواصل مع جميع الاطراف».واكد :» ان الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد يساعد على تطاول هؤلاء الارهابيين، وان التمادي في الاعمال الارهابية لا يمكن ان يفت في عضد الشعب العراقي وتصميمه على بناء العراق الجديد، كما ان الكتل السياسية بحاجة الى نخوة وطنية ووجدانية لحلحلة الازمات وفك العقد الموجودة بينها حرصا على الدم العراقي».
من جهته، استنكر الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا عضو الائتلاف الوطني العراقي رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب التفجيرات التي استهدفت المصلين يوم الجمعة في مدينة الصدر وحي الأمين والخالدية في الانبار.وقال الشيخ الملا في بيان اصدره امس: ان الإرهاب يحاول بكل الوسائل والطرق أن يعيد الطائفية إلى العراق من جديد باختيار الضربات النوعية التي تستهدف مكونا عزيزا علينا ونحن بدورنا نحمل القوات الأميركية التي تتعمد إخفاء المعلومات الاستخباراتية عن قواتنا الأمنية».ودعا الشيخ الملا القوات الأمنية لأن تقوم بإجراءات أمنية مكثفة لحماية دور العبادة والمؤمنين، محذرا من ان «زمر الإرهاب عازمة على ضرب المراقد الدينية الكبيرة لأنها تراهن على إثارة الورقة الطائفية».كما دعا الشيخ الملا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة وتنازل السياسيين عن رغباتهم الشخصية وتقديم مصلحة الشعب العراقي على أية مصلحة أخرى.
ووصف عمر الجبوري القيادي في القائمة العراقية سلسلة التفجيرات التي ضربت العاصمة بغداد والانبار بانها محاولة جديدة لاشاعة اجواء التخندق الطائفي الذي طغى على المشهد السياسي عام 2005.وقال الجبوري: «ان خلق هذه الاجواء هو لاستهداف الاجواء الايجابية التي انعكست على مشاعر المواطنين من خلال ايجاد نوع من التفاهمات بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون».واضاف: «هناك قوى محلية واقليمية تدرك ان الاتفاق بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون وايجاد الية للتفاهم على اساس تغليب المصلحة الوطنية العليا هو انهزام لمصالح تلك القوى واطماعها».
كما استنكر التجمع الجمهوري العراقي التفجيرات التي طالت عددا من مناطق بغداد، موضحا في بيان صحفي «ان ما تعرضت له بغداد من تفجيرات طالت مساجد وحسينيات ومناطق اخرى، يؤكد مجددا ان الهدف منها التغطية على النجاح الكبير الذي حققته الاجهزة الامنية بقتل زعماء الشر الارهابيين ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري، بالاضافة الى تفتيت الوحدة الوطنية واثارة الفتنة الطائفية والعودة بالبلاد الى المربع الاول».ودعا التجمع الجمهوري الشعب العراقي الى التمسك بالوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء المخططات الارهابية. كما دعا القوى السياسية الى الاسراع بتشكيل الحكومة، وتفويت الفرصة على الارهابيين باستغلال الفراغ السياسي لان ذلك يؤدي الى تعطيل الاصلاح والتغيير، حسب قوله.
وادانت رئاسة اقليم كردستان سلسلة التفجيرات التي شهدتها بغداد والرمادي.وقال بيان لرئاسة اقليم كردستان نشر على موقع الاتحاد الوطني الكردستاني: «في الوقت الذي يتهيأ فيه العراقيون لاستقبال مرحلة جديدة بعد الانتخابات النيابية العامة التي جرت مؤخرا في البلاد، نرى اليوم توالي وتزايد وتيرة الهجمات الارهابية بغية عرقلة حوارات الاطراف والكيانات السياسية العراقية الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة».واضاف: «ان سلسلة التفجيرات التي حدثت في بغداد والخالدية في محافظة الأنبار التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الابرياء، تدعونا جميعا الى الوقوف صفا واحدا من أجل التصدي للارهابيين ومجابهتم بشدة».واشار الى ان رئاسة إقليم كردستان يؤلمها ما يحدث من تفجيرات في أية بقعة من وطننا العراق، وان ما يحدث اليوم من عمليات ارهابية هدفها النيل من ارادة العراقيين، منوها بان هذه التفجيرات لا تثني من عزيمتهم وسيظلون يدافعون عن حريتهم وحياتهم الجديدة مهما غلت التضحيات.
وعلى الصعيد الدولي، أدانت كل من المانيا وفرنسا وروسيا جرائم الجمعة، واعلنت تضامنها مع الشعب العراقي، وذوي ضحايا الارهاب.وأعرب وزير الخارجية الالماني فيستارفيللي عن تضامنه مع العراقيين ومشاركتهم احزانهم متمنيا في الوقت نفسه الشفاء العاجل للجرحى الذين سقطوا في تفجيرات الجمعة.وأكد فيستارفيللي ان «حلا مستقبليا لمشاكل العراق لا يمكن ان يتحقق الا عبر السلام والديمقراطية»، داعيا القوى السياسية في العراق الى الاستمرار في طريق المصالحة وصولا الى تشكيل حكومة قادرة على الاداء.
بدوره، قال وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير انه «يدين بأقوى العبارات هذه الافعال الارهابية التي ليس لها مبرر أو عذر ويجب ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة».وأضاف الوزير الفرنسي ان حكومته قدمت تعازيها لذوي الضحايا والسلطات العراقية، متعهدا باظهار تضامن فرنسا الكامل مع العراق لمكافحة الارهاب.ووصفت وزارة الخارجية الروسية جرائم الجمعة بالوحشية والدموية، معربة عن «القناعة بان هذه الاعمال تهدف الى اضفاء مزيد من التعقيد على الوضع العراقي».ودعا بيان لوزارة الخارجية الروسية الى ضرورة التصدي بقوة للارهابيين والعمل في الوقت نفسه على اجهاض اهدافهم الرامية الى اثارة الفتن الاثنية والطائفية». واكد البيان اهمية «انجاز الاجراءات القانونية المتعلقة ببلورة العملية الانتخابية وتشكيل حكومة وفاق في اقرب فرصة ممكنة».
https://telegram.me/buratha