اعتصم الطفل علي محمد كاظم، 13سنة، الجمعة، مع أمه عند مدخل القاعدة العسكرية الأمريكية في مطار البصرة الدولي لمطالبة مكتب تعويضات الجيش البريطاني الذي يقع داخل القاعدة بتعويضه أو معالجته إثر تدهور حالته الصحية مؤخراً بفعل دهسه من قبل دبابة بريطانية عام 2004.
وكان الطفل علي نجا من الحادث بـ"أعجوبة"، قد أوفد من قبل منظمة إنسانية عام 2008 على نفقتها لتلقي العلاج في ألمانيا حيث أجريت له عدة عمليات جراحية لكنها لم تسفر عن استعادة ساقه اليسرى التي بترت بفعل الحادث.
وقالت والدة الطفل المصاب جنان خيري حميد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الهدف من اعتصامنا الرمزي هو لمطالبة إدارة مكتب التعويضات التابع للجيش البريطاني بتعويض ابني الذي دهسته دبابة بريطانية عام 2004 عندما كان يلعب مع أقرانه بالقرب من المنزل الذي يقع في منطقة اللطيف"، 15 كم شمال مدينة البصرة.
وتابعت جنان "وها أنا ومنذ سنوات أراجع مكتب التعويضات باستمرار، إلا أنهم ينكرون صلتهم بالحادث ويرفضون حتى التحقيق فيه"، مؤكدة أنها لا تطالب بتعويض مالي كبير وإنما تريد من الحكومة البريطانية "التكفل بعلاج علي لأنها هي المسؤولة عن تدمير حياته عندما دهسته دبابة تحمل العلم البريطاني".
وأوضحت أم علي أن ابنها "نجا من الموت بأعجوبة، وقد تحسنت حالته الصحية كثيراً قبل عامين على إثر قيام منظمة إنسانية بإيفاده إلى ألمانيا لتلقي العلاج على نفقتها"، واستدركت قائلة "لكن حالته الصحية أخذت بالتدهور مجدداً منذ بضعة أشهر بسبب مضاعفات الحادث والعمليات الجراحية التي خضع لها في السنوات السابقة".
واعتبرت والدة الطفل المصاب الذي تمكن بصعوبة من الوصول على عكازيه إلى مدخل القاعدة العسكرية وهو يحمل لافتة خط عليها باللغة الانكليزية "أين حقي؟"، أن ابنها "في وضع صحي حرج وهذا ما أكده الأطباء مؤخراً، وعليه قررت أن اعتصم معه بالقرب من مكتب التعويضات في محاولة يائسة لإقناعهم بتعويضه من خلال التكفل بمعالجته أو تخصيص أموال لهذا الغرض".
وأشارت والدة علي إلى أن "الحادث وقع أثناء اندلاع اشتباكات عنيفة بين جنود بريطانيين ومسلحين مجهولين، وحاول علي حينها الهرب باتجاه المنزل لكن إحدى الدبابات البريطانية دهسته ونجا بأعجوبة"، مبينة أنها راجعت في الفترة السابقة العديد من المؤسسات الحكومية العراقية "لكنها لم تقدم لنا أي مساعدة" بحسب قولها.
وذكرت أم علي أن "الكثير من المحامين العراقيين اعتبروا أن القضية خاسرة لدى استشارتهم بشأنها، وذلك لعدم كفاية الأدلة المتوفرة في ظل عدم اعتراف الجيش البريطاني بمسؤوليته عن الحادث"، لافتة إلى أن "الدبابة التي قطعت ساق أبني ومزقت أحشاءه كانت في حالة اشتباك مسلح وهو ما يسهل على طاقمها التملص من أي عقوبات".
يذكر أن مجلس محافظة البصرة أعلن في الأسبوع الماضي عن قرب قيامه بتشكيل لجنة قانونية للتعامل مع شكاوى ضحايا القوات الأجنبية وبخاصة البريطانية التي تواجد الآلاف من جنودها في المحافظة، نحو 590 كم جنوب بغداد، منذ عام 2003، قبل انسحابهم عام 2007 من معسكراتهم داخل المدينة، وتمركزهم لعدة أشهر في مطار البصرة الدولي، قبل أن تنسحب هذه القوات بشكل كامل عام 2008 لتحل محلها القوات الأمريكية التي تتخذ حالياً من القاعدة التي خلفتها القوات البريطانية مركزاً لقيادة قطاعاتها المنتشرة في تسع محافظات من ضمنها واسط والنجف وكربلاء والمثنى وذي قار.
https://telegram.me/buratha