توقع مسؤول عراقي كبير أن تغلق قريبا الملفات العالقة بين العراق والكويت والتي مضى عليها ما يقرب من عشرين عاما، وتعود إلى حقبة الغزو العراقي للكويت عام 1990 والتداعيات التي حصلت بعد ذلك.
وقال محمد الحاج حمود وكيل وزارة الخارجية العراقية في حديث للجزيرة نت "إن الحكومة العراقية تولي أهمية استثنائية للملفات العالقة بين البلدين الشقيقين، وقد انتهى الجانب العراقي من تجهيز كافة المعلومات والوثائق الخاصة بهذه الملفات استعدادا لبدء المباحثات بين الجانبين". وأوضح أن هناك لجانا متخصصة تبحث كل ملف على حدة، أولاها لجنة ترسيم الحدود، وثانيتها تبحث التعويضات، وثالثتها تناقش الأمور المتعلقة بالمفقودين والأرشيف الأميري. حرص عراقيوشدد حمود على حرص الجانب العراقي على غلق هذه الملفات التي بقيت عالقة بين الدولتين لما يقرب من عقدين من الزمان، معربا عن أمله في أن تتعامل اللجان المتخصصة من الجانب الكويتي بإيجابية للتعاون في إنهاء هذه الملفات. كما طالب بدور للجامعة العربية في تسهيل العمل بين هذه اللجان على طريق تنقية الأجواء بصورة واسعة وعميقة بين العراق والكويت.
ويذكر أن العديد من الملفات لم يتم حسمها بعد حرب الخليج الثانية 1991، وواصل الجانب الكويتي مطالبته بإعادة الأسرى والمفقودين والأرشيف الأميري. وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ارتفعت وتيرة التحرك الكويتي والتقى العديد من المسؤولين العراقيين والكويتيين طيلة السنوات السبع الماضية، إلا أنه لم يتم حسم الملفات العالقة بين البلدين، مع أن العراق لا يزال يواصل دفع تعويضات إلى الجانب الكويتي.
دور الجامعةوعن دور الجامعة العربية في حسم هذه الملفات، قال علي الجارووش نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية للجزيرة نت "إن موضوع ملف المفقودين وموضوع الأرشيف الكويتي تعالجه الأمم المتحدة، وقد شاركت الجامعة العربية في عدة مناسبات في هذا الموضوع، حيث أعاد العراق مجموعة من المفقودات الكويتية بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية".
وأشار إلى أن أكبر مجموعة من المفقودات سلمت إلى الحكومة الكويتية في منطقة صفوان بحضور الجامعة العربية، وقامت الحكومة العراقية بتسليم مجموعات من الأرشيف الكويتي.وأضاف أن السلطات الكويتية اعتبرت هذه الكميات غير كافية، وفعلاً نشرت الخارجية العراقية إعلانات في وسائل الإعلام تحث المواطنين على الإدلاء بمعلوماتهم ومن لديه شيء يتعلق بالممتلكات الكويتية على أن يبادر إلى تسليمه.
وفيما يتعلق بالأسرى والمفقودين الكويتيين يقول الجارووش "كما تعلمون الكويت تقدمت بملف كامل يتضمن 605 أسماء، ثم عادت وصححت هذا الرقم إلى 597 بعد تسوية عدد من ملفات المفقودين".وأكد الجارووش أنه قد تم العثور على أكثر من 300 رفات لمفقودين، وتم تثبيت أسمائهم بعد التأكد من قبل السلطات الكويتية منهم حيث تم إجراء فحص الحمض النووي، وتم غلق ملفاتهم، وبقي أقل من 300 مفقود لا يزال البحث جاريا عنهم.
مناشدةوأوضح أن الأمين العام للجامعة عمرو موسى بعث برسالة إلى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ناشده فيها تسهيل مهمة البحث عن البقية لإغلاق هذا الملف الإنساني، "وعلى حد علمي أنه لم يتم التوصل إلى أماكن وجود رفات العدد المتبقي للمفقودين الكويتيين".
وأكد الجارووش أن المسؤولين في الحكومة العراقية قدموا كافة التسهيلات لإنهاء هذه الملفات. وأبدى استعداد الجامعة العربية "لبذل أي جهد يطلبه الإخوة في العراق والكويت لإنهاء وحسم هذه الملفات، لا سيما أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين البلدين".
وكان علي العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي قد أكد في تصريحات صحفية، أن الجانب العراقي قد انتهى من جميع الإجراءات الخاصة بالملفات مع الكويت كالتعويضات والمفقودين الكويتيين والديون المترتبة على العراق والأرشيف الأميري وترسيم الحدود.
وأشار العلاق إلى أن لجنة ترسيم الحدود التي تشكلت منذ مدة ليست بالقليلة ما زالت تصطدم ببعض المعوقات الفنية عند عملها على الأرض. أما السفير العراقي لدى الأمم المتحدة حامد البياتي فقد طالب بخفض تعويضات الكويت أو إعفاء العراق منها.
https://telegram.me/buratha