اشار سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، الى ان الائتلاف الوطني العراقي يمتلك علاقات طيبة مع جميع الأطراف والقوى السياسية المتنافسة في الساحة العراقية ،
وان البرنامج المقدم من قبله يحظى اليوم بثقة كبيرة بين المواطنين ، كما اشار الى وجود مؤشرات عديدة تؤكد تقدم الائتلاف غيره من القوائم في كسب تاييد الناخب العراقي ، واضاف : نظرتنا الى الشارع وطبيعة التقبل والتجاوب الواسع ، وحول الحملة الانتخابية ، قال سماحته : شعاراتنا هي عدم الدخول والخوض في الصراعات الجانبية ونعمل للتركيز على برامجنا ونقاط القوة فيها ونعرف بأن منافسينا اليوم هم شركائنا وحلفائنا في الغد ، جاء ذلك خلال الحوار التلفزيوني الذي اجرته مع سماحته قناة BBC العربي عصر الخميس 4/3/2010 في مكتبه الخاص ببغداد ، كما تناول اللقاء محاور اخرى هامة ، وفي ما يلي نص الحوار :
المراسل / ماذا عن المحاصصة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الذي نرفضه بشدة هو المحاصصة السياسية التي فرضت لاعتبارات عديدة في المرحلة السابقة الاّ أننا نشدد على أهمية المشاركة السياسية لجميع المكونات العراقية وحضورهم بشكل مؤثر لإدارة البلاد في المرحلة المقبلة .
المراسل / هل الائتلاف الوطني العراقي قريب من ائتلاف دولة القانون أم من التحالف الكردستاني أم الكتل السياسية الأخرى ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الائتلاف الوطني العراقي يمتلك علاقات طيبة مع جميع الأطراف والقوى السياسية المتنافسة في الساحة العراقية والأساس في تحالفنا هو البرنامج الذي نقدمه للناخب العراقي والذي يحظى اليوم بثقة كبيرة بين المواطنين وعلى خلفية هذا البرنامج والأطراف ا/لتي ستعلن التزامها وتفعيلها لهذا البرنامج ومساعدتها للأئتلاف في تنفيذه يمكن ان يكونوا شركاء او حلفاء في المرحلة المقبلة .
المراسل / هل يمكن ان تدعمون السيد المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان هذا الموضوع يرتبط بطبيعة التوازنات والمعطيات الانتخابية في المرحلة المقبلة لما بعد الانتخابات ولا ندري كيف ستكون طبيعة الخارطة السياسية ، مانراه اليوم وما يتأكد لدينا هو ان الائتلاف الوطني العراقي يتقدم على شركاؤه ومنافسيه في العملية الانتخابية وبالتالي سيجلس الفائزون من الائتلاف والقوى السياسية ويتخذون القرار بهذا الشأن .
المراسل / ماهي مؤشرات تقدم الائتلاف الوطني العراقي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هناك مؤشرات عدة جزء منها يرتبط باستطلاعات الرأي لمؤسسات غير مسيسة والتي تشير الى مثل هذا التقدم والجزء الآخر والمهم أيضاً نظرتنا الى الشارع وطبيعة التقبل والتجاوب الواسع ومن ينزل الى الشارع ويجوب المحافظات سيشعر بالشعبية الواسعة والإقبال على قائمة الائتلاف الوطني العراقي ورجاله .
المراسل / في انتخابات مجالس المحافظات الائتلاف لم يحقق ذلك التقدم المنشود ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / إذا أردنا ان ننظر الى مقاييس مجالس المحافظات حينما كان البعض من السياسيين يعيشون أفضل ظروفهم ، فيما عاشت قوى الائتلاف الوطني أصعب الظروف في تلك المرحلة ومع ذلك فان قوى الائتلاف مجتمعة تقدمت على قائمة الأخوة في ائتلاف دولة القانون بفارق كبير بتلك الانتخابات ولو جمعنا الأصوات التي حاز عليها كل أطراف الائتلاف الوطني العراقي اليوم نجدها متقدمة على ما حازت عليه قائمة ائتلاف دولة القانون ، فما بالك بالاجرءات الكثيرة التصحيحية والتطويرية التي قامت بها قوى الائتلاف الوطني في السنة المنصرمة مما سيجعل حضور الائتلاف الوطني أكثر مما كان عليه في الانتخابات السابقة .
المراسل / هل قدمتم دعماً للدكتور أياد علاوي رئيس القائمة العراقية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لم نقدم دعما لأي شخصية في هذه المرحلة ونحن عاكفون على توضيح برنامجنا الانتخابي ، وبعد الانتخابات لكل حادث حديث .
المراسل / هل تقبلون بمبدأ التحالف مع دولة قوية كإيران ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لسنا في وارد الدخول في لعبة المحاور الإقليمية نحن للجميع ومع الجميع وبما ينسجم مع مصالحنا الوطنية لذلك نبحث عن أصدقاء في المنطقة والعالم ونحن جادين في بناء علاقات طيبة مع جميع جيراننا من دول المنطقة والعالم بما يعزز المصلحة الوطنية العراقية ، كذلك فالمعيار الذي ننفتح عليه ونجمع عليه في العلاقة هو المصلحة الوطنية العراقية وهي بالتأكيد تدفعنا لنبني علاقات طيبة مع إيران ولسنا مع المنطق الذي يقول أن على العراق أن يبتعد عن إيران حتى يكون قريب من العرب نحن نريد أن نكون قريبين من أشقائنا العرب لأننا عرب ونعتز بعروبتنا والجوار العربي نجد فيه الرئة التي نستنشق منها الهواء والمصالح ونعتز بعلاقتنا مع دول أسلامية كبيرة مجاورة للعراق كتركيا وإيران ولنا طموح في بناء علاقات قوية على المستوى الدولي ايضاً .
المراسل / اين تتفقون مع ايران واين تختلفون ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نتفق ونختلف مع كل ما من شأنه ان يعزز او يقاطع المصلحة الوطنية العراقية .
المراسل / يصف البعض علاقة الدول العربية المجاورة للعراق بأنها علاقات فاترة نوعاً ما بسبب العلاقات مع إيران ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / أنا اعتقد أن المشكلة ليست في أن يمتلك العراق علاقة طيبة مع إيران ولكن المشكلة انه لم يستطع احد بناء جسور الثقة المطلوبة مع الدول العربية خلال السنوات الماضية ، ان هذا الخوف والهواجس من الديمقراطية والنظام السياسي الجديد والقوى الناشئة التي برزت في المشهد السياسي العراقي خلال السنوات الماضية وحضور القوات الأجنبية بطريقة معينة والسياسات الخاطئة التي اعتمدت إضافة الى قائمة طويلة من الأسباب كلها دعت الى مخاوف الدول العربية من النظام السياسي الوليد والجديد في العراق ونحن نتحمل جزء من المسؤولية لمعالجة هذه الإشكاليات والمخاوف وان أشقائنا العرب يتحملون الجزء الآخر .
المراسل / هل حاولت تبديد هذه المخاوف لدى الجوار العربي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كانت لنا العديد من المحاولات والجولات الإقليمية واللقاءات مع الزعماء والملوك والرؤساء العرب وهناك جهود طيبة تبذل من قبل القوى السياسية والشخصيات الوطنية العراقية الكبيرة ونتمنى ان تكون قادرة على تبديد هذه الهواجس واعتقد ان الدور العربي الايجابي والمساند للعملية السياسية في البلاد هو ليس مصلحة عربية فقط وانما هو مصلحة عراقية بل ضرورة عراقية لتحقيق التوازن في علاقاتنا الإقليمية .
المراسل / هل يمكن التوفيق بين المصالح الإيرانية والمصالح الأمريكية في العراق لكي لا يتحول العراق الى ساحة للصراع فيما بينهما ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد هناك ما هو جائز وهناك ما هو محظور وممنوع في تطلعات وطموحات الآخرين وكل يبحث عن مصالحه ولكننا كعراقيين حينما نضع المصلحة الوطنية العراقية معياراً فستكون هي المدخل لتنظيم علاقاتنا مع الآخرين ونقول لهم هذا صحيح لأنه ينسجم مع مصالحنا ، والمصالح المتبادلة مفهومة في العلاقات الإقليمية في كل العالم وأين هي الخطوات والتطلعات التي يجب ان نتوقف عندها وتتقاطع مع مصالحنا الوطنية العراقية وهذه المعادلة ستكون هي الأساس لعلاقاتنا مع كل دول الجوار ودول العالم .
المراسل / هل وجدتم خلال السنوات الماضية ان إيران او الدول الأخرى ستقف عند الحدود التي سترسمونها في شكل العلاقة مع تلك الدول تحديداً ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد كلما كان العراق أقوى وأكثر انسجاماً كلما أستطاع تحقيق إطار بين الحكومات والقوى السياسية الفاعلة والمؤثرة ، كلما أستطاع ان يحقق مصالح بشكل أوضح في الدفاع عن سيادته واستقلاله وبناء علاقات متوازنة مع الآخرين على أساس السيادة الكاملة وفق المصالح المتبادلة وإذا أردنا أن نتجاوز الحقيقة ونتحدث بالشعارات ونقول أن العراق انطلق من العام 2003 بسيادة كاملة نكون قد ابتعدنا عن الموضوعية في تقييم الواقع ، لقد عاش العراق ظروف صعبة وقاسية في السنوات الماضية ولكنه يتطلع لمستقبل واعد فيه الانسجام وفيه القوة والتنسيق المتزايد بين الأطراف السياسية وفيه التطلع لعراق قوي وموحد ومقتدر ومحقق الرفاه لأبناءه ويبني افضل العلاقات الإقليمية في المجتمع الدولي وكلما قوي العراق اكثر كلما أقتربنا اكثر من مفاهيم السيادة الكاملة والحفاظ على الخصوصية العراقية .
المراسل / ظافر العاني في بيان له اليوم قال ان على الناخب العراقي ان يختار المشروع الوطني او الايراني ومسؤولون امريكيون وسياسيون عراقيون اتهموا بعض اطراف الائتلاف الوطني بتنفيذ الاجندة الايرانية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / انا اعتقد ان هذه الاتهامات بالعمالة او الخيانة لهذا البلد او ذاك لا تليق بالقوى الوطنية ولا بالشخصيات العراقية واتمنى ان يعرف الاخرون بأننا سنبقى عراقيين ونعيش بالعراق وسنعمل معاً بعد يوم الانتخابات ولذلك فأن شعاراتنا هي عدم الدخول والخوض في الصراعات الجانبية ونعمل للتركيز على برامجنا ونقاط القوة في الائتلاف الوطني العراقي من دون ان نسيء الى الاخرين ونعرف بأن منافسينا اليوم هم شركائنا وحلفائنا في الغد فكيف لي ان اقف امام الجمهور واتهم الناس بالخيانة وغداً أضع يدي بأيديهم لبناء هذا الوطن ، ماذا سأقول لهذا الجمهور وللقواعد الشعبية ، لذلك نحن نعتقد بأننا يجب ان نبتعد عن توجيه الاتهامات وان نكون واقعيين وموضوعيين ضمن سياقات الدستور والقوانين النافذة ونقيّم طبيعة الأداء وطبيعة السلوكيات وكل سلوكية تنسجم مع القانون ومع الدستور فهي مصانة ومحترمة وكل ما هو سوى ذلك تكون خاضعة للمناقشة .
المراسل / ركز المجلس الاعلى على مشروع انشاء الأقاليم في الوسط والجنوب فهل هذا الطرح لازال قائماًَ ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / من الواضح ان المجلس الاعلى هو من يتحدث عن هذه الأمور هناك حقيقية دستورية تحدثت عن نظام اتحادي والمجلس الاعلى هو من القوى التي رأت ان توضح هذا الحق الدستوري لأبناء شعبنا ونبقي الخيار اولاً وأخيراً للشعب العراقي واليوم اصبحت المسألة واضحة وليس من اجندة المجلس الاعلى التركيز المستمر على هذا الموضوع ، هذا شان المواطنين العراقيين اذا ارادوا ان يشكلوا او يأجلوا فهذا خيارهم ونحن معهم فيما يختارون .
المراسل / ماهي مصادر الحملة الانتخابية ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اولاً حملتنا متواضعة جداً في كلفها قياساً الى القوائم الاخرى المتنافسة ومن ينزل الى الشارع يجد الفرق والبون الشاسع بين الحملة الانتخابية للأئتلاف الوطني وقواه ، طبعاً الائتلاف الوطني مشكل من عدة قوى وكل جهة سياسية هي التي ترعى الحملة لمرشحيها في قائمة الائتلاف الوطني العراقي وهي حملة متواضعة اعتمدت على تمويل المحسنين والوطنيين واعضاء هذه القوى السياسية واعتقد ان السؤال يوجه الى القوائم التي قامت بحملات واسعة جداًَ .
المراسل / تقصد من ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اقصد ما يراه المواطن العراقي البسيط من الشاشات الكبرى في العالم العربي .
المراسل / المواطن العربي قد لا يعرف ذلك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / العديد من الأطراف اليوم لها علاقات كبيرة في أهم وسائل الاعلام في العالم العربي واعتقد ان كل من يتابع وسائل الاعلام سوف يرى ذلك وسوف يعرف كيف تنفق الأموال وانا ليس من الطبيعي ان أضع النقاط على الحروف وانما أشير الى مواضع معينة والمواطن بإمكانه ان يرصد ويستطيع ان يقيم ، وهذه الضابطة قد تنطبق على هذا او لم تنطبق ليس من شأني ان أضع الأسماء والمسميات .
المراسل / يقال ان احزاباً سياسية تتلقى الدعم من الخارج ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نسمع الكثير عن هذا الدعم الذي يتلقاه البعض من الخارج ولكن ما هي حدوده وما الجهات بالتحديد وهل يشمل بعض الاطراف التي يظن بأنها ستكون موضع اتهام لمن يطرح مثل هذه التصريحات ويتهم البعض بأن له علاقة قوية مع الدول العربية فيتلقى مثل هذا الدعم ومن المقصود ، يسأل السيد المالكي عن تصريحه لا نتمنى للمجال السياسي ان يغير الرأي العام ليحترم الناخب العراقي وظروف المعاناة له ولنتحدث عن برامجنا ونقاط القوة فيها ونعطي الفرصة للمواطن لكي يختار من يعتقد انه الاجدر بالثقة .
المراسل / هل هناك من قلق في ان تطول فترة تشكيل الحكومة المقبلة وماهي التداعيات المحتملة لذلك ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان هذه القضية رهينة بطبيعة الانتخابات فأذا كان هناك مرشحون مقبولون من جميع الاطراف السياسية ستشكل الحكومة بسرعة واذا كان هناك مرشح او مرشحون لا يحصلون على مثل هذا القبول في الساحة العراقية فالمسألة ستكون أكثر تعقيداًَ لذلك فأن القضية مرهونة بنتائج الانتخابات ونتمنى ان لا تكون المدة طويلة لتشكيل الحكومة .
المراسل / لماذا لم ترشح نفسك في الانتخابات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / أردنا ان نعطي رسالة لأبناء شعبنا بأننا لا نتدافع على كل موقع وتوزيع الادوار مسألة مهمة في ادارة العملية السياسية نحن بحاجة الى رجال أكفاء في البرلمان وفي مجلس الوزراء ولكننا بحاجة الى رجال في مواقع اخرى لكي تتكامل الادوار وأشعر بان قيود الحضور داخل مؤسسات الدولة يجعل الانسان مقيداً في حديثه وخطابة وعلاقاته واليوم انا من موقعي لدي فرصة كافية لأدافع عن العراق وأقف مع المواطنين العراقيين وأساهم في تعزيز العلاقات العراقية مع دول الاقليم والواقع الدولي لذلك فالمجلس الاعلى ممثل بشكل جيد في المرحلة السياسية القادمة وانا شخصياً فضلت ان أبقى بعيداً عن موقع الدولة .
https://telegram.me/buratha
