النجف: قاسم الكعبي «السياسي الذي يخشى الوضع الأمني في العراق عليه ترك العملية السياسية»، بهذه الكلمات خاطب إبراهيم بحر العلوم مرشح الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم، أنصاره في ناحية المشخاب جنوب النجف. بحر العلوم خصص أكثر من 19 ساعة يوميا للقاء الناخبين وفي مناطق المحافظة جميعها. رافقت «الشرق الأوسط» بحر العلوم في جولته إلى منطقة أم خشم، التي تقع على ضفتي نهر الفرات، التي هاجر معظم سكانها إليها من مناطق الجنوب بسبب تجفيف الأهوار في زمن النظام السابق، كما يعتمدون في معيشتهم على تربية الجاموس.أهالي أم خشم نصبوا سرادقا كبيرا للقاء مرشح الائتلاف الوطني العراقي، الذي يعد أول مرشح يزورهم، حيث شكوا عدم وجود الخدمات مثل الماء والكهرباء، فضلا عن المشكلة الكبيرة التي تواجههم، وهي أن عليهم الرحيل من منطقة سكناهم وقد وجهت إليهم إنذارات بهذا الخصوص، حيث تعود المنطقة إلى دائرة آثار النجف.وقال أبو مشتاق، مختار المنطقة، لبحر العلوم: «إننا نشكو إليك معاناتنا، ونطالبك بإيصالها إلى المسؤولين الذين يأمرون برحلينا من المنطقة، ولدينا قطيع كبير من الجاموس الذي يغذي المحافظة بالحليب».، وتابع: «نطالب الحكومة العراقية بإيجاد منطقة ملائمة لأجوائنا، ولا نريد قصورا أو منازل كبيرة، لا نريد سوى منطقة نبني فيها منازل من القصب والطين كالتي نعيش فيها حاليا».ومن ثم توجه بحر العلوم إلى ناحية المشخاب، التي تشتهر بزراعة رز العنبر الذي يمتاز بالنكهة الطيبة، وقد خاطب الناخبين قائلا: «العراق يواجه هجمة شرسة من أعدائه، وعلينا الوقوف في وجه كل من يريد أن يعبث بأمن البلاد، وهذا يتحقق من خلال مشاركتكم الفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة واختيار الأصلح»، مضيفا: «عليكم تطبيق كل ما يصدر من المرجعيات الدينية التي هي ملك العراق وليس طائفة معينة»، مؤكدا: «نشاهد بعض المرشحين عند زيارته مناطق العراق يصطحب معه الكثير من الحماية والمركبات، وأنا أقول أن السياسي الذي يخشى الوضع الأمني في العراق عليه ترك العملية السياسية، والجلوس في البيت».وبعد هذه الجولة عاد بحر العلوم إلى مدينة النجف، حيث التقى مهندسين زراعيين، ومن ثم التقى مجموعة كبيرة من النسوة. وبعد صلاة المغرب ذهب إلى تجمع من أبناء عشيرة المعمار في المدينة القديمة، والتقى عددا كبيرا من الحقوقيين، وأخيرا وفي الساعة الحادية عشرة التقى المروجين لدعايته الانتخابية، وقام بمراجعة برنامجه الانتخابي لليوم الثاني.وأكد بحر العلوم لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس لديه أي مخاوف بالنسبة إلى الوضع الأمني كما أن لديه ثقة كبيرة في التنقل في جميع أنحاء المحافظة، مضيفا: «عندما أذهب إلى أي منطقة لا أفكر في الوضع الأمني، ولا أستفسر عن أمن المناطق، فأنا التقي الناس حالي حال أي شخص عادي»، وقال: «الذي يريد التصدي للعمل السياسي يجب أن يتغلب على حاجز الخوف».وشغل بحر العلوم منصب وزير النفط في حكومة إبراهيم الجعفري، ولكنه قدم استقالته عام 2005، وذكر: «قدمت استقالتي من وزارة النفط بسبب قرار الحكومة العراقية زيادة أسعار المشتقات النفطية، واعتبرته (قرار الحكومة) إجحافا بحق المواطنين، وتضامنا (استقالته) مع الناس الفقراء»، مضيفا: «قدمنا في حينها تعديلا على هيكلية الأسعار، وضرورة تخصيص أموال للفقراء من أموال النفط، لكن من دون جدوى».والدكتور إبراهيم محمد بحر العلوم المرشح رقم 24 على قائمة الائتلاف الوطني العراقي في مدينة النجف، وهو من مواليد النجف عام 1954، متزوج ولديه ثلاثة أبناء. تخرج في إعدادية النجف عام 1971. حصل على بكالوريوس هندسة النفط والمعادن من كلية الهندسة، جامعة بغــداد عام 1976. حصل على ماجستير هندسة البترول من جامعة نيومكسيكو الأميركية عام 1986، ثم شهادة الدكتوراه في هندسة البترول من ذات الجامعة عام 1991.
https://telegram.me/buratha