اكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان قضية الشراكة الحقيقية التي طرحها شهيد المحراب على مدار عقود من الزمن ركز عليها بعد عودته الى العراق، والذي يلحق بالمشروع الوطني الحسيني (هكذا أعبر عنه) هو الذي يحافظ على القيم والثوابت لكنه ينفتح على الجميع،
كان شهيد المحراب يقول هذه المقولة الشهيرة (اذا اراد الشيعة ان يحافظوا على حقوقهم فلابد ان يفكروا بحقوق السنة ، واذا اراد العرب ان يحافظوا على حقوقهم فلابد من الحفاظ على حقوق الكرد والتركمان، واذا اراد المسلمون ان يحافظوا على حقوقهم فلابد ان يحافظوا على حقوق المسيحيين والصابئةجاء ذلك خلال الحوار الشامل الذي اجرته مع سماحته صحيفة البينة الجديدة عصر الثلاثاء 23/2/2010 ، في مكتبه الخاص ببغداد .كما اشار سماحته بالقول : نحن بحاجة الى مشروع وطني قادر على ان يرسم ملامح العراق الجديد ويوفر الفرص المتكافئة والضمانات للجميع ، وان طريق الحفاظ على مصالح وحقوق الاغلبية، يأتي من خلال ضمان حقوق جميع العراقيين ، واكد على ان حديثنا عن الوحدة ليس حديث مبتكر او ظاهرة طارئة جديدة حتى يُقال لماذا فكرتم اليوم بها ، نحن نعرف هذه الوحدة برعاية المرجعية الدينية ولا احد يختلف فكلما توحدنا وتقاربنا كنا اقوى وكلما كنا اقوى كنا اقدر على انجاز المشروع الوطني وخدمة المواطن ، كما تناول اللقاء محاور اخرى وفيما يلي نص الحوار :
*المشروع العراقي الجديدالمراسل / سماحة السيد في خضم المعارك الانتخابية أين الاغلبية الشيعية بعد ان تشرذم اكثر اعضائها؟سماحة السيد عمار الحكيم / لطالما كنا نعتقد بأن الاغلبية يحفظ حقها عندما تحفظ حقوق جميع العراقيين، اذن نحن بحاجة الى مشروع وطني قادر على ان يرسم ملامح العراق الجديد ويوفر الفرص المتكافئة والضمانات للجميع . طريق الحفاظ على مصالح وحقوق الاغلبية، يأتي من خلال ضمان حقوق جميع العراقيين. ان قضية الشراكة الحقيقية التي طرحها شهيد المحراب على مدار عقود من الزمن ركز عليها بعد عودته الى العراق، والذي يلحق بالمشروع الوطني الحسيني (هكذا أعبر عنه) هو الذي يحافظ على القيم والثوابت لكنه ينفتح على الجميع، كان شهيد المحراب يقول هذه المقولة الشهيرة (اذا اراد الشيعة ان يحافظوا على حقوقهم فلابد ان يفكروا بحقوق السنة ، واذا اراد العرب ان يحافظوا على حقوقهم فلابد من الحفاظ على حقوق الكرد والتركمان، واذا اراد المسلمون ان يحافظوا على حقوقهم فلابد ان يحافظوا على حقوق المسيحيين والصابئة لذلك اندفع المجلس الاعلى الى بناء علاقة متينة مع الاخوة الكرد والتركمان ومع غير المسلمين من الاقليات الاخرى، مع السنة بذلنا جهوداً مضنية وبالرغم من التشويش والاتهامات والاشكاليات والامور التي كانت تساور اهلنا السنة تجاه المجلس وحركته وما يُنسب له احياناً من اتهامات، فقد بذلنا جهوداً كبيرة لتوضيح الحقائق للاخوة في الانبار وتكريت ، وبعيداً عن الشائعات نعتقد اليوم ان الصورة اوضح مما كانت عليه في الماضي .وفيما يخص وحدتنا وتماسكنا في الحالة الوطنية العامة، كنـّا نتطلع لائتلاف واحد و كنا جاهزين لهذا الامر وتجاوزنا حتى السياقات الدبلوماسية وتحملنا الاتهام بأن (ضعفهم يدعوهم الى الاقتراب منـّا لتراجع قوائمهم في الانتخابات البلدية والتي تدفعهم الى مثل هذا الالحاح) فلا أعتقد ان هناك مصلحة اكبر.*الوحدة خيار استراتيجيالمراسل / وهل لديكم شروط معينة مثل رئاسة الوزراء وغيرها؟سماحة السيد عمار الحكيم / لم ندخل معهم في تفاصيل ، ولست ممن يرجح الكثير لأن نقف من الماضي يجب ان نذكر فقط.المراسل / ألا تعتقدون ان هذا التشرذم يمكن ان يضيع هذه العملية؟سماحة السيد عمار الحكيم / بذلنا الكثير من الجهود لنكون في قائمة واحدة نحن وشركائنا في الساحة الوطنية ولكننا لم نفلح في إقناع الجانب الاخر، وكان رأيهم ان ينزلوا في قائمة مستقلة هو ائتلاف دولة القانون، واحترمنا خيارهم ولكن واصلنا الجهد والاتصالات لبناء جبهة وطنية عريضة ما بعد الانتخابات بين الاطراف السياسية فإئتلاف دولة القانون هو احد الاطراف المؤثرة في الساحة الوطنية ، وحسبنا تكاتف وتعاطف الاطراف السياسية المختلفة فيما بينها في دولة قوية في اتجاه برنامج واضح فيها وبرلمان قوي وفيها حكومة قوية تبتعد عن التراشقات والشد والجذب السياسي وتركز على هموم المواطن والخدمات ، المواطن لا يعير اهمية لهذه الصراعات وتعدد الآراء والاجتهادات ، المواطن اليوم يهتم بمن يأتي له بالماء والكهرباء ويوفر له فرص العمل ومن يحل مشاكل الزراعة والصناعة وغيرها لذلك نحن بحاجة الى توجه وتأكيد على الخدمات ، هذا ما دعانا الى ان تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية.*التوازن في العلاقات الخارجية المراسل / يأخذ عليكم أعداؤكم بأنكم تابعين الى ايران وهذا ما أعطى انطباعاً للعرب الآخرين بأن الشيعة والمجلس الاعلى في خانة ايران بل من جذور ايرانية؟سماحة السيد عمار الحكيم / ما هي التبعية؟ هل ايران تابعة لنا ام نحن تابعون لها ؟ ليس لإحد ان يكون تابعاً الى الآخر، الايرانيون ايرانيون لهم مصالحهم ويدافعون عن هذه المصالح وعن وطنهم ونحن عراقيون ندافع عن وطننا، مصلحتنا الوطنية تتطلب ان نبني علاقة طيبة مع جميع دول الجوار، مصلحتنا الوطنية العراقية تتطلب ان لا ندخل في تحالفات اقليمية وان لانقاتل نيابة عن الآخرين، العراق دخل في حروب مدمرة حطمت بناه التحتية واضاعت ثرواته ، قائمة طويلة من التضحيات والايتام والمعاناة في حروب عبثية خاضها نيابة عن الاخرين ومع كل احترامنا لجميع اشقائنا العرب ، من حق العراق ان يدافع عن مصالحه بالدرجة الاساس، انا لا أعتقد ان الشعار الذي كان يُقال سابقاً بل يُعمل به ويطبّق (انتم البوابة الشرقية ،موتوا يا عراقيين ونحن نعيش ، وما نطلبكم من اموال في هذه المعركة سنطالبكم بها بعد حين ) ، ففي الوقت الذي اطفأ العالم ديونه على العراق البالغة 110 مليار دولار كلها فأن الدول العربية تفضّل ان تجعل هذا الملف تحت دائرة النقاش والموضوع لم يُحسم حتى هذه اللحظة ، على كل حال اليوم نحن نريد العمل بطريقة اخرى (يا عراقيون عيشوا وليعش الآخرون ايضاً) ، نريد الحياة للجميع وان تكون حياة متوازنة مع الجميع. المنطق الذي يقول (على العراق ان يبتعد عن ايران حتى يكون قريباً من العرب) نحن نقول نعم ، نريد ان نكون قريبين من العرب بانتمائنا ودمائنا العربية ، ومصالحنا تدعو الى مثل هذه العلاقة، ولكن نريد ايضاً ان نكون قريبين من ايران وتركيا وهي دول مهمة ومجاورة للعراق ولا توجد عندنا خصومة مع بلد تربطنا به حدود مشتركة تبلغ 1400 كيلومتر مشتركة تاريخية وثقافية ومصالح سياسية واقتصادية .من يريد اتهامنا باتهامات حتى يجعلنا نحارب او ندخل طرف في معركة او خصومة لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العراقية نحن واضحون وصريحون ، اليوم نحن لسنا معارضة من تحت الارض حتى نكون مجهولين، نحن اطراف سياسية كبيرة مشاركة في ادارة البلد ولنا حضور واسع على الارض ،ومعروف بأننا اختلفنا مع ايران في قضايا جوهرية واتفقنا معها في قضايا اخرى ، اتفقنا لاننا وجدنا في ذلك مصلحة وطنية للعراق واختلفنا ايضاً لنفس السبب.المراسل / هل كان لديكم يد في بعض المواقف الايرانية التي اثرت في الشارع العراقي؟ يعني مثلاً تدخلهم بجانب فئة اخرى واستقبالهم لمنظمات ارهابية او لحزب معارض.سماحة السيد عمار الحكيم / لست مطلعاً على استقبال من هذا النوع ، لكن دائماً كانت هناك ثغرة او كان هناك التباس ، تحدثنا معهم بصراحة، نحن في المجلس الاعلى لسنا ممن يعالج المشاكل السياسية اعلامياً لا مع ايران ولا مع اي بلد آخر ولكن سجلنا بعض الملاحظات واعتبرنا ان التصعيد الاعلامي ليس هو العلاج المناسب لحل المشاكل ، نحن بحاجة الى استراتيجية جديدة لحوار متواصل وانا اعتقد ان هناك شبكة من المصالح بين العراق ودول المنطقة مما يجعل لهذه الدول مصلحة في التعامل مع الواقع السياسي الجديد في العراق هو المدخل لبناء علاقات متوازنة ، اليوم نحن لانحتاج طائرات متطورة ولا دبابات متطورة حتى نحقق سلاماً مع الاخرين ونحافظ على ارض العراق، المطلوب مصالح حقيقية وشبكة من العلاقات لنجعل من العراق والتجربة السياسية الوليدة مصلحة للآخرين لماذا يكون حزب البعث أقدر منـّا وهو معارض وهو في المنافي يكون اقدر منـّا في ان يظهر نفسه لمصلحة جهة معينة او لظروف اخرى فيما نحن في العراق هذا الشعب العظيم الذي يملك الثروات الهائلة وفرص تبادل المصالح مع الآخرين والامكانات الكبيرة في تبادل المصالح، لنجعل من العراق ونظامه السياسي الجديد ومن الشعب العراقي مصلحة للآخرين حينما تـُبنى فنادق وتكون برؤوس اموال من وراء الحدود العراقية نعلن تفجير اي مفخخة في هذه المدينة ستحطم زجاج هذا الفندق قبل غيره وهذه الاخبار ستبعد السواح والزوار عن هذه المدينة وتعطل المشروع وتبعد المستثمرين، وهذه المصلحة ستدعو الآخر اذا كان متساهلاً ان يعيد النظر في حساباته، المنطق ان يكون للعراق مصلحة حقيقية في تعاملاته مع الآخرين ننتفع ونفيد ونستفيد. *اهمية الاصلاح الداخليالمراسل / اخطاء متراكمة كانت في المجلس الاعلى في تجربة مجالس المحافظات ما هو السبب برأيك؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان المجلس الاعلى شأنه شأن اي كيان سياسي آخر انتقل من مرحلة معارضة الى مرحلة حكم وامام تحدي واستحقاقات ومتطلبات واسعة بحجم شعب وامة بأكملها في ظروف غاية في التعقيد ويمكن ان نقع في اخطاء، نحن لسنا معصومين، فأنا شخصياً وبعد مرور سنة على تجربة مجالس المحافظات اعتبر تلك النتائج كانت نعمة لنا لأنها جعلتنا نركز على التقييم الذاتي في اوضاعنا وقلناها بشجاعة نحن وقعنا في اخطاء وعرفنا بها، ليس من المعيب ان يخطئ الانسان وهو يعمل جاهداً لكن العيب ان يصر على الخطأ ويكرره، نحن حريصون على ان لا تتكرر الاخطاء، فتحنا العقول والقلوب والاسماع لآلاف المحبين والحريصين والمخلصين ممن هم في داخل تنظيماتنا وممن هم خارج التنظيم ، استمعنا وتلقينا البحوث والدراسات والملاحظات وشكّلنا اللجان وقضينا اشهراً في دراسة كل ما قيل وما ذُكر .مسائل كثيرة يجب ان نعالجها ونغير فيها، منها الخطاب الاعلامي ، الى تشكيلات وتنظيمات ، الى الشخوص الذين نتحرك بهم ، الى غير ذلك من مسائل كثيرة، الانتخابات التمهيدية لعلها فاجأت كثيرين وكان يُعتقد من الصعب ان تتم في داخل المجلس الاعلى وتعرفون ان عملية التغيير في القوى الكبيرة ليست كالقوى الصغيرة، فنحن وقفنا بقوة وجدية وقمنا بهذه العملية..، (1520) مرشحاً شاركوا في هذه الانتخابات، اكثر من 80% كانوا من خارج تنظيماتنا وكان التحدي (هل ستقبلون بالنتائج؟). لم يكن لأن (50%) من مرشحينا لم يكن لهم ارتباط عضوي بالمجلس الاعلى في ظروف سابقة، اليوم اخذوا فرصتهم كاملة وهم على لوائح المجلس الاعلى والوجوه الموجودة معنا من تنظيماتنا هي وجوه جديدة في الاغلب من السيدات والسادة في مجلس النواب في المرحلة السابقة بالرغم انها كانت من الكتل النشطة المواظبة على الحضور والفاعلة في مجلس النواب وقدموا أداءاً رائعاً وممتازاً ومع ذلك فإننا لا نجد سوى (4) من الوجوه الشابة في هذه الانتخابات يمتازون بالكفاءة ونقول للشعب نحن استوعبنا الدرس جيدا ونريد ان نصحح الاخطاء.*خيمة المرجعيةالمراسل / يُقال ان المجلس الاعلى تحت عباءة السيد السيستاني؟سماحة السيد عمار الحكيم / ماذا يُقصد بهذا الكلام، اذا كان القصد أنه ملتزم بتوجيهاته ، نعم نحن بكل فخر واعتزاز عبّرنا ونعبر عن التزامنا بتوجيهات المرجعية ، ليس اليوم بل منذ الايام التي كانت تقطع فيها الرؤوس، ان مشروع شهيد المحراب يؤكد على الالتزام بنهج المرجعية.المراسل / يُقال انكم تستفيدون من مرجعية السيد السيستاني في طرح مشروعكم؟سماحة السيد عمار الحكيم / اذا كان المقصود نستفيد لمآربنا الشخصية او السياسية فاعتقد ان الامر ليس كذلك ففي الوقت الذي كنا نرى ان المجلس الاعلى فاعل وقوي وله امتدادات قوية كنا نعبّر عن التزامنا وندفع الناس باتجاه المرجعية حينما التف الملايين حول شهيد المحراب (قده) وهو قادم الى ارض العراق وقف الشهيد وخاطب الملايين في خطابات معروفة بثت على الهواء وقال (أقبّل يد المراجع العظام في النجف الاشرف) وحينما تراجعت الاصوات في مجلس المحافظات قلنا نحن لا نريد ان تكون المرجعية جسر لنا بل نحن نكون جسرا لها ، فالمرجعية حاضرة في ضمائرنا.*الحالة الوطنيةالمراسل / هناك اصوات عديدة في الشارع تتهم الائتلاف الوطني العراقي بأنه ائتلاف ايراني والائتلاف الشيعي الثاني اقرب للامريكان ، في المعادلة الجديدة بناءً على الضغوطات الامريكية كيف تفسر ذلك وللتوضيح نقول ان ايران أملت عليكم التحالف مع التيار الصدري؟سماحة السيد عمار الحكيم / حديثنا عن الوحدة ليس حديث مبتكر او ظاهرة طارئة جديدة حتى يُقال لماذا فكرتم اليوم بها ، نحن نعرف هذه الوحدة برعاية المرجعية الدينية ولا احد يختلف فكلما توحدنا وتقاربنا كنا اقوى وكلما كنا اقوى كنا اقدر على انجاز المشروع الوطني وخدمة المواطن، هذه مسائل واضحة في العمل السياسي نحن لا نحتاج لنصائح ايرانية حتى نشكّل ائتلافاً ، هذه مصلحة وطنية عراقية، ان مثل هذه الاتهامات ليست جديدة ودائماً يُراد ربط الحالة الشيعية بإيران ، واليوم خرجنا من المذهبية الصرفة واستطعنا ان ننفتح ونقنع اطرافاً وطنية من مختلف الاطياف والالوان في ان يكونوا معنا في هذا الائتلاف ولنا ثقة عالية في انفسنا وفي وطنيتنا ولا اعتقد ان شعباً يحمل حضارة وعراقة العراق وثروات العراق ، ترتمي القوى السياسية فيه في أحضان الاخرين.لا ينقصنا شيء حتى نرتمي في احضان الآخرين ، لنا مصالح حقيقية مع دول الجوار والمنطقة ونبنيها ونطورها لتحقيق المصلحة الوطنية العراقية ، ولا يستطيع احد ان يزايد على وطنية اتباع آل البيت فهم من العشائر العربية الاصيلة.*الشراكة في الوطنالمراسل / سماحة السيد، من ضمن الاتهامات الموجهة اليكم انكم في تحالف مع الكرد من اجل ضمان مستقبل سياسي ، فأنتم مستعدون للتنازل عن كركوك والالتفاف على المادة (140) من اجل ارضاء الآخرين ، وهذه النغمة في الإعلام منذ عشرة ايام فهل هذا التحالف مصلحي آني ، وهل فعلا ستضحون بكركوك؟سماحة السيد عمار الحكيم / كركوك ليست بضاعة تشترى وتـُباع في سوق النخاسين، كركوك محافظة عراقية لها تاريخ وحضارة وهي لإبنائها الشرفاء وهم من يقررون ادارتها والتعامل معها ، ليس من حق المجلس الاعلى ولا أي جهة سياسية في العراق ان تملي او تحدد ملامح التعامل مع هذه المحافظة او تلك ، اننا نرى في كركوك عراقاً مصغراً في تنوعه ومزيجه الطيب ونعتقد ان الحلول التوافقية التي ترضي جميع الاطراف يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الجميع، هذه الحلول قادرة على معالجة مسائل اساسية في كركوك او اي ملف من الملفات الساخنة في بلادنا.ان العلاقة مع الاخوة الكرد ليست علاقة طارئة وليست علاقة مصلحية انها علاقة تاريخية ، نظرية الشراكة الحقيقية التي طرحها شهيد المحراب قبل (30) سنة جعلت منه ناصرا للسنة وناصرا للكرد ، حينما ذهبت الى الانبار فوجئت بحديث شيوخ كبار كانت لهم ذكريات عن مواقف الامام الحكيم معهم.حيث كان لشهيد المحراب مشروع سياسي وكان يؤمن بالشراكة ولم نجد الكثيرين من اخوانه السنة العرب متفرغين للمعارضة في ذلك الوقت كان الاخوة الكرد حاضرين فذهب وجلس معهم وواجه معارضة قوية داخل الوسط الشيعي في ذلك الحين، قالوا نحن شيعة وهم اكراد نحن عرب وهم اكراد نحن ا سلاميون وهم علمانيون ما هو الرابط الذي يجمعنا، وكان الشهيد يقول ان الرابط هو الوطن الذي لا يُدار الا من الجميع ، نختلف في التفاصيل ونختلف في انتمائنا القومي وانتمائنا المذهبي لكن خيمة العراق تجمعنا، التحالف مع الكرد لم يكن في يوم من الايام موجها ضد احد.المراسل / سماحة السيد على ضوء زيارتك الى كردستان ، اخذ اعداؤكم يرددون بأنكم مستعدون للتحالف مع اياد علاوي كي لا تعطوا الفرصة لرئيس الوزراء وحزب الدعوة للبروز مرة اخرى ، من جانب آخر سمعت من اياد علاوي شخصياً بأنه على اتصال يومي مع سماحتكم حول ما يجري من توقعات بفتح جبهة عريضة في المستقبل.سماحة السيد عمار الحكيم / الموضوع الاول غير دقيق ان الجبهة العريضة تشمل كل الاطراف السياسية والاخوة في ائتلاف دولة القانون هم طرف اساسي وهناك اتصالات معهم ولدينا لقاءات مع السيد المالكي نجلس ونتشاور ونتواصل اما بالنسبة للدكتور اياد علاوي وغيره من الشخصيات الوطنية فنحن ابناء وطن واحد ومشروع سياسي واحد فليس من الصحيح ان ننقطع عن التواصل مع الاطراف الاخرى ، نحن املنا في الائتلاف الوطني العراقي ان لا يبقى لنا خصم ممن يؤمن بالعملية السياسية ضمن الشروط والموافقات القانونية والدستورية ، كل مشارك هو منافس، العراق لجميع العراقيين ان كل قائمة تحظى بالثقة ولديها جمهور فلابد من احترام ذلك الجمهور.*الانفتاح العربي على العراقالمراسل / سماحة السيد في زيارتك الاخيرة للدول العربية ماذا وجدت في تلك الدول العربية وهل هناك (فيتو) على حكم الشيعة في العراق؟سماحة السيد عمار الحكيم / انا وجدت تفهما ، والسير لإكثر من خطوة الى الامام ورؤية جديدة وتقبّل للمعادلة السياسية وترقب للانتخابات والانفتاح على ضوء الانتخابات ، هذا الذي وجدته ، لذلك اعتقد ان هذه الانتخابات تحظى بحساسية كبيرة في ظروف العراق العصيبة فهي التي ستوضح الخارطة السياسية.اليوم الناس جربوا وعرفوا وتابعوا وتعاملوا مع القوى والشخصيات المختلفة ، وبالتالي فهذه الانتخابات ستبين ما هي توجهات الرأي العام وما هو المزاج الشعبي ، لهذا نرى نوعاً من الحراك والاهتمام من كل الاطراف ونحن نترقب وننتظر ونتمنى ان تكون الانتخابات بداية لمرحلة جديدة.المراسل / ماذا وجدت في سوريا؟سماحة السيد عمار الحكيم / سمعت الكلام الطيب من الرئيس بشار الاسد حيث اكد على التزامه تجاه العراق وعبّر عن رغبته في بناء علاقات طيبة.المراسل / وماذا عن الذين يدخلون من سوريا ليذبحوا العراقيين؟سماحة السيد عمار الحكيم / تحدثنا عن قضايا كثيرة في هذا اللقاء ، لكن اللقاء كان على خلفية وفاة شقيقه لذا اخذ جانباً آخر، لكن تحدثنا عن جوانب سياسية عديدة.المراسل / في زيارتك الاخيرة لبيروت هل تحدثت مع حسن نصر الله عن استقباله لحارث الضاري؟سماحة السيد عمار الحكيم / عبّرنا عن وجهة نظرنا وقلنا كنا نتمنى ان يكون السيد مقتدى الصدر هو من يمثـّل المقاومة العراقية وهذا ما أشرت اليه.قلنا هناك من يرفع شعارات عن المقاومة وقد ارتكب الجرائم واساء للعراقيين، المقاومة شرف ولكن من يرفع هذا الشعار يجب ان يبرهن وبصدقية عالية في هذا الموضوع ولا يستهدف الابرياء ويقتل الناس في المفخخات، والحقيقة وجدت تفهماً في هذا الموضوع ، وهم قالوا ان هذا المؤتمر لم يعقد من جهة واحدة بل هناك لجنة تحضيرية وهناك اطراف عديدة.*التركيز على البرنامج لا على الاشخاصالمراسل / الشيخ همام حمودي صرح ان لديكم مرشحين لرئاسة الوزراء هما الدكتور عادل عبد المهدي والمهندس باقر جبر الزبيدي؟سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نفضل ان نترك الحديث للوقت المناسب ، ان قوة الائتلاف الوطني ترتكز على البرنامج اكثر من تركيزه على الاشخاص، يركز على ما يقدمه للناس اكثر من تركيزه على من يتقدم لرئاسة الوزراء.*الاحتكام الى الدستور في قضية البعث الصداميالمراسل / ما هو موقفك من اجتثاث البعث وابعاد صالح المطلك وظافر العاني؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان الخلط بين الامور يربك الحالة ، نحن ظـُلمنا لسنين طوال ولا يمكن ان نقبل بظلم احد ، احياناً العشوائية تربك الحالة، حزب البعث المحظور لا مجال له للعمل السياسي لانه يحمل فكراً تآمرياً اقصائياً يلغي الآخر ، لذا لا يمكن ان يكون له مجال في العراق، ثانياً ان الصداميين المجرمين الملطخة ايديهم بالدماء، المتورطون بدماء العراقيين في الماضي والحاضر، هؤلاء لا مجال للتسامح معهم ولابد ان نلاحقهم تحت كل حجر ونخلّص العراقيين من تلك الجراثيم التي تنشر الوباء.ثالثاً: هناك من كان لهم مواقع متقدمة في حزب البعث ولم تسجل بحقهم ادانات او جرائم واضحة لكن القانون لا يسمح لهم بالمشاركة، ان العراق واسع وعريض ومفتوح امامهم ليمارسوا ادوارهم المدنية، لا يوجد منطق يقول اما ان اكون ملكاً او رئيساً او انا مُقصى!!.. يا أخي انت جربت (33) سنة قد تكون مسيئاً او لا تكون، اذهب واعمل اي عمل آخر عش حياتك. ان قانون المساءلة والعدالة لا يسحب الجنسية العراقية من هؤلاء ولا يطردهم ولا يسجنهم ولا يعدمهم ، كل الذي يُراد منهم هو ان لا يدخلوا مواقع حساسة كمجلس النواب، وهذا تعامل طبيعي.رابعاً: بعضهم وقع مجبرا على ورقة الانتماء للبعث لظروفهم ومعاناتهم ولغرض تعيينهم في وظيفة ووهؤلاء لم يكونوا في مواقع متقدمة ولم يرتكبوا اساءات ويجب ان لا نلاحقهم على ورقة وقعوها، انا شخصياً اقول: يجب ان لا نسميهم بعثيين بل نسميهم عراقيين، انا لم اتحدث عن التسامح مع البعثيين بل التسامح مع العراقيين الذين وقعوا على ورقة ولم يكونوا مؤمنين بفكر البعث.المراسل / سماحة السيد، الشارع العراقي يريد منكم تصريحاً وخاصة المساكين الذين وقعوا على ورقة كما تسميها؟سماحة السيد عمار الحكيم / بإذن الله سنوضح ذلك ، ان الشارع العراقي منشغل الآن ، واؤكد لك اننا لا نريد الاساءة لإحد*تجاوز الطائفيةالمراسل / سماحة السيد ما هي النسبة التي تجاوزنا بها الطائفية خاصة في البرلمان المقبل والحكومة المقبلة؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان المناخ العام مناخ ايجابي وصحي ولاحظنا ان بعض المراهنات على اثارة الفتنة الطائفية هنا وهناك بائت بالفشل ولم يعد لها تقبّل في الشارع العراقي، يجب ان نوضح معنى الطائفية ان الكثيرين لهم فهم مقلوب لمعنى الطائفية البعض يرى ان التعبير عن الخصوصية هو ممارسة طائفية وهذا خطأ.اننا عندما نمشي على الاقدام لنزور الامام الحسين (ع) ونصلي بطريقتنا وندرس بمناهجنا الدراسية رؤيتنا العقائدية للتاريخ فكرياً و فقهياً هذه ليست طائفية هذا اعتداد برؤية وبمنهج وبمدرسة اصيلة في الاسلام، والآخر ايضاً يعتز بمنهجه، ان الطائفية هي إلزام للناس بمنهجه وارغامهم ان يدرسوا خلاف ما يعتقدون.*الموقف من الفساد الماليالمراسل / سماحة السيد هناك مال سائب ظهر في الانتخابات وهناك من المحسوبين على الشيعة وعلى الائتلاف ممن حصل على هذه الاموال هل سيخرجون بلا محاسبة ام ماذا؟سماحة السيد عمار الحكيم / لا نظلم الشيعة ونقول محسوب عليهم ، ان الشيعة ليس بيدهم كل شيء، حكومة الوحدة الوطنية فيها الشيعي والكردي والسني والآخر موجود وهل الوزير الشيعي الذي قاد وزارته وحده في هذه الوزارة ام ان هناك منظومة من كل الالوان والاطياف.المراسل / لكن الوزير هو صاحب القرار؟سماحة السيد عمار الحكيم / وهل اقتصر الفساد على الوزير الشيعي فقط ؟المراسل / سماحة السيد نحن أصحاب قرار ويجب ان نحاسب انفسنا قبل الآخرين؟سماحة السيد عمار الحكيم / اذن يجب ان نثبت ان القضية ليست قضية شيعية، انها ظاهرة مستشرية ، لا تقتصر على طائفة او مذهب ، انها حالة نفسية قد يقع فيها الشيعي والسني ،المسلم او المسيحي، الفساد الاداري ظاهرة عامة لا ترتبط بمذهب او دين، نحن لا نريد ان نربط المسألة بمذهب او دين ، لكن هل عملنا ما ينبغي لمعالجة الفساد؟. ان الانطباع العام يقول التعامل لم يكن بالمستوى المطلوب، عندما نسأل البرلمان لماذا لم تؤدوا عملكم الرقابي؟ يأتي جواب البرلمان بأن الظروف وجدناها صعبة، الارهاب يعصف بالحكومة، اذا ما نقول ان الضغوط كبيرة ثم نأتي ونوجه ضغوطاً اضافية هذا قد يؤدي الى انهيار وبالتالي يضيع المشروع ومن باب تقديم الاهم على المهم حافظنا على المشروع وتساهلنا في بعض التفاصيل لكن لا يمكننا ان نتسامح مع الفساد ومع المفسدين.المراسل / الشارع يقول ان الدعاية الانتخابية صرفت عليها الملايين؟سماحة السيد عمار الحكيم / لا توجد اجهزة في الدولة العراقية معنية بهذا الامر نحن مسؤولون عن حملتنا الانتخابية وكل جهة مسؤولة عن حملتها ، انظر الى الشارع اذا رأيت اعلانات اكثر من المقبول للمجلس الاعلى فأنا مسؤول ويجب محاسبة الاطراف الاخرى وفق ما منظور على الارض.*اهمية الشروع بالبناء والاعمارالمراسل / سماحة السيد هناك كلام من بعض السياسيين الكبار العارفين بالشأن العراقي من ضمنهم (هنري كيسنجر) في آخر تصريح له لصحيفة (دير شبيغل) الالمانية ، قال اذا لم يقبل السنة بقرار الامر الواقع فليس هناك حل سياسي في العراق، هل وصل السنة الى مرحلة قبول الشيعة؟سماحة السيد عمار الحكيم / هناك تفهم وقبول ، ومن الشواهد على ذلك ان القوى الاساسية لاعزائنا السنة العرب اخذت رقم (2) في القوائم وهذا دليل على ان القبول موجود وهذه خطوة بالاتجاه الصحيح، نعم هناك قبول بالعمل المشترك، وبدلاً من التنافس والتدافع في القضايا السياسية نقود البلاد الى الخدمات والمصالح.
عندما ننشغل بالبناء والاعمار ودخول الشركات سوف نبتعد عن الامور الجانبية والصراعات التي تشغلنا عن هدفنا الرئيسي وهو بناء العراق.
https://telegram.me/buratha