قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
ما جرى يوم امس في مدينة النجف الأشرف وما جرى قبل ذلك في الحلة وكربلاء فضلا عن بغداد وفضلا عن الأنبار وبقية المناطق من تفجيرات ومن اعمال اجرامية يجب ان نثير في وعينا جملة من التساؤلات ونرتب على ذلك جملة من المواقف ، خصوصا وان البعض يحاول ان يبقينا في صورة المشهد الاول حيث نسمع اصوات التفجير ونرى صور الدماء والأشلاء المقطعة والأمن المستباح ونحن ننظر الى ذلك ونكتفي لنأخذ منه دروس الهزيمة والقهر والأحباط والشعور بأن الطرف المعادي هو الاقوى منا !!!. في الوقت الذي يجب ان لا تسكتنا هذه الأصوات ولا تعمينا هذه المشاهد رغم انها مشاهد موحشة والألم فيها كبير ولكن علينا دوما ان نرى صورة الفاعل لا صورة الضحية ، وان ننظر من هو المجرم الذي فعل ذلك لا ان نرى صورة الضحايا وهم يتساقطون الواحد من بعد الآخر في هذه المنطقة او تلك .
هنا لا بد من التساؤل لماذا هذه المواقف في هذا الوقت بالذات ولماذا تعاظمت التهديدات من القوى الأرهابية ولماذا بدأ البعض يهدد اذا ما أدى الموقف الانتخابي به ان يكون خارج دائرة الأنتخابات ؟؟؟ .
من الواضح جدا وببساطة نقولها ان كل هذه الاعمال تهدف الى قضية اساسية وهي تركيز العين على صناديق الأنتخابات ، فالضحية مطالب منه ان ينسى صندوق الأقتراع ، والقاتل يريد ان يصل لوحده الى هذا الصندوق .
فالبعض عندما يتم تهديده او يقال بانه غير مؤهل للمشاركة في العملية السياسية فلماذا يتحدث بلغة التهديدات وان الشارع سيشهد تفجيرات وسيشهد ارهابا وما الى ذلك ؟ هم بأنفسهم يعربون ان التفجيرات والأرهاب من اجل هذه الانتخابات ويؤكدون بان تصاعد هذه العمليات هو من اجل التأثير على الناخب . اذن فانهم يريدون الوصول الى السلطة عن طريق الانتخابات لانها الطريق الوحيد للوصول اليها . والآن عندما نرى الدموية بهذا الشكل والشيء الذي حصل في الانبار يعرب عن وحشية عجيبة لدى هؤلاء رغم ان هذا ليس غريبا عندنا لأننا رايناه كثيرة في السنوات السوداء الماضية ، ولكن هؤلاء عندما يفجرون في داخل اروقتهم وفي المنتديات التي تجاهلتهم لفترة او احتضنتهم لفترة او خاف منهم البعض لفترة وعندما يتصرفون بهذه الوحشية فعن ماذا يتحدثون ؟؟؟
ان التفجيرات في النجف يوم امس وقبلها في كربلاء والكاظمية وسامراء ، هل هؤلاء يريدون كرامة لمقدس ؟! فهم لم يحترموا لا دين ولا سيادة ولا كرامة ولا قيم العراق ، فاذا تسلطوا على الحكم مالذي سيحصل ؟؟؟؟؟ .
بالأمس احد الافاضل قام بزيارة احد الجرحى في مدينة النجف الأشرف فيراه يبكي ، فاراد ان يسليه ولكنه امسك بيده وقال له ( سيدنا انا لا ابكي لأنني جرحت ولكنني ابكي لنني لن استطيع المشاركة بمسيرة الأربعين هذا العام ) فلما تتوقت هذه القضايا مع هكذا الظروف فعليكم يا اخواننا واخواتنا انظروا اي لص في ابواب بيوتكم ، واللص لا ينفع اغلاق الباب بوجهه وانما يجب ان يمنع من الوصول الى الدار بأي طريقة كانت ، والطريقة المتاحة هي طريقة الأنتخابات ، وهذه الصورة التي تكشفت خلال الأيام القريبة الماضية .
لماذا نستغرب عندما يصرح احدهم بان جميع من جاؤوا بعد سقوط النظام هم خونة والنظام لم يكن خائنا !!! ، اننا لا نستغرب من هذا فالاناء ينضح ما فيه ، وعلينا ان لا نتوقف عند الكلام وعلينا ان نذهب الى الفعل الذي يجعل هؤلاء لا يتجرؤن . لقد كان هؤلاء يسيرون ورقابهم مدلات على صدورهم من الذلة فمن الذي شجعهم ونفخ فيهم الروح ؟! . فما دامت الانتخابات هي الحاسمة في هذا المجال فعلينا ان نفكر بشكل جدي ، الآن المسالة ليست مسالة ان فلان اعطاني دينار او لم يعطني وعمل لي القضية الفلانية او لم يعمل ، ولكن المسالة اكبر من ذلك هي ان يبقى هذا الدين او لا يبقى ، وهل يبقى هذا الشعب او لا يبقى . ونذكر ان فرعون عندما سأل لماذا تفرعنت فقال اسألوا من فرعنني .
لا مجال امامنا على المستوى الشرعي والمستوى السياسي والمستوى الأقتصادي ان ننكل بالانتخابات او نتخلف عنها . واذا كنت احمل غيضا من فلان او فلان ولي موقف من هذا او ذاك فان كل ذلك ليس له قيمة لأن المبادئ الكبيرة هي التي تهدد . فاذا راينا البرلمان غدا ونسمع فيه يقال فليتفضل الرفيق الفلاني ليتحدث فلا تسغرب من ذلك !!! .البعثيون عندما جاؤا كانوا احد عشر شخصا فقط يوم 17 تموز والبقية خدعوهم من الآخرين وبدءوا بتصفيتهم بدءا من حردان وعبد الرزاق النايف حتى اصبح صدام كل العراق وكل العراق صدام ! . لقد ارادوا ان ينفذوا مخططاتهم واردنا ان نثبت اننا الحق بالعزة والكرامة والحياة بالذل الموت اهم منها بكثير ، ولكن الحياة مع العز والموت مع العز يبقى عزا في الدنيا وفي الآخرة .
هنا اذا اردنا ان ننظر الى انفسنا وندقق بواقعنا بشكل اكبر فسنجد اننا نهاجم من قبل اجندات متعددة ، فقسم يريد ثرواتنا وقسم يريد بلدنا وقسم يريد عقيدتنا ومبادئنا وقسم يريد قياداتنا وشخصياتنا ، والهجوم على الجميع يجري تحت لافتات كبرى ، فباسم الوطنية الوطن ينتهك ، وباسم النزاهة النزاهة تمزق ، وباسم الامانة الامانة تنتهك ، وهكذا في كل الأمور . فلا يمكن لنا في مثل هذا الزمان ان نستغرب من امثال اقزام السعودية وغير السعودية حين يتصدون لمبادئنا ولعقيدتنا لا نستغرب اي شيء وهم قد كانوا مسؤولين بشكل مباشرعن الدماء التي سالت في كل مناطقنا ، فيخرج لنا معتوه مثل العريفي ومخبول مثل الكلباني فانهم لن ينتقصوا من السيد السيستاني لأنه نجم في اعالي السماء ولكن لماذا في هذا الوقت بالذات تكلوا بما تكلموه ، انا اشير الى انه في هذه السنة في وقت الحج حين ان من واجب السعودية ان تحرص على توحيدهم كان امام المسجد النبوي يتحدث بحديث تمزيق الصف حينما وصف شيعة اهل البيت وهم كانوا يصلون في المسجد وقتذاك فكان محمد علي الحذيفي وللأسف قاريء القرآن يصفهم بأقذع الأوصاف فهل هو يتدث من ذات نفسه ؟؟؟.
والسديس امام الحرم المكي تحدث بأقذع من حديث الحذيفي وفي موسم الحج فهل تستطيع وزارة الحج السعودية ان تقول انها غير مسؤولة عن هذه الامور وكذلك الحكومة السعودية ؟! . انه استهداف طائفة ، والطائفة الشيعية في السعودية طائفة كبيرة اضافة الى الزيدية والاسماعيلية في منطقة نجران جنوب السعودية ، فكيف تزهد بهم حكومة السعودية وتقول انهم مواطنيها ؟! . فهذنا تفجير في الدماء والأشلاء وهناك غدر في السياسة ومن هنا تهديد في الواضع الدينية والعقائدية فماذا تنتظرون ؟؟ هل تنتظرون ملائكة من السماء تاتي لكي تعيد الأمور الى نصابها ؟ ام ان ارادكم التي هزمت الزرقاوي وغير الزرقاوي هي فقط بعد الأعتماد على الله ستهزم البعثيين وغير البعثيين .
للأسف الشديد زمن الأنتخابات قد جاء وبدءنا نسمع تصريحات عن اجتثاث البعث فاين كنتم ومن ارجع البعثيين ؟؟؟ !!! فمن الذي ارجعهم ولماذا لاتعترف الحكومة بمسؤوليتها في هذا المجال ؟!، وانا اؤكد واقول باننا نتحدث عن البعثيين الصداميين وليس البعثيين الذين اجبروا فمنهم من بروا بوطنهم .
لقد سارت الأمور بطريقة لا نشتهيها فيما يتعلق بوحدة الصف ، فكم توسلنا وكم قيل بأن جلال الدين الصغير يتوسل ويذل نفسه لكي يتحد مع الآخرين وكم حاولنا ( والله توسلنا ، والله استغثنا ) وقلنا ان الخطر على الباب فان لم تتحدوا ستهزمون من ابسط عدوا وان اتحدتم ستهزمون اضخم الأعداء .
انني اعجب بعد انتهاء المهلة الرسمية يخرج البعض ويقولون نريد التوحد فاين كانوا قبل انتهاء المهلة الرسمية ؟! لقد كانت المقالات تكتب علينا وتصفنا باننا نتذلل واننا ضعفاء ويتصورون اننا نتحدث عن انفسنا وعن شخصياتنا والمسألة ليست مسالة اشخاص او افراد وانما هي اكبر من ذلك ، فالذي يفجر على ابواب امير المؤمنين لا تستغرب ان يكتب غدا " لا شيعة بعد اليوم " فهو الذي كتبها بالأمس ، وعلينا ان لا نتذمر اذا ما خنا الأمانة فعلينا ان نتحمل مسؤولية الخيانة وعلينا ان نعرف ان فرعون لم يصبح فرعونا الا انا وانت اعطيناه حق الفرعنة .
سبق وقلت ان قبيل الأنتخابات ستكثر الأشاعات والكاذيب وقد حدث قبل فترة في مدينة الشعلة ان قطعوا الطريق لمدة ثلاث ساعات بحجة ان الشيخ جلال الدين الصغير يريد زيارة مدينة الشعلة وهذه اجراءات لحمايته ، والحقيقة ان المسالة لا علاقة لها بجلال الدين الصغير ولكن المطلوب منه هو اسقاط شخصية حيث لم يكن في برامجي الذهاب الى هناك وعندما انوي الذهاب الى منطقة فلا استعين بالقوات المنية وفي كثير من الأحيان تفاجا بوجودي حيث ندخل بهدوء ونخرج بهدوء .وقد تكرر الأمر عند حضر التجوال قبل ايام حيث اثاروا اشاعات كثيرة منها ان فلان الفلاني سيتعرض لمحاولة اغتيال وكان كل شيء في البلد مسؤول عنه فلان او فلان .
وفي نفس القضية فقد قلنا اننا نريد اعطاء فرصة لوجوه جديدة في بغداد فرشحنا عن دهوك والأخ الشيخ همام حمودي رشح نفسه عن السليمانية مع علمنا اننا لن نحصل على اصوات ولكن خياراتنا تبقى محفوظة ودخولنا من خلال المقاعد التعويضية او من خلال البدل . ولكن جاءت الهجمة الكبيرة ومن يقول بأن كل واحد سيسقط الآخر ، مع العلم ان هذا القرار كان قرار شخصي رغم انني كان اسمي الثاني عن محافظة بغداد ، وقد قالوا هذه النجف وكذلك الأخوة من البصرة اتصلوا بي ولكن الخطوة كانت بقرار شخصي .
ان الترشيح ليس الغرض منه الحفاظ على الكرسي ولكن مسألة وجوب من وجود احد يتصدى ويحمل آلآم الفقراء . ففي هذه الفترة سمعنا ما سمعنا من قصة الوقف الشيعي مع سماحة العلامة الكبير السيد القزويني حفظه الله تعالى ، والسيد القزويني احد اعضاء المجلس الاعلى للثورة الأسلامي في العراق معنا في الدورات الثالثة والرابعة والخامسة واستمر معنا ولكن حالته الصحية الآن لا تسمح له بممارسة العمل السياسي . وقد صوروا الأمور على ان الوقف الشيعي تابع للمجلس الاعلى ولا السيد صالح الحيدري من المجلس الأعلى ، فالحكومة قررت وهذا القرار صحيح او غير صحيح بالنتيجة هو قرار حكومة ولكن ما علاقة المجلس الأعلى ؟!؟! ان القضية قضية تسقيط ليس الا .
ستسمعون الكثير من الأكاذيب والأقاويل وحرق الأعصاب ، فقد اتصلت بي امس احدى الأخوات وهي تقول سللامات شيخنا لقد سمعنا انك مت !! فأجبتها خير ان شاء الله فانا اتحدث معك . ونذكر في ايام انتخابات مجالس المحافظات كنا نفتتح طريق ياحسين مع السيد عبد العزيز الحكيم ( قدس سره ) وكنا في بث مباشر وبعد خمس دقائق اتصلت بي وكالة انباء اصوات العراق تستفر عن موت السيد الحكيم فقلت يااخوان كنا قبل خمس دقائق في بث مباشر وافترقنا قبل قليل !!!!! . انهم يعرفون ان القصة الكذب وان الكذب قد لا يستمر الا نصف ساعة ولكن انتم المستهدفون والغاية هي اسقاط اعصابكم وخلق حالة التذمر لديكم . وهؤلاء الكاذبون والسارقون لقوت الشعب فان الله سبحانه وتعالى سيفضحهم وعليكم ان تضعوا امام اعينكم وكونوا واثقين اننا سواء اشتركنا في الأنتخابات ام لم نشترك واذا دخلنا البرلمان ام لم ندخل فاننا ملتزمون بمسؤوليتنا تجاه اناسنا .
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :
https://telegram.me/buratha