خلال خطبة الجمعة أكد سماحة الشيخ أحمد السليطي على ضرورة التعايش المبني على احترام الآخر مبينا أنه الأساس لكسب وده وتعاطفه واستعداده للاستماع إلى رأيك وتقبل أطروحاتك المختلفة وهذا ما ظهر جليا خلال إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام حيث أجتمع الشيعي مع السني والمسيحي والصابئي ، وما ذلك إلا للتعايش الإنساني بين مكونات المجتمع إلى درجة التأثر بالآخر ومشاركته في أفراحه وأتراحه .
أما التقاطع والتنابز واللجوء إلى أساليب الضعفاء من شتم وسب للآخر فلا تثمر إلا النفور والابتعاد وقطع الصلات وبالتالي بث روح العداء والبغضاء والحقد بين مكونات المجتمع وتزيد من حالة الاحتقان التي قد تترجم في أي لحظة إلى حالة اقتتال وصراع حقيقي .
وأشار إلى ضرورة التمسك بمبدأ استماع القول واتباع أحسنه في متابعة المحاضرات فليس كل ما يطرح على المنابر يمثل أفكارا مجمعا عليها في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل حتى طريقة وكيفية الخطاب المطروح قد تتنافى في بعض الأحيان مع أسلوب أئمة الهدى عليهم السلام في الخطاب والحوار مع الآخر .
كما أشار إلى ضرورة التفات الخطباء إلى نوع المتلقي ليحددوا خطابهم على أساسه ، فإن كانت دائرة المخاطبين خاصة عندها يمكن نشر الخصوصيات والأفكار الخاصة ، وعندما تكون دائرة المخاطبين عامة يفترض التركيز على المشتركات والتقليل من طرح الخاص إلا في حدود الحاجة لاطلاع الآخرين عليه لأسباب مقبولة .
أما في الخطبة السياسية فقد انتقد الشعارات الزائفة التي أطلقها البعض فيما يتعلق بمشكلة بئر الفكة مع الجانب الإيراني ، وحذر المواطن العراقي من الانجرار خلف دعاة الفتنة ومثيري الخلافات بين الدول والشعوب لمصالحهم كما هو حال الكثير من الدول العربية وعملائهم داخل العراق الذين يحلمون بتوتير العلاقة بين الشعبين المسلمين الجارين العراقي والإيراني .
مؤكد سماحته على عدم قبول أي مواطن غيور بالتفريط بذرة تراب واحدة من وطنه فضلا عن بئر نفطية ، ولكن لماذا يفرق أصحاب الفتنة بين الأراضي والآبار التي استولت عليها دول مجاورة أخرى وبين هذا البئر الذي تجاوز عليه الجانب الإيراني ، وأكد سماحته رفض أي تجاوز من أي جهة كانت ولكن من الأفضل أن نكون في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في طريقة التعامل مع مثل هذه الإشكاليات لحماية مصالحها بعيدا عن بث الكراهية والحقد بين الشعوب ، فهناك الحوارات المشتركة الهادئة والمؤسسات الدولية وما إلى ذلك ، فإن لم تفلح كل هذه المساعي فعندها يكون لكل حادث حديث ولكل مقام مقال ، أما دق طبول الحرب والتحشيد وإطلاق مصطلحات ( العدو ، والاحتلال ، والعودة إلى شعارات البعثيين ، وثقافة احنه مشينه للحرب ، وغيرها ) فلم نجني منها إلا اليتامى والأرامل والثكالى والخراب والدمار وهدر الثروات والأمراض النفسية والتخلف ووو إلى آخره ، كما أشار إلى تفاصيل أخرى كثيرة .
https://telegram.me/buratha