رجحت مصادر عليمة أن يحسم حزب الدعوة تردده من الانضمام إلى الإئتلاف العراقي الموحد بعد عودة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي من واشنطن، وقالت المصادر إن التناقض الواضح بين تصريحات قيادات الدعوة يرد إلى محاولة كسب الوقت لمعرفة طبيعة توجهات الشراع الأمريكي وأن القرار النهائي سيحسم خلال عودة الرئيس المالكي، وأفادت نفس المصادر إن صادق الركابي وهو احد صقور الحزب والمتشددين ضد الأحزاب الأخرى أرسل منذ مدة إلى واشنطن لغرض اعداد الملفات الخاصة بهذا الموضوع تحديداً وأن لقاءات متعددة اجراها مع معنيين في البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية.
إلى ذلك أفادت معلومات نسبت إلى النائب حسن السنيد إن المالكي حسم موقفه قبل ذهابه إلى واشنطن وأنه كلف السنيد بأن يكون المسؤول عن ملف الائتلاف في داخل الحزب، فيما رأت مصادر مقربة من الدكتور الجعفري إن السنيد يطرح دوماً بعنوانه الجهة التي ترضي أطرافاً لغرض إبعاد الأنظار عن التوجه الآخر والذي تقوده لجنة تضم حيدر العبادي وصادق الركابي وجابر حبيب جابر من مجموعة حسين الشهرستاني وسامي العسكري وعلي الاديب وآخرين يعكفون على محاولة تشكيل ائتلاف خاص بالحزب وبمجموعة ائتلاف دولة القانون بعيداً عن الائتلاف الحالي، مؤكدة إن اجتماعات عدة أجراها الأديب مع اقتصاديين وجامعيين تحدث فيها بلهجة متشددة في شان الانضمام إلى الحزب وإلا الحرمان من الامتيازات الموجودة أو القادمة!، وقد اكد اكثر من مصدر اقتصادي لوكالة أنباء براثا إنهم فوتحوا بالانضمام وإلا حرمانهم من المقاولات الممنوحة لهم!! وقد لوحظ أن الأديب لم يحضر أي اجتماع للائتلاف خلال أشهر.
إلى ذلك نسبت مصادر قريبة من رئيس الوزراء إليه القول من حقنا ان نجري اتصالاتنا مع اطراف أخرى من خارج الائتلاف ونقوي بها حظوظنا الانتخابية مثل ما أن المجلس الأعلى يفعل ذلك، وقد أشارت هذه المصادر إن الاتصالات اجريت بالفعل مع أحمد أبو ريشة ومجموعة خلف العليان وصالح المطلك، ومجموعة من العشائر الكردية من خارج دائرة الحزبيين الكرديين وخصوصا مع ما كان يسمى بالجحوش كالهركيين والزيباريين.
وقد نسب لحيدر العبادي إن حزب الدعوة يعمل على ذلك وهو يستطيع بهذه الصورة أن يؤمن لنفسه ولوحده 100 مقعد برلماني!، وهذه الأقوال التي تنفي دقتها مصادر نيابية تأتي وفقاً لهذه المصادر من أجل الضغط المبكر على جهات الائتلاف الأخرى لكي يحسّن حزب الدعوة موقعه التفاوضي في شأن الحصص التي سيجري تشكيل الائتلاف القادم.
من جهته المجلس الأعلى الذي ينفي أي خيار له خارج الائتلاف العراقي الموحد يؤكد رغبته بتوسعة الائتلاف ليشمل أكبر طيف من العاملين في العملية السياسية، ومن أجل ان يؤمن الائتلاف خيار الكتلة الأكبر لابد من إشراك الجميع، ووفقاً للشيخ همام حمودي المكلف بملف الائتلاف من قبل زعيمه سماحة السيد عبد العزيز الحكيم فإن الأجواء الحالية تسير وفق اتجاه صحيح قد يحسم الاعلان عن تشكيل الائتلاف في جلسة قادمة خلال الأسبوع القادم، وقد اعترف حمودي بوجود تلكؤ لدى بعض القوى ولكن عزاه إلى لعبة الضغوط اكثر منها لشيء آخر.
الصدريون من جهتهم وإن كانوا لا يخفون مخاوفهم من تردد حزب الدعوة إلا إنهم يندفعون بجدية لأخذ مواقعهم في الائتلاف ونقلت مصادر تؤكدها الصور التلفزيونية إن مشاركة نصار الربيعي والدكتور قصي فاعلة في عملية تشكيل الائتلاف.
إلى ذلك نقلت مصادر قريبة من المرجعية الدينية إن المرجعية مع تشددها في طلب الوحدة من الجميع والتوحد في مواجهات استحقاقات المعركة الانتخابية القادمة إلا إنها لا تخفي قلقا متزايداً لديها في شأن تحركات بعض القوى المندفعة للإبتعاد عن الائتلاف، ومع تشخيصها لخطأ هذا التحرك وضرره إلا إنها تؤكد رغبة بعض القوى لإيجاد ائتلاف آخر.
https://telegram.me/buratha