النجف الاشرف - احمد كاظم
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة تربية ورعي الأغنام والماعز في الأحياء السكنية لمحافظة النجف الاشرف ، حيث تنطلق يوميا قطعان الماشية إلى أماكن رمي النفايات في الساحات العامة وكذلك بين المنازل والأزقة والفروع الضيقة لترتعي مخلفة وراءها أثارا غير لائقة.
إن هذه الظاهرة تشكل اعتداء على الجانب الزراعي والصحي والبيئي في هذه المناطق، من خلال ما تفرزه هذه الحيوانات من فضلات في المنطقة التي ستكون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض وعن طريق الماء ـ الهواء والتربة ، وكذلك الاعتداء على جمالية المدينة وتدمير للحدائق وهذا يشكل مصدر إزعاج كبير للمواطن .
محمد الموسوي رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة النجف الاشرف أشار في حيث لمراسل المركز الإعلامي للبلاغ إلى ضرورة وضع تعليمات وقوانين خاصة للحد من هذه الظاهرة وفرض غرامات على أصحاب الحيوانات ومنع رعيها داخل المناطق السكنية ، وعلى مجلس المحافظة تفعيل هذه القوانين لكي تأخذ مجراها وتطبق على ارض الواقع .
و لهذه الظاهرة مخاطر صحية على المناطق السكنية إذ إن بعض الحيوانات مصابة بالإمراض التي من الممكن أن تنتقل إلى المواطنين فضلا عن تأثيراتها البيئية والشكلية التي تؤثر على جمالية المدينة وتحضرها ، حيث أصبح من الضروري وضع إجراءات تصاعدية تبدأ من الحملات التثقيفية لأصحاب هذه الحيوانات وتنبيههم على مضار هذه الظاهرة وتأثيرها على المواطنين إلى فرض الضرائب والغرامات في حالة عدم الامتناع عن هذه الظاهرة .
مديرية بيئة النجف الاشرف أوضحت إن هذه الظاهرة غير حضارية لاسيما إن المحافظة مقبلة على مشروع تتويجها عاصمة للثقافة الإسلامية ولابد من النهوض بالبنى التحتية للمدينة وإظهار جماليتها والابتعاد عن الظواهر السلبية .
وأكدت المديرية إن مناطق الرعي للمواشي والأغنام يجب أن تكون بعيدة عن الأحياء ذات الانتشار السكاني ويجب على بلدية النجف تحديد مناطق للرعي ، مع ضرورة التوعية لمثل هذه الظواهر التي بدأت تزداد يوماً بعد يوم .
أما المواطن حسن عبد الله الذي يسكن منطقة الحي العسكري شمال مدينة النجف قال : إن ظاهرة رعي الأغنام والماعز داخل الأحياء السكنية ظاهرة غير صحية ويجب على الجهات المسئولة وضع الحلول لها حيث إن قطعان الماشية تجوب الشوارع والمناطق السكنية في أوقات النهار وتخلف ورائها الفضلات على طول الشارع الذي تدخله بالإضافة إلى قيامها بأكل أي شتلة في طريقها .
وعلى الطرف الأخر قال أبو محمد الذي يسكن منطقة المكرمة : قمت بتربية هذه الأغنام منذ فترة طويلة حيث كنت في بداية الأمر لا املك سوى عدد قليل من الماشية أقوم بتربيتها والانتفاع منها عند بيعها وعندما رأيت هذه المهنة ذات مردود اقتصادي ساعدني على سد بعض حاجيات المنزل طورت عملي حتى أصبح لذي ألان أكثر من (70) رأسا من الأغنام والماعز وأصبحت ألان هي مصدر رزقنا الأول والأخير ، حيث نقوم أنا وأولادي بالخروج منذ ساعات الصباح الباكر بهذا القطيع لنجوب شوارع و ساحات رمي الفضلات وصولا إلى أماكن بيع الخضروات في العلوة وأننا لا نشتر العلف قط إلا في الأوقات الحرجة ونقوم بشراء العلف عندما تتعرض بعض الأغنام أو الماعز إلى المرض ولا تستطيع السير لمسافات طويلة .
المهندس مازن حسن كريم معاون مدير بلدية النجف أكد على ضرورة تفعيل المادة 73 ـ أولا ـ من قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981 والتي نصت على :ـ يمنع إيواء وتربية الحيوانات ، بما فيها الدواجن، في الأحياء السكنية بأعداد تتجاوز حدود الاستعمال العائلي أو الشخصي .
وقد حدد أيضا هذا القانون صلاحية الرعي لمثل هذه الحيوانات في مناطق خاصة تقوم بتحديدها وزارة الصحة نظراً لما تمثله هذه الظاهرة من أمور سيئة عديدة على صحة المواطن من جهة وعلى تشوه جمالية المناطق من جهة أخرى.
وأشار إلى إن مديرية البلدية وبالتعاون مع الحكومة المحلية بصدد تفعيل لجنة خاصة برئاسة رئيس الوحدة الإدارية ومفرزة من شرطة النجف وكادر البلدية لمصادرة الحيوانات المستخدمة في الرعي في الأحياء السكنية والشوارع والساحات العامة وبيعها بالمزاد العلني ، لما تسببه ظاهرة رعي الحيوانات من روائح كريهة تنتج من فضلات هذه الحيوانات والتلف الذي يصيب المتنزهات من جراء هذا الرعي الخاطئ في المناطق أو الأحياء السكنية.
https://telegram.me/buratha