جاء ذلك خلال زيارته اليوم محافظة الانبار ولقائه المحافظ ورئيس واعضاء مجلس المحافظة وشيوخ العشائر والوجهاء والقادة الأمنيين.
واضاف رئيس الوزراء: كنا قد ذهبنا نحو هاوية الطائفية والمشاريع التي اضرت بالعراق وتفاعل معها الجهلة وبإتجاه الحرب الطائفية القذرة، حيث يقتل الأخ يقتل اخاه، ولو لا تمسك العراقيين بالتعايش سويةً شيعةًوسنة في هذه المحافظة وغيرها من محافظات العراق لإنتهى كل شيء في العراق، و لولا الوحدة الوطنية ما كنا نقف في هذا المكان الكريم وما كنا نستطيع ان نصل الى الانبار او يصل ابناء الانبار الى بغداد حيث كان هذا الطريق يسمى بطريق الموت.
وحيا رئيس الوزراء ابناء الانبار قائلا: احييكم لأنكم صنعتم مجداً واثبتم موقفاً كان الوطن بأمس الحاجة اليه، وأحيي ابناء العشائر العراقية وأؤكد إن تأييدنا ودعمنا لجهودهم ليس دعاية انتخابية كما يروج البعض بل لأنهم ساندوا الدولة ووقفوا الى جانب القانون، كما أوصيكم بالتعاون على البر والتقوى وحفظ الأمانة لأنها تقع في دائرة المسؤولية التاريخية، وحب الوطن لأنه من الإيمان.
وقال رئيس الوزراء: اليوم نستذكر الشهيد عبد الستار ابو ريشة واخوانه من الشهداء الذين هبوا لنصرة العراق عندما اراد تنظيم القاعدة الارهابي ان تكون الانبار قاعدة للاضرار بالعراق، وكان المخاض صعباً ولم يخل من الاتهامات لكن همة ابناء هذه المحافظة والشيوخ العشائر ونيتهم الصالحة والصادقة ومواقفهم الوطنية أدت الى التخلص من كل ذلك، وبحمد الله فقد انحاز العراقيون الى مصلحة العراق وأمنه واستقراره، وسجلت الانبار حضوراً بطولياً واستعادات دورها وهي محطة من محطات الوحدة الوطنية.
وأضاف: ان بناء الوطن محطات محطة تكمل الاخرى ووطنا الذي تعرض للتخريب لا يبنى دفعة واحدة، وإن أول ما علينا القيام به هو اصلاح منظومة القيم والمبادئ التي اختلت عندما اتجه الناس الى اجندات طائفية وخارجية.
واكد رئيس الوزراء، نحن مقبلون على ابواب الانتخابات وسنواجه تحديات كبيرة لأن الانتخابات والاصابع البنفسجية حسمت نصف المشكلة والانتخابات المقبلة ستحسم النصف الاخر .. وعلينا ان نتجاوز الظروف السابقة التي أملت علينا الذهاب في مشاريع معينة، فمع تثبيت السيادة ووعيننا للمشاريع الطائفية يجب ان نتجه للمحطة الثانية التي نجحنا فيها.
واضاف قائلا: انا على ثقة بأن وحدة العراق رقم صعب لا يقبل القسمة على اثنين ولا يقبل اي مشروع يفرق العراقيين، وإن المشروع الذي نريده هو المشروع الوطني الذي يضم جميع المكونات شيعةً وسنة وعربا وكوردا وتركمان وايزيديين وشبك وصابئة، مؤكدا ان كل الانتماءات المذهبية والقومية والحزبية والعشائرية محترمة اذا شكلت عنصرا يؤصل العملية السياسية تحت خيمة العراق.
ودعا رئيس الوزراء العراقيين الى المشروع الوطني وانهاء المشاريع الاخرى، قائلا: من هنا ادعوكم الى المشروع الوطني ونبذ المشاريع الطائفية ونريد ان يكون هناك ائتلافاً قوياً ومتماسكاً لجميع العراقيين لأن التحدي الأكبر هو مواجهة مشاريع التدخل الخارجي التي بدأت تدخل علينا من كل صوب، ولكننا لا نسمح بأن يكون العراق ساحة للصراعات والأجندات الاقليمية، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا، او يريد أن يكون مشرفا على العملية السياسية والمصالحة الوطنية، ولا نريد مشروعاً من أية دولة بخصوص العراق، وما علينا في الأيام المقبلة الا مواجهة المشاريع والاجندات الخارجية، وتساءل رئيس الوزراء: هل يقبلون ان نتدخل في شؤونهم؟.
وأكد رئيس الوزراء إن الفساد الاداري والمالي سوف لن يبقى بإذن الله، ونحن لاننكر وجوده لكن ليس بهذا الحجم الذي يشاع عنه بهدف تحقيق دعاية وأغراض سياسية، ونقول بوضوح انتهى الوقت التي كان يتلاعب فيه بالمليارات.
وأضاف: إن جذر الفساد هو الطائفية، والفساد السياسي الذي هو عملية محاكاة واستجابة لارادات اقليمية ولذلك نحن نشدد على ضرورة تجاوز الفساد والعمل في اصل المشروع الوطني ورص الصفوف وبذل كل مايمكن لتقديم الخدمات للمواطنين.
وقال في جانب آخر من كلمته: لقد تجاوزنا التحديات الكبيرة وأهمها الارهاب .. ونقول اللبعض ممن يتحدثون بإسم المقاومة إن المعارضة قد تكون شرفا عندما يكون الخصم يعمل بشرف، والمقاومة ليست قتل الاطفال والابرياء والنساء واستهداف الجسور والاسواق، هذه هي القوات الاجنبية وهذه القوات العراقية وهذا رئيس الوزراء، فلماذا تذهبون لقتل الابرياء؟!.
وتابع: انهم لا يريدون لبلدنا ان ينهض ويتحدثون زورا في الفضائيات المأجورة، لذا ادعو والقادة الأمنين والمسؤولين الى الحفاظ على الأمن والتوجه نحو البناء والاعمار وتقديم الخدمات للمواطنين والعمل على اساس المبادئ الوطنية الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية.
واضاف: امامنا تحديات في امور ادارة الدولة وخيرنا من يقدم لبلده عطاءً نحو الاستقرار والقوة والتماسك، وإننا عندما نتحدث عن الضرورات فإن اولها التلاحم في المشروع الوطني وأن تكون الحكومة قوية وقادرة على حماية العراق وسيادته من خلال المشروع الوطني الذي سيبني العراق ويجعله موحداً وقوياً.
وقال رئيس الوزراء: ان العراق فيه طاقات وامكانيات تؤهله لأن يكون شريكا ويقيم علاقات على اساس التعاون السلمي وتبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
https://telegram.me/buratha