كشف الشيخ عبد الله جلال رئيس الوقف السني بالعراق "إن إستهداف العلماء ورجال الدين السنة كان من أهم أولويات تنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية حيث سقط في الأنبار وحدها أكثر من 100 عالم دين وإمام مسجد بأيدي تنظيم القاعدة" من بينهم الدكتور خالد سليمان رئيس الوقف السني السابق والدكتور عمر العاني والشيخ حمزة العيساوي الذي قتل بعد مشادة مع أنصار التنظيم.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج صناعة الموت الذي تقدمه الزميلة ريما صالحة على شاشة العربية ويذاع الجمعة 26-6-2009 الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش(العاشرة ليلا بتوقيت السعودية).
ويقدم البرنامج مجموعة من اللقطات والمشاهد التي صورها تنظيم القاعدة الارهابي لعمليات إستهداف علماء السنة الذين خالفوا نهج القاعدة أو رفضوا الإنصياع لأوامره وتلاوة خطب الجمعة التي كان التنظيم يوزعها عليهم ويأمرهم بقراءتها على منابر المساجد.
ويعرض البرنامج لقطات نادرة تمثل هجوما شنه مئات من ارهابيي القاعدة على منزل أحد رجال الدين بمحافظة الأنبار حيث نشبت معركة دامية لمدة ساعة كاملة إنتهت باستشهاد رجل الدين السني العراقي الشيخ رجا خلف وعائلته.
ويقدم البرنامج عرضا للعديد من الوثائق الخاصة بتنظيم القاعدة الارهابي والتي تم العثور عليها في مداهمات أمنية لأوكار التنظيم وتثبت هذه الوثائق أن القاعدة كانت تقوم بالتجسس على رجال الدين وترسل بعض أعضائها للمساجد المختلفة لكتابة تقارير عن كل ما يحدث عن المنابر وملخص لخطب الجمعة لبيان مدى إلتزام الأئمة والعلماء بأوامرها. وتشير هذه الوثائق إلى أن إستهداف علماء الدين كان نقطة خلاف تسبب في إنشقاقات كثيرة من جانب التنظيمات العراقية المتحالفة مع القاعدة.
ونتيجة للتجاوزات المتكررة ضد علماء الدين وغيرهم اتسع نطاق الخلافات ليمتد إلى جماعة أنصار السنة الحليف الكردي للقاعدة، وذلك بعد مقتل أعضاء في الأنصار على يد القاعدة بعد امر من أحد المفتين للتنظيم ، ونتيجة لذلك حدث انشقاق في أنصار السنة في أبريل 2007، لتتحول إلى جماعتين: إحداهما موالية للقاعدة "أنصار السنة ديوان الجند"، والأخرى تحالفت مع الفصائل الارهابية "أنصار السنة الهيئة الشرعية."
وقد تبادل الارهابي أبو أيوب المصري الزعيم السابق للقاعدة في العراق رسائل مع قائد أنصار السنة لإنهاء هذا الخلاف، (يشغل أبو أيوب حاليا منصب وزير الحرب في دولة العراق الإسلامية وشهرته أبو حمزة المهاجر)، وتعطي هذه الرسائل صورة لحقيقة الأوضاع حينها. ففي أبريل/ نيسان 2007 وبعد طلب التنظيم الارهابي أنصار السنة تفسيرا لما حدث وتقديم القاتلين للشرع، يكتب أبو أيوب رسالة، "تذلل" لـ"أبو عبد الله الشافعي" أمير جماعة أنصار السنة،
وتبين الرسالة مدى الضعف الذي وصل إليه موقف أبو أيوب، وأنه كان مدركا أن دولته تفقد قوتها داخل العراق: (دعني أقول بالنيابة عن نفسي بصفتي أمير المؤمنين بأننا على استعداد أن نسلم أي شخص قد ارتكب جريمة دم أو استولى على مالكم، سوف نسلمه، ولن نحضر إجراءاته القضائية أو نعترض على الحكم الصادر عليه، وإذا وجد مذنبا وفقا للشريعة ويستحق أن تقطع رأسه، يمكن لك أن تفعل ذلك، ولن نطلب أي شيء باستثناء الدليل على الحكم الصادر عليه.. وأتعهد بأن أكون خادما مطيعا لكم وحارسا أمينا عليكم، بل وحاملا لنعالكم فوق رأسي ومقبلا لباطنه ألف مرة حتى يرضى أصغر جندي عنكم سنا).
وقد حاولت القاعدة احتواء الموقف المتمرد ضد ها وتحديدا من رجل الدين وشيوخ العشائر عن طريق مناشدة البغدادي لأهل السنة أن تغفر أخطاء دولة العراق الإسلامية، لكن جهود البغدادي باءت بالفشل.
https://telegram.me/buratha