تتفاقم ظاهرة العواصف الترابية مع كل صيف، الأمر الذي يتسبب بمشاكل صحية وبيئية كبيرة، ولأن كربلاء تقع على حافة بادية رملية واسعة تمتد نحو الحدود مع السعودية والأردن فإن تأثير العواصف الترابية على سكانها يكون كبيرا.
فمع قدوم الصيف لن تكون معاناة السكان في كربلاء مقتصرة على ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء فقط، إنما شكلت ظاهرة العواصف الترابية خلال السنوات الأخيرة ضاغطا آخر يتسبب بمتاعب نفسية وصحية وحتى اقتصادية للسكان.
ويقول المواطن حسين محمد علي إن" العواصف تلحق أضرارا بالمصابين بالأمراض التنفسية كالربو، فضلا عن تسببها بنشر الأتربة في أرجاء المدينة".
آخر عاصفة ترابية عنيفة ضربت كربلاء نهاية الأسبوع الماضي، وتسببت بتراجع مديات الرؤية بشكل لافت كما أجبرت السكان على المبيت في منازلهم عوضا عن أسطح المنازل، ومع ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير يمكن تصور حجم المعاناة التي يكابدها السكان بسبب العواصف الترابية.
ويعتقد المواطن أبو علي أن ظاهرة العواصف الترابية تتفاقم سنة بعد أخرى" كل سنة تزيد العاصفة أكثر وننتظر أن تمطر السماء شتاء أو يلتفت المسؤولون إلى إنشاء حزام أخضر حول المدينة".
وتم إنشاء حزام أخضر لجهة البادية الرملية الممتدة جنوب كربلاء وغربها، بهدف الحد من تأثير العواصف الترابية، ويقول محافظ كربلاء آمال الدين الهر عن هذا الحزام إن" تجربة الحزام الأخضر مكنتنا من الحصول على ألف دونم مزروع خلال ستة أشهر فخلال سنتين زرعنا 15 ألف نخلة و30 ألف شتلة زيتون رغم الظروف الصعبة".
ومع كل الجهود التي بذلت لإنشاء الحزام الأخضر غير أن تأثيره يبقى محدودا على ما يبدو بسبب اتساع ظاهرة الجفاف وانعدام الأمطار شتاء، ما يعني أن ظاهرة العواصف الترابية قد تشهد تناميا مقلقا خلال الأعوام القليلة الماضية ما لم يحدث تغير مناخي إيجابي.
https://telegram.me/buratha